ALEA JACTA EST..يستعد الجيش الاسرائيلي و عدد من الحلفاء في الساعات الحالية والقادمة الى تنفيذ موسع لعمليات "الاحباط الهجومي" ضد عدد من الأهداف التي تم استهدافها سابقا أو يتم الاشتباك معها حاليا , مع الانفتاح على احداث التماس العسكري مع أهداف جديدة في المنطقة.
"الاحباط الهجومي" المركب , هو عملية عسكرية متعددة الأبعاد ومعقدة , البعد الأول هو أمني وينقسم الى ميداني و اسناد..ميدانيا سوف يتم تفعيل عدد كبير جدا من المصادر والخلايا في كافة دول المنطقة لتدعيم قواعد البيانات و تحديث بنك الأهداف وتجزئتها لوضع استراتيجية عامة و تحديد نمط الاستهداف,الاسناد يتم عبر تفعيل شبكات للحلفاء لتعزيز المصادر الفاعلة أو التي سوف يتم تفعيلها,تستعين كل هذه الشبكات من المصادر بالعمل المباشر عن طريق جمع و تحييد و فرز كل المعطيات و تنصيفها لتسهيل المهمة أمام المحللين والمستشارين وأيضا سوف تلجأ الساعات القادمة الى الفعل الغير مباشر عبر استغلال أطراف أخرى (أنماط غير تقليدية)
البعد الثاني , هو تقني , ويكون عبر اغراق المنطقة بكافة وسائل الحرب الالكترونية منظومات الـAEW&C التي بدأت بالفعل في الانتشار و منظومات SEMA هذا بهدف الانذار المبكر و تحسين حظوظ الجيش الاسرائيلي في استشراف الموجة الهجومية المتوقعة من عدة جبهات,كذلك تنتشر في هذه اللحظات منظومات حرب الكترونية يديرها سرب 122 نحشون للاستطلاع والحرب الالكترونية بمنظومات/طائرات متطورة شبه شبحية و يعتمد عليها في تكتيك الـSEAD أي اغراق/قمع/اشباع المنظومات الدفاعية للطرف الأخر واستنزافها أمام موجات متكررة من الهجمات (وتم استخدام هذه المناورة يوم 1 أكتوبر ضد مواقع الدفاعات السورية الجوية في محافظة درعا قبيل انطلاق الهجوم الايراني)
يستغل الجيش الاسرائيلي الالتحام المباشر للقوات المدافعة اللبنانية وانشغالها بصد الهجمات البرية المتتالية و كسر تشكيلاتها , ليقوم بتجديد تنصيب منظومات الرادار AN/TPQ-37 وهي منظومة خطيرة جدا (تمكن اللبنانيين من تحييدها لشهور تعمل على حزمة S band S بنطاق أكثر من عشرة ترددات) وهي منظومة كشف مواقع اطلاق النار FireFinder (لكشف مواقع المدفعية الميدانية,كاتيوشا و هاون على سبيل المثال وباقي MLRS المتوسطة المدى)تم البدء في تنصيبها في مواقع تابعة لقاعدة ميرون (أكبر قاعدة رقابة جوية في الشرق الأوسط) و في مواقع جبل الشيخ (لاحباط أي هجوم تكتيكي واسع من البقاعين الغربي والشرقي).
كذلك وضمن نفس اطار استغلال الزخم و تراجع أولوية استهداف المعدات التقنية لدى الجانب اللبناني و الفلسطيني,تم تنصيب معدات جديدة في مواقع قريب من هوش هانيكرا (راس الناقورة) يصل مدى فاعليتها الى تخوم صور , تعمل على رصد وتتبع الاتصالات اللاسلكية واختراق الموجات والترددات اللاسلكية كافة.
أمام فشل منظومات الرادار Super Green Pine على نطاق L-Band في توجيه منظومات حيتس يظهر جليا المعرفة التقنية لدى الطرف الأخر بالثغرات,مما سوف يضطر الجيش الاسرائيلي الى ترفيع وتيرة "الاحباط الهجومي" في انتظار تدارك الثغرة الرادارية التي قد تأخذ وقت طويلا.
البعد الثالث , البعد العملياتي أو العسكري المباشر , وهو تنفيذ مناورات جوية/برية واسعة و مركبة تعتمد في الأساس على الاشباع الناري لكل المواقع المحتملة وهذا ما بدأ يوم أمس عبر القصف البساطي المكثف على أحياء و مناطق واسعة في شمال قطاع غزة/جباليا خاصة , وتكرير عقيدة الضاحية في الضاحية (بيروت),سوف يمتد الهجوم (وهنا أهم جزء) الى كل المواقع والمناطق التي يرى الجيش الاسرائيلي ضرورة في استهدافها داخل الشرق الأوسط.