مقالة وشم الجدة المغربية.. هوية المرأة محفورة على وجهها

[المراسل الآلي]

اختفى الوشم من وجوه المغربيات، لم يعد رمزا للفخر والانتماء، وتلاشى الإيمان بأساطيره وتقاليده التي حملتها وجوه الجدات لقرون طويلة.
في جبال الأطلس والريف وسوس جنوب المغرب، لا تزال بعض الجدات الأمازيغيات يحتفظن بوشوم على وجوههن، دلالة على بقايا طقس اجتماعي وروحي ارتبط بالجمال والهوية والانتماء القبلي.
لم تكن النقوش التي تزين الجبهة والخدين والذقن مجرد زينة، بل كانت علامة أنوثة تُحفر بالرماد والإبرة. وبينما اختارتها بعض النساء طوعًا، خضعت لها أخريات تحت ضغط الأعراف التي فرضت الوشم كجزء من صورة المرأة المقبولة اجتماعيا.

من 5

• 
• 
• 
• 
• 

(5 صور)
وشم الجدة المغربية
وشم الجدة المغربية
وشم الجدة المغربية
وشم الجدة المغربية
وشم الجدة المغربية
فاطمة، سيدة في الثمانين من عمرها تنحدر من جبال خنيفرة بالأطلس المتوسط، جلست على سجادة صوفية تقليدية داخل منزلها الطيني، ورفعت خمارها كاشفة، لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت"، عن وشم أخضر باهت يمتد من ذقنها حتى منتصف وجنتها.
وقالت بفخر "إن والدتها علمتها أن المرأة التي لا وشم لها لا يعتمد عليها، كان الوشم رمزا للحماية، وشهادة على الشرف والاعتزاز والعفة، وكان الرجال يفضلون الزواج من الفتيات صاحبات الوشم".
ثم أضافت بنبرة يملؤها الحنين: "نساء هذا الجيل يظننّ أننا كنا نؤذي أنفسنا من أجل الزينة فقط. لكنهن لا يعرفن أنه كان لغتنا الخاصة، وسيلتنا لإظهار هويتنا".
وقال أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة مولاي إسماعيل، خالد مونة، إن الوشم يعد من الممارسات الثقافية القديمة المتجذّرة في الثقافة الأمازيغية بشمال أفريقيا.
وأوضح أن رموز الوشم الأمازيغي تتميز بطابع هندسي دقيق، وتظهر هذه الرموز أيضًا في الحلي التقليدية المستعملة في الحياة اليومية والمناسبات.

من 3

• 
• 
• 

(3 صور)
وشم الجدة المغربية
وشم الجدة المغربية
وشم الجدة المغربية
وأشار الباحث المغربي، في تصريحه لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت"، إلى أن غالبية القبائل الأمازيغية في المغرب، من منطقة الريف شمالًا، مرورًا بالأطلس الكبير، المتوسط، والصغير، ووصولًا إلى دكالة والشاوية، كانت تمارس تقليد الوشم الذي كان يخصص للنساء ذوات البشرة البيضاء.
ورغم أن بعض القبائل، مثل الزايان في الأطلس المتوسط، كانت تسمح للرجال بالوشم، فإن الأخير ظل مرتبطًا أساسا بالنساء في الذاكرة الثقافية الجماعية.
وأضاف الباحث المغربي أن رموز الوشم وهندستها تحاكي الكتابة الأمازيغية (تيفيناغ)، وتعبر عن مفاهيم كونية مثل الشمس، القمر، الخصوبة، والحماية، موضحا أن الوشم كان شفرة اجتماعية وفلسفة مصغرة تكتب على الجسد.
واختتم: "بدأت هذه الممارسة تتلاشى مع سبعينيات القرن الماضي بفعل صعود الخطابات الدينية المحافظة، وتغير معايير الجمال لدى النساء".

المصدر: https://www.alarabiya.net/north-afr...م-الجدة-المغربية-هوية-المراة-محفورة-على-وجهها