المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 52,194
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


بداية من يوم 22 يناير 1905، عاشت الإمبراطورية الروسية على وقع حالة من الفوضى والاضطرابات ضمن ما لُقّب حينها بثورة 1905 والثورة الروسية الأولى. وخلال هذا التحرك الشعبي ضد نظام القيصر نيقولا الثاني، شهدت البلاد إضرابات عمالية عديدة وتمرداً للفلاحين الذين عمد العديد منهم لحمل السلاح. أيضاً، اتجهت بعض الفرق العسكرية نحو العصيان وحمل السلاح ضد النظام.
وخلال هذه الفترة الصعبة من التاريخ الروسي، اهتزت البلاد على وقع عدد من الاغتيالات. وقد جاءت أبرزها خلال شهر فبراير 1905 ضد دوق روسيا الأكبر سيرغي ألكسندروفيتش (Sergei Alexandrovich).
مسيرة سيرغي ألكسندروفيتش
يعد سيرغي ألكسندروفيتش، المولود يوم 11 مايو 1857، سابع أبناء القيصر ألكسندر الثاني. وأثناء فترة حكم شقيقه ألكسندر الثالث وابن شقيقه نيقولا الثاني، لعب دوق روسيا الأكبر دوراً هاماً بالسياسة الداخلية للبلاد. وتماماً كبقية أفراد عائلة رومانوف، تلقى سيرغي ألكسندروفيتش بصغره تعليماً جيداً، أبدى خلاله اهتماماً كبيراً بالفن والثقافة، قبل أن يتوجه فيما بعد للدراسة بالمجال العسكري.من جهة ثانية، شارك سيرغي ألكسندروفيتش بحرب 1877-1878 ضد العثمانيين. وبفضل شجاعته وتضحياته، نال "وسام القديس جورج". لاحقاً، حصل دوق روسيا الأكبر على رتبة جنرال كما نال العديد من المناصب القيادية في الجيش أثناء فترة حكم ألكسندر الثالث.
بحلول العام 1889، تزوج سيرغي ألكسندروفيتش من إليزابيث أميرة هسن والراين التي كانت إحدى حفيدات الملكة البريطانية فيكتوريا.
ما بين عامي 1891 و1905، شغل سيرغي ألكسندروفيتش منصب الحاكم العام لموسكو. وبتلك الفترة، كسب الأخير سمعة سيئة حيث اتُهم بالتسبب في عدد من الأزمات في البلاد وبقمع الاحتجاجات الطلابية والحركات الفكرية وبطرد نحو 20 ألف يهودي من موسكو. إلى ذلك، اتجه دوق روسيا الأكبر للاستقالة من منصبه بحلول مطلع يناير 1905. وفي الأثناء، حافظ الأخير على منصب رئيس المنطقة العسكرية بموسكو.

من 2
سيرغي ألكسندروفيتش رفقة زوجته إليزابيث
صورة لسيرغي ألكسندروفيتش
اغتيال سيرغي ألكسندروفيتش
بسبب مشاركته في قمع الاحتجاجات سابقاً، جذب سيرغي ألكسندروفيتش لنفسه كراهية كبيرة بالأوساط الطلابية والثورية. ويوم 15 فبراير 1905، نجا من محاولة اغتيال أولى خطط لها الحزب الاشتراكي الثوري ضده حيث رفض منفذ العملية حينها استهداف عربة سيرغي ألكسندروفيتش بسبب تواجد زوجته وأبنائه داخلها.يوم 17 فبراير 1905، غادر سيرغي ألكسندروفيتش قصر نيقولا عقب تناوله لطعام الغداء ليتوجه نحو مكتب الحاكم العام. وأثناء تنقله، فضّل دوق روسيا الأكبر التحرك بشكل منفرد دون الحاجة لحماية شخصية. وفي حدود الساعة الرابعة عشرة وخمس وأربعين دقيقة، عبرت عربة سيرغي ألكسندروفيتش بوابة برج نيكولسكايا (Nikolskaya) بالكرملين. ومن مسافة قريبة حينها، عمد رجل يدعى إيفان كالييف (Ivan Kalyayev) لإلقاء قنبلة نيتروغليسيرين استقرت بحضن دوق روسيا الأكبر.
أسفر الانفجار عن تدمير عربة دوق روسيا الأكبر وتناثر أجزاؤها. وتشوهت جثة سيرغي ألكسندروفيتش بشكل كبير حيث تشوه رأسه والجزء العلوي لجسده تزامناً مع انفصالهما عن النصف السفلي لجسمه. من جهة ثانية، تم العثور على عدد من أصابع الدوق فوق أحد المباني القريبة. وقد تم التعرف عليها بسبب الخواتم الموجودة بها.

من 2
رسم تخيلي لحادثة الإغتيال
صورة لسيرغي ألكسندروفيتش
عقب سماعها بالحادثة، حلت زوجة سيرغي ألكسندروفيتش على عين المكان. ومع تمالكها لنفسها، اتجهت الأخيرة لمساعدة رجال الأمن في جمع أشلاء زوجها. إلى ذلك، اعتقل إيفان كالييف وصدر في حقه حكم بالإعدام شنقاً تم تنفيذه بعد شهرين فقط.
دفن دوق روسيا الأكبر، عقب موكب جنائزي مهيب، بكنيسة شودوف بالكرملين. فضلاً عن ذلك، شيد نصب تذكاري له بالمكان. وعقب الثورة البلشفية، عمد البلشفيون لإزالة هذا النصب التذكاري الذي كان على شاكلة صليب. وقد شارك فلاديمير لينين بشكل شخصي في إزالة هذا النصب.
وأثناء فترة حكم ستالين، تم تدمير كنيسة شودوف كما تمت عملية طمس ودفن الحجرة الجنائزية لسيرغي ألكسندروفيتش التي شيد فوقها موقف للسيارات. وبحلول العام 1990، أعيد اكتشاف هذه الحجرة الجنائزية، كما عثر بداخلها على بقايا جثة سيرغي ألكسندروفيتش حيث تم التعرف عليها حينها بفضل الزي العسكري والأوسمة العسكرية. لاحقاً، أعيد دفن الجثة، خلال موكب رسمي، سنة 1995 بكنيسة نوفوسباسكي (Novospassky). وسنة 2017، شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إعادة تشييد النصب التذكاري المخصص لسيرغي ألكسندروفيتش.
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page...ة-اهتزت-روسيا-على-وقع-حادثة-اغتيال-بالكرملين-