ما الجديد
منتدى الصحراء للدفاع و الأمن

سجل حسابًا مجانيًا اليوم لتصبح عضوًا! بمجرد تسجيل الدخول، ستتمكن من المشاركة في هذا الموقع عن طريق إضافة مواضيعك ومنشوراتك الخاصة، بالإضافة إلى التواصل مع الأعضاء الآخرين من خلال صندوق الوارد الخاص بك

مقالة قصص تبكي الحجر.. سوريون يعودون لديارهم المدمرة في حمص

المراسل الآلي

عضو مميز
المشاركات
63,916
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الدولة
مصر
dce36f20-9d98-47a1-9b17-75bf006403a7_16x9_1200x676.jpg

dce36f20-9d98-47a1-9b17-75bf006403a7_16x9_1200x676.jpg

بعد نزوح طويل يعود سكان مدينة حمص بوسط سوريا أو ما عرف بـ"عاصمة الثورة السورية" إلى الباقي من ديارهم، وأحيائهم التي شهدت أقسى ظروف الحصار والحرب والدمار، وهم يروون قصصاً تبكي الحجر.
فمن قلب حي الخالدية، تقول دعاء تركي (30 عاما) من بيتها الذي يطل على شارع اختفت معالمه وحدوده "البيت محترق، لا نوافذ فيه، لا كهرباء، أزلنا الركام وفرشنا بساطا وجلسنا".
كما تضيف من منزلها الذي يحتوي على جدران ذات ثقوب كبيرة يمكن عبرها رؤية بقايا مبانٍ كانت ذات يوم تضج بسكانها "رغم كل هذا الدمار نحن سعداء بالعودة.. هذا حيّنا وهذه أرضنا".
من حمص 13 فبراير 2025 - فرانس برس

من حمص 13 فبراير 2025 - فرانس برس

لا أكل ولا شرب.. وبراميل لا تتوقف​

وتقول تركي التي عادت مع زوجها وأطفالها الأربعة قبل شهر إلى بيتهم حيث لا تصله الكهرباء "بقينا محاصرين في حمص سنوات. لا أكل ولا شرب.. قصف جوي وبراميل، ثم أخرجتنا الأمم المتحدة إلى المخيمات في الشمال" في مناطق بقيت تحت سيطرة فصائل المعارضة، وفق ما نقلته "فرانس برس".
على بعد مئات الأمتار، تقول أم حمزة الرفاعي (56 عاما) "ليس في الحي متاجر، نذهب إلى الأحياء المجاورة لشراء أغراضنا"، مضيفة "نلتقي بجيراننا العائدين، نتذكّر بعضنا.. أبناؤهم كبروا".
43ea2a17-7f66-4b01-bb9c-d6cca9af162a.jpg

تأثر ودموع.. وغصة​

أما عند مدخل المدينة، فالتقى فريق وكالة "فرانس برس" قافلة تضمّ 48 عائلة نظمّها ناشطون تجمّعوا تحت اسم "تنسيقية أبناء حمص" وتكفلوا بنفقات النقل.
ويسود التأثر وغالبا الدموع لدى نزول الواصلين من الحافلات. بينهم عدنان أبو العز (50 عاما) الذي فقد ابنه في قصف مدفعي أثناء الحصار.
ويستذكر بغصّة كيف منعه عناصر نقطة تفتيش تابعة للجيش السوري آنذاك من نقل ابنه المصاب خارج الحيّ، فمات. "رفضوا أن أمرّ، كانوا يسخرون مني".
ويضيف "عرفت أن بيتي شبه مدمر، لكنني عائد إلى تراب حمص الغالي".
43ea2a17-7f66-4b01-bb9c-d6cca9af162a.jpg

"دعوة بنزول قذيفة قبل الاعتقال"​

فيما يروى رجل آخر قدّم نفسه باسم أبو المعتصم لمن حوله أنه اعتُقل في فرع المخابرات الجوية السيئ السمعة في المدينة، بتهمة المشاركة في تظاهرة. ويضيف "حين اقتربت سيارة الأمن إلى جوار الفرع، سألت الله أن تنزل قذيفة علينا وأموت قبل أن أصل إلى أقبيته" بسبب التعذيب الذي كان يتعرض له المعتقلون في سوريا.
ويشير إلى أن والده "دفع مبلغا كبيرا من المال لضابط يعرفه، فخرجتُ بعد أيام".
مسجد خالد بن الوليد في  حمص 13 فبراير 2025 - فرانس برس

مسجد خالد بن الوليد في حمص 13 فبراير 2025 - فرانس برس
أما في شوارع بابا عمرو المقفرة إلا من بعض السكان العائدين وقطط هائمة بين الأنقاض، رافق عبد القادر العنجاري (40 عاما) فريق الوكالة الفرنسية وصولا إلى المبنى الذي ضمّ "المكتب الإعلامي لبابا عمرو"، ويقيم فيه حاليا أصحابه.
ويقول مهندس الإلكترونيات الذي نشط عام 2011 ضمن مجموعات إعلامية زودت وسائل الإعلام الأجنبية بالأخبار، "هنا قتلت ماري كولفن باستهداف من النظام الذي لم يكن يريد توثيق ما يجري". ويصفها بـ"الصديقة" التي تحدّت "تعتيم النظام على الإعلاميين والموثّقين الأحرار".
وقتلت كولفن والمصوّر الفرنسي ريمي أوشليك بقصف على الحي المحاصر آنذاك.
ماري كولفن - أرشيفية

ماري كولفن - أرشيفية
وأمرت محكمة أميركية في العام 2019 دمشق بدفع أكثر من 300 مليون دولار لعائلة كولفن، بعد إدانتها بارتكاب هجوم "غير مقبول" ضد وسائل الإعلام.

"الكلمات تعجز عن الوصف"​

بعد خروجه من حمص، شارك العجوري في معارك كثيرة، آخرها الهجوم الذي أطاح بالأسد في ديسمبر الماضي، وتمكّن خلاله من العودة إلى حمص بعد 12 عاما، قائلاً "تعجز الكلمات عن وصف ما شعرت به حين وصلت إلى أبواب حمص".
إلا أنه يستعدّ اليوم للعودة إلى حياته "المدنية". ويقول "نحن فعلنا ما أمكن فعله، (...) والمرحلة لا تتطلب مقاتلين، بل من يبنون الدولة".
من حمص 13 فبراير 2025 - فرانس برس

من حمص 13 فبراير 2025 - فرانس برس

حمص.. "عاصمة الثورة"​

يذكر أن حمص كانت من أوائل المدن التي شاركت في آذار/مارس 2011 في الانتفاضة الشعبية ضدّ الأسد الذي حكمت عائلته سوريا لأكثر من نصف قرن.
وكانت أول مدينة شهدت مواجهات مسلّحة، عندما تحوّل قمع السلطات للتظاهرات الشعبية إلى اشتباكات. وتحوّل حي بابا عمرو حينها معقلا لـ"الجيش السوري الحر" الذي تشكّل من عسكريين منشقّين ومدنيين معارضين حملوا السلاح، قبل أن يستعيد النظام السيطرة عليه في آذار/مارس 2012.
من حمص 13 فبراير 2025 - فرانس برس

من حمص 13 فبراير 2025 - فرانس برس
وفرضت قوات الأسد بعد ذلك حصارا خانقا حول أحياء حمص التي تعرّضت بشكل شبه يومي لقصف أدّى إلى دمار واسع ومقتل المئات.
خلال عامين من الحصار، عُزل سكان هذه الأحياء عن العالم من دون كهرباء أو اتصالات، وأكلوا أعشابا ونباتات وأطعمة مجفّفة، إلى أن أُجلي مقاتلو المعارضة عن المدينة على دفعات بموجب أول اتفاق بين السلطات والمعارضة منذ بداية الحرب في العام 2014، ثم في العام 2017.
ومع المقاتلين، خرج معظم المدنيين، بينما اكتسبت حمص اسم "عاصمة الثورة" بين الناشطين.

المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...-يعودن-لديارهم-المدمرة-في-حمص-وقصص-تبكي-الحجر
 
عودة
أعلى