المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 89,945
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


قررت الفنانة المصرية نادية الجندي في نهاية تسعينيات القرن الماضي أن تُدخِل عالم الإرهاب إلى السينما، وذلك من خلال فيلم "أمن دولة" الذي شاركها ببطولته ياسر جلال ومحمود حميدة ومحمد مختار.
تحدث الكاتب الراحل مصطفى محرم، مؤلف الفيلم، عن كواليس هذا العمل، من بدايته حتى نهايته، وذلك في مذكراته "حياتي في السينما".
أشار محرم في مذكراته إلى أن الجندي تواصلت معه ومع المخرج حسام الدين مصطفى، كي يقدما معها فيلماً يتمحور حول الإرهاب، وذلك بعد أن كانت قد زادت حدته داخل مصر. ونجحت في إقناعهما بهذه الفكرة.
عندها تواصلت الفنانة، التي لٌقبت بـ"نجمة الجماهير"، مع اللواء رؤوف المناوي الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة في وزارة الداخلية. رحب اللواء بالثلاثي واجتمع بهم، فتحدثوا معه عن نيتهم تقديم فيلم يتناول ملف الإرهاب، وطلبوا منه المساعدة كي يطّلعوا على ملفات أمنية حقيقية كي يستوحوا منها قصة تصلح لفيلم سينمائي.
لم يدخر المناوي جهداً، ورتب لهم موعداً مع اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، الذي كان قد عيّن وقتها في منصب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة. حضرت نادية الجندي برفقة مصطفى محرم والمخرج حسام الدين مصطفى للقاء العادلي، وتحدثوا معه عن الفيلم الذي يرغبون في تقديمه، فطلب منهم تحديد مقابلة أخرى يطلعهم فيها على بعض القصص الحقيقية لإرهابيين.
في المقابلة الثانية، أطلعهم العادلي على مجموعة من القصص، فجذبتهم قصة إرهابي كان يقيم في إسبانيا ويجعل زوجته تعمل راقصة في ملهى ليلي من أجل التمويه. وأطلعهم العادلي على صورة الزوجة، وأخبرهم كيف أن الأمن يعمل على استدراجهما من أجل العودة إلى مصر للقبض عليهما.
وقرر محرم العمل على هذه القصة، وجعل مهمة قوات الأمن في الفيلم تتمثل في إيجاد شبيهة لتلك الراقصة من أجل "استبدالها" ودخول شبيهتها إلى المنظمة الإرهابية لمعرفة ما يحدث بداخلها.
وعندما انتهى من كتابة السيناريو، وجد أن المخرج حسام الدين مصطفى كان قد انشغل بإخراج أحد المسلسلات التاريخية، فتم الاتفاق مع المخرج نادر جلال على تصوير الفيلم.
حينها، جلس صناع الفيلم لترشيح باقي الأبطال، فوقع اختيار المخرج على فاروق الفيشاوي من أجل القيام بدور زعيم المنظمة الإرهابية الذي تقع في غرامه الشخصية التي تؤديها نادية الجندي.

ملصق فيلم "من دولة"
رفضت بطلة الفيلم هذا الترشيح، واختارت الفنان الشاب ياسر جلال، وهو ما تسبب في موجة اعتراض كبيرة من صناع العمل، فحاولت نادية الجندي إقناعهم عبر الحديث عن "انتهاء عصر الوجوه القديمة"، مشيرةً إلى ضرورة منح الفنانين الشباب فرصتهم.
وبحسب ما رواه مرحم في مذكراته، ازداد التوتر بين نادية الجندي والمخرج نادر جلال، ما دفع بطلة الفيلم لـ"التطاول" على المخرج، ليقف الأخير قائلاً "أنا اتشتمت يا جماعة"، فطلب منه الكاتب أن يغادر حتى تهدأ الأمور.
وبحسب محرم، لام الجميع نادية الجندي على ما فعلته مع نادر جلال، وطلبوا منها تأجيل أمر ترشيح ياسر جلال حتى يتم سؤال جهات التوزيع عن المردود التجاري لفاروق الفيشاوي مقارنةً بياسر جلال في ذلك الوقت. وحصل المنتج على إجابة تفيد بانعدام الفوارق بين الثنائي، فقرر الاستعانة بياسر جلال، خاصةً أنه سيوفر بذلك جزءً كبيراً من المال، نظراً للأجر الكبير لفاروق الفيشاوي.
ورغم الانتهاء من تصوير الفيلم، لم تنتهي المشاكل، فوقعت مشاجرة جديدة بين نادية الجندي ونادر جلال وذلك خلال المونتاج حينما قرر المخرج حذف مشهداً يجمعها بياسر جلال، وهو ما اعترضت عليه البطلة، فتدخل الكاتب وطلب أن يشاهد هذا المشهد ويحكم بنفسه، لينحاز بعدها إلى صف المخرج ويؤكد ضرورة حذف المشهد.
واختتم محرم حديثه عن الفيلم، قائلاً إنه حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً، مشيراً إلى أن هذه التجربة تم "استنساخها" في فيلم "مافيا" الذي قام ببطولته أحمد السقا ومنى زكي ومصطفى شعبان.
المصدر: https://www.alarabiya.net/culture-a...-شجار-بين-نادية-الجندي-والمخرج-بسبب-ياسر-جلال