المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 88,936
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


أنشأ تيمور لنك، التركي المغولي ومؤسس السلالة التيمورية، خلال النصف الثاني من القرن الرابع عشر، امبراطورية، عرفت بالإمبراطورية التيمورية، بمناطق ما وراء النهر التي تضم بيومنا الحاضر أوزباكستان. إلى ذلك، توسعت امبراطورية تيمور بسبب غزواته وشملت فيما بعد أرضا واسعة بكل من أفغانستان والعراق والشام وإيران وشرقي الأناضول.
وأثناء فترة صعود إمبراطوريته، اصطدم تيمور بالعثمانيين الذين مارسوا في الآن ذاته سياسة توسعية. وخلال معركة أنقرة أواخر تموز (يوليو) 1402، وجه تيمور ضربة قوية للعثمانيين وتسبب في تراجعهم بشكل كبير.

من 2
تيمور أثناء زيارته لبايزيد بالسجن
رسم تخيلي لعملية اذلال بايزيد الأول من طرف تيمور
إعلان الحرب على العثمانيين
وأثارت غزوات تيمور الرعب في صفوف العثمانيين الذين تخوفوا من إمكانية اندلاع نزاع ضد الدولة التيمورية. فأواخر القرن الرابع عشر، تمكن تيمور من إخضاع مناطق واسعة من وسط آسيا لسلطته ليوصف بذلك كأحد أبرز القادة العسكريين بالمنطقة منذ فترة جنكيز خان. وحسب مصادر تلك الفترة، خرب تيمور مناطق بجنوب روسيا وأوكرانيا ما بين عامي 1395 و1396، كما خرب أيضا دلهي عام 1398. من جهة ثانية، كسب تيمور سمعة سيئة حيث لم يتردد جنوده في معاقبة وإعدام سكان المدن التي قد تقاوم غزواته.ومع تواصل تقدمه نحو الأناضول، اتجه تيمور بأكثر من مرة للتحرش بالعثمانيين حيث حاول الأخير حينها الحصول على سبب لإعلان الحرب عليهم.
وعلى الرغم من تقديمهم للهدايا له بشكل متواصل، لم ينج العثمانيون من تيمور الذي أعلن الحرب عليهم بسبب خلاف بين السلطان بايزيد الأول وأحد الأمراء الموالين للدولة التيمورية. وبشكل سريع، تمكن تيمور ما بين عامي 1400 و1401 من انتزاع أراض شاسعة من العثمانيين قرب سيفاس (Sivas) ومن المماليك بسوريا.

من 2
رسم تخيلي لبايزيد بالقفص
لوحة تجسد بايزيد الأول
أسر السلطان وحرب أهلية
إلى ذلك، تواجد العثمانيون خلال العام 1402 بالقرب من القسطنطينية. وبسبب حملات تيمور، أمر السلطان العثماني بايزيد الأول قواته بفك الحصار، الذي استمر لسنوات ووصف بالفاشل، عن القسطنطينية والتراجع لمواجهة جيوش تيمور قرب أنقرة خاصة مع قيام الأخير بتحريك قواته نحو الجنوب الشرقي صيف عام 1402.وخلال معركة أنقرة يوم 28 تموز (يوليو) 1402، مني العثمانيون بهزيمة كبيرة بسبب انشقاق عدد هام من قواتهم والتحاقهم بتيمور وفرار آخرين من ساحة المعركة. ومع نهاية هذه المعركة، خسر العثمانيون عشرات الآلاف من الجنود بينما وقع السلطان بايزيد الأول وأبناؤه موسى شلبي ومصطفى شلبي أسرى بقبضة تيمور.
إلى ذلك، انتشرت بأوروبا العديد من القصص حول بايزيد الأول بالأسر حيث تحدث البعض عن قيام تيمور بإجبار زوجة بايزيد الأول أوليفيرا لازاريفيتش على العمل كنادلة وتقديم الطعام والخمر له على مائدته تزامنا مع تقييد السلطان العثماني وإجباره على مشاهدة هذا الأمر لإذلاله. أيضا، تحدثت بعض القصص الأخرى عن نقل تيمور للسلطان العثماني بقفص أينما حل بهدف إذلاله أمام الناس.
بتاريخ 8 آذار (مارس) 1403، توفي بايزيد الأول بظروف غامضة. فبينما تحدث البعض عن انتحاره بسجنه عن طريق ضرب رأسه بالقضبان، رجح آخرون وفاته بسبب امتناعه عن تناول الطعام ومعاناته من اكتئاب شديد. من جهة ثانية، ظهرت لاحقا فرضيات أخرى تحدثت عن وفاة السلطان العثماني عقب تسميمه بأوامر من تيمور.
عقب وفاة بايزيد الأول، عاشت الدولة العثمانية على وقع حرب أهلية حيث تقاتل أبناؤه على الحكم لسنوات. ومع نجاحه في قتل إخوته، حصل محمد شلبي، ابن بايزيد الأول، على مقاليد الحكم عام 1413 واعتمد اسم السلطان محمد الأول.
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page...ذل-السلطان-اندلعت-حرب-اهلية-بالدولة-العثمانية