ليلة الرعب في مصياف.. وسط صمت النظام والروس على الخرق الإسرائيلي الأكبر للأراضي السورية================
في سبتمبر 13, 2024
حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات كاملة مؤكدة عبر 7 مصادر موثوقة من مدنيين ومن عسكريين شاركوا في التصدي للإنزال الجوي الإسرائيلي، تكشف التفاصيل بشأن عملية الإنزال التي نفذتها إسرائيل في منطقة مصياف بريف حماة بتاريخ 9 سبتمبر الجاري. وهي عملية دقيقة للغاية ومركبة، حيث استهدفت من خلالها بشكل أساسي موقع “حير عباس”، وهو مصنع مخصص لتصنيع وتطوير الصواريخ الدقيقة متوسطة المدى، أنشأته وتشرف عليه ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني”.
تفاصيل الانزال
========
بحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد شاركت في العملية نحو 5 مروحيات حلقت على علوّ منخفض وكانت أحدها تحمل في مقدمتها “بروجكتر” بإضاءة عالية جداً شوهد بوضوح في الأجواء من قبل الأهالي،
كما شاركت عدد من الطائرات المسيّرة التي تمكنت الدفاعات الجوية التابعة لقوات النظام من إسقاط أحدها في منطقة بانياس الساحلية، بالإضافة لمشاركة الطائرات الحربية.
وقد سبق الإنزال الجوي تنفيذ سلسلة من الضربات الجوية المكثفة التي استهدفت مواقع حيوية في المنطقة.
واعتمدت القوات الإسرائيلية على التشويش الكامل على الدفاعات الجوية في المنطقة، مما سهّل عملية الإنزال التي نُفذت بواسطة مروحيات تحمل نحو 100 جندي من القوات الخاصة الإسرائيلية.
واستمرت الاشتباكات العنيفة على الأرض لأكثر من 3 ساعات، حيث كانت الأصوات مسموعة بوضوح في محيط المنطقة. وتمكنت القوات من اقتحام المصنع وتفجيره.
ولم تعلم مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان حتى اللحظة المعلومات ما إذا كانت القوات المهاجمة قد تمكنت من سحب وثائق هامة من داخل موقع “حير عباس” كون أن الموقع أغلق وحوصر بشكل كامل من قبل الإسرائيليين قبل تفجيره، بينما نفت عملية أسر عناصر إيرانيين.
واستهدفت الطائرات الإسرائيلية مقر المخابرات العسكرية وعدة نقاط أخرى كانت مخصصة لحماية المصنع، بالإضافة إلى استهداف كل مركبة أو آلية تتحرك بالقرب من الموقع حتى الدراجات النارية. وقطعت الطائرات المسيّرة الطريق المؤدي إليه بالكامل، حيث حاولت جرافة إعادة فتح الطريق بعد الضربة الأولى، لكن تم استهدافها مما أدى إلى تدميرها بالكامل ومقتل سائقها، الذي بقيت جثته متفحمة في مكانها حتى صباح اليوم التالي.
ويشار بأن المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد أكد في أوقات سابقة بين العامين 2019 و2020 عن معلومات مؤكدة حول إنشاء إيران وإشرافها الكامل على معامل لتصنيع وتطوير الصواريخ الدقيقة متوسطة وقصيرة المدى، منذ العام 2018، بإشراف “الحرس الثوري” الإيراني وبمشاركة “حزب الله” اللبناني، ومؤخراً تم إدخال تطوير المسيّرات الإيرانية على خط إنتاج هذه المعامل والتي يعتبر معمل “حير عباس” من أبرزها مما دفع إسرائيل للتركيز بشكل كبير على هذا الموقع الاستراتيجي في منطقة مصياف وتنفيذ عملية الإنزال لتفجيره.
حصيلة الضحايا جراء الهجوم الإسرائيلي الجوي وعملية الإنزال، في منطقة مصياف، وفق توثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان، 27 شخصاً. هم: 6 مدنيين، و4 من قوات النظام السوري، و14 شخصاً من السوريين العاملين مع الميليشيات الموالية لإيران، بينهم 5 عناصر من حزب الله السوري، بالإضافة إلى 3 أشخاص مجهولي الهوية.، وتحولت بعض جثث القتلى إلى أشلاء وأخرى متفحمة. كما أُصيب خلال الغارات ما لا يقل عن 32 آخرين بجروح متفاوتة.
واستهدفت الضربات الجوية عدة مواقع حساسة، بما في ذلك مركز البحوث العلمية في مدينة مصياف، وموقع آخر على طريق مصياف – وادي العيون، وموقع في منطقة حير عباس بمدينة مصياف، إضافة إلى موقعين في قرية الراوي، ومعامل دفاع جوي جنوب غرب مصياف قرب قرية البيضا، كما وتعرضت عدد من المستودعات للاستهداف.
المرصد السوري لحقوق الإنسان يؤكد أنه حصل على معلومات أولية عن العملية وحول تحليق طائرات مروحية في أجواء المنطقة منذ فجر يوم الإنزال، لكنها كانت غير مكتملة بسبب الظروف الأمنية المعقدة في المنطقة وتخوف المصادر من كشفها واعتقالها من قبل النظام.
وفي حديث لضابط من قوات النظام يعمل في إحدى كتائب الدفاع الجوي للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قال أنه لا يستطيع تأكيد ما إذا كانت طائرات أمريكية قد شاركت في العملية.