مقالة لإنقاذ أسطولها.. ضحت ألمانيا بسفينة عملاقة وألف جندي

[المراسل الآلي]

ما بين العقد الأخير من القرن التاسع عشر وبداية الحرب العالمية الأولى، عاشت القارة الأوروبية على وقع سباق تسلح بحري بين ألمانيا وبريطانيا.
فمنذ توليه لمنصب الإمبراطور خلفاً لوالده فريدريك الثالث (Frederick III) سنة 1888، اتجه فيلهلم الثاني (Wilhelm II) لاعتماد السياسة العالمية، المعروفة بفالت بوليتيك (Weltpolitik)، التي حاول من خلالها جعل ألمانيا قوة عالمية. وبسبب ذلك، وجد نفسه بصراع مع البريطانيين حول البحار والمستعمرات والنفوذ العالمي.

القيصر الألماني فيلهلم الثاني
وفي نطاق سباق التسلح البحري، اتجهت ألمانيا لزيادة إنتاجها للقطع الحربية البحرية. وخلال عام 1909، حصلت البحرية الألمانية على السفينة الحربية "إس أم إس بلوخر" (SMS Blücher) التي وصفت بآخر طراد مدرع أنتجته ألمانيا، حسب المعايير البريطانية.

تصميم الطراد​

خلال العقد الأول من القرن العشرين، اتجهت البحرية الألمانية للحصول على طرادات مدرعة صممت ضمن مواصفات خاطئة بسبب تقارير استخباراتية مغلوطة تم الحصول عليها حول الطرادات البريطانية من فئة إنفينسيبل (Invincible). ومقارنة بسابقاتها، كانت بلوخر، حسب التصاميم، أكبر حجماً تزامناً مع ظهور تقارير حول إمكانية تسليحها بمدافع ثقيلة بهدف منحها قوة نارية غير مسبوقة.
من جهة ثانية، اتجهت البحرية الألمانية لإطلاق تسمية "إس أم إس بلوخر" على هذا الطراد نسبة للمارشال البروسي غبهارد فون بلوخر (Gebhard von Blücher) الذي قاد البروسيين خلال معركة واترلو (Waterloo) ضد نابليون بونابرت سنة 1815.

من 2

• 
• 

(2 صور)
الطراد بلوخر سنة 1912
الطراد بلوخر خلال الحرب العالمية الأولى
إلى ذلك، بني الطراد المدرع بلوخر ما بين عامي 1907 و1909 بحوض بناء السفن كازرليش فيرفت (Kaiserliche Werft) بكيال (Kiel) ودخل الخدمة بشكل رسمي مطلع أكتوبر 1909. ووفق التصاميم، بلغ طوله 161.8 متر بينما قدر وزنه بحوالي 17500 طن. كما زود بمحرك سمح له ببلوغ سرعة قصوى في حدود 25.4 عقدة. ومن ناحية التسليح، زود بـ12 مدفعا عيار 210 ملم و8 مدافع عيار 150 ملم و16 مدفعا عيار 88 ملم، إضافة لأربع قاذفات طربيدات عيار 450 ملم.
وبفضل هذا التسليح، مثل الطراد بلوخر واحداً من أفضل وأخطر السفن الحربية الألمانية قبل بضعة سنوات من اندلاع الحرب العالمية الأولى.

غرق بلوخر​

غير أن الطراد بلوخر لم يحقق النتائج المرجوة. فأثناء الحرب العالمية الأولى، شارك سنة 1914 بقصف يارموث (Yarmouth) والغارات على كل من سكاربورو (Scarborough) وهارتبول (Hartlepool) وويتبي (Whitby).
وخلال معركة دوغر بانك (Dogger Bank) يوم 24 يناير 1915، تحول الطراد بلوخر لكبش فداء. فخلال هذه المعركة، تعرض لإصابة جعلت عملية تقدمه بطيئة. وأمام تقدم البحرية البريطانية وتزايد احتمالية تطويقها لبقية سفن الأسطول الألماني المشارك بالمعركة، قرر الأميرال الألماني، وقائد الأسطول بالمعركة، فرانز فون هيبر (Franz von Hipper) التخلي عن الطراد بلوخر وتركه فريسة للبحرية البريطانية لتأمين عملية هروب بقية سفنه.

من 2

• 
• 

(2 صور)
الأميرال الألماني فرانز فون هيبر
الطراد بلوخر قبيل غرقه
ولاحقاً، قصفت السفن البريطانية بشكل مكثف الطراد بلوخر الذي سرعان ما انفجر وغرق متسبباً في مقتل ما بين 800 و1000 من طاقمه.

المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2025/04/11/لانقاذ-أسطولها-ضحت-ألمانيا-بسفينة-عملاقة-وألف-جندي-