المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 89,538
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


واجه صناع فيلم "حسن وعزيزة - قضية أمن دولة" مجموعة من الأحداث خلال الإعداد للعمل، جعلته يبدأ مع مجموعة من الأبطال وينتهي بشكل غير متوقع مع مجموعة أخرى.
الكاتب الراحل مصطفى محرم روى هذه الوقائع في مذكراته "حياتي في السينما"، التي اطلع عليها موقع "العربية.نت"، حيث سرد ما حدث خلال فترة إعداد وتصوير فيلمه.
وقال محرم إن فكرة هذا الفيلم أتته حينما طلبت منه زوجته في يوم من الأيام الذهاب إلى مسجد الحسين بالقاهرة لأداء صلاة الجمعة، ليتصادف الأمر مع ذهاب رئيس الجمهورية في ذلك الوقت لأداء الصلاة في نفس المسجد. وشهدت المنطقة المحيطة بالمسجد تواجداً أمنياً مكثفاً، خاصةً على أسطح البنايات التي تطل عليه، ما دفع الكاتب إلى التفكير في قصة مستوحاة من هذا المشهد ليصورها كعمل سينمائي.

مشهد من الفيلم
حدد محرم المحاور الخاصة بالفيلم، والتقى بعدها بالمنتج محمد مختار في لقاء وصفه بـ"العابر". وكان وقتها محرم لا يعمل مع نادية الجندي، زوجة محمد مختار، بسبب خصومة فنية بينهما، فحاول المنتج أن يعيد المياه إلى مجاريها بين الممثلة والكاتب.
ومرت الأيام، فتلقى الكاتب اتصالاً من مختار يطلب منه فيه الحضور إلى مكتبه حيث كان يوجد معه المخرج نادر جلال. وطلب مختار من محرم أن يقدم له فكرة فيلم ينتجه له، فسرد الكاتب فكرة فيلم "حسن وعزيزة" التي انجذب لها المنتج سريعاً، كما تحمس لها المخرج، فتعاقد مصطفى محرم مع محمد مختار لتصور العمل.
وشرع محرم في كتابة السيناريو والحوار، وبعد انتهائه منه، وجد أن المخرج نادر جلال قد انشغل بعمل آخر، ما دفع المنتج للتعاقد مع المخرج حسام الدين مصطفى بدلاً منه.
وقع اختيار الثلاثي على نادية الجندي للقيام بدور البطولة في الفيلم، وحينما فكروا في دور البطل، اقترح محرم اسم عادل إمام، وقرر أن يبدأ التواصل معه. وأشار الكاتب في مذكراته إلى "حفاوة" استقبال عادل إمام له في المسرح حيث أعطاه سيناريو الفيلم من أجل قراءته، لكن لاحقاً كان "الزعيم" دائماً ما يخبر محرم، حينما يتصل به، أنه لم يقرأ السيناريو بعد.
تملك اليأس محرم، فقرر أن يرسل السيناريو لمحمود عبد العزيز، الذي أكد له أن هذا "أفضل سيناريو" قرأه، لكنه قال أيضاً إنه لا يجد دوراً لنفسه في هذا العمل. وعلّق الكاتب على هذا الأمر قائلاً إن محمود عبد العزيز كان يعلم أن "البطولة النسائية هي المسيطرة" على الفيلم، وأن المنتج زوج البطلة، وهو ما يعني تقليص دوره في الفيلم لصالح نادية الجندي.
كما وقعت أزمة مفاجئة حينما قرأت نادية الجندي السيناريو، حيث رفضت الدور، وعلل محرم هذا الرفض بأن البطلة لن ترتدي سوى ثوب واحد في كافة مشاهد الفيلم، وهو ثوب متواضع.
وظل السيناريو في مكتب محمد مختار دون خطوة جادة لتنفيذه إلى أن عاد نادر جلال مرة أخرى لمحاولة إخراجه، لكن نادية الجندي أصرت على موقفها بسبب الملابس، بحسب محرم.
وقتها، التقى الكاتي بمخرج جديد يدعى كريم جمال الدين، وقص عليه أحداث الفيلم، فتحمس له بشكل كبير، وطلب منه أن ينفذ الفيلم بنفسه. هنا، توجه محرم إلى محمد مختار، واقترح عليه أن يعيد له الأجر الذي حصل عليه، مقابل تسليمه السيناريو، وهو ما وافق عليه المنتج "بصعوبة".

ملصق فيلم "حسن وعزيزة - قضية أمن دولة"
بعدها، تعاقد محرم مع كريم جمال الدين، الذي قرر أن يسند بطولة الفيلم إلى يسرا وأشرف عبد الباقي، وبدأ بالفعل في تصوير العمل.
في ذلك الوقت، طلب المنتج إبراهيم شوقي من محرم أن يتعاقد على الفيلم كي تقوم ببطولته نبيلة عبيد، لكن الكاتب أخبره بأن الأوان قد فات.
وأنجز المخرج جمال الدين تصوير مجموعة كبيرة من مشاهد الفيلم، لكن التصوير توقف لعام كامل، حتى أصاب اليأس الكاتب. وفوجئ حينها محرم بنبيلة عبيد تطلب منه أن تقوم هي بتصوير الفيلم وأن يشاركها البطولة فاروق الفيشاوي، لكنه أخبرها أن هذا الأمر سيؤدي به إلى السجن بسبب تعاقده مسبقاً مع ممثلين آخرين.
وبعد توقف لعام كامل، عاد المخرج جمال الدين من جديد لتصوير الفيلم، وأنهى العمل فتم عرضه. وحقق الفيلم نجاحاً متوسطاً عند عرضه للجمهور في دور السينما، بينما حصلت يسرا على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في هذا العمل في أكثر من مناسبة.
المصدر: https://www.alarabiya.net/culture-a...ادية-الجندي-وتاخر-عادل-امام-واصرار-نبيلة-عبيد