المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 66,130
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


مع نهاية الحرب العالمية الأولى وسقوط نظام الإمبراطور فيلهلم الثاني (Wilhelm II)، شهدت جمهورية فايمار (Weimar)، الاسم الذي أطلق على الجمهورية التي نشأت فيما بين 1918 و1933 بألمانيا، حالة من التخبط وعدم الاستقرار خاصة مع ظهور عدد من الحركات الانفصالية وتنامي نفوذ التيارات الشيوعية التي اتجهت ببعض الأحيان لحمل السلاح، بهدف تحويل ألمانيا لجمهورية سوفيتية.
ومن ضمن هذه الحركات الشيوعية العنيفة، يذكر التاريخ التمرد الشيوعي ببافاريا الألمانية. فمستغلين حالة تداعي الدولة ومؤسساتها، عمد الشيوعيون بمنطقة بافاريا الألمانية لحمل السلاح سنة 1919 وإعلان إنشاء جمهورية بافاريا السوفيتية التي عرفت أيضا بجمهورية ميونخ السوفيتية.

صورة للإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني
التمرد ببافاريا
ومع رحيل نظام فيلهلم الثاني، شهدت ألمانيا انهيار العديد من العائلات الحاكمة بمختلف مقاطعاتها. وببافاريا، أسفرت نهاية النظام الإمبراطوري عن سقوط عائلة فيتلسباخ (Wittelsbach) وفقدانها نفوذها السياسي بالمنطقة. من جهة ثانية، شهدت مختلف المناطق الألمانية ظهور مجالس عمالية قوّضت السلطة المركزية واتجهت في أغلب الأحيان لحمل السلاح وإثارة الفوضى.وفي خضم هذه الأحداث، شهدت منطقة بافاريا الألمانية، التي مثلت مدينة ميونخ عاصمة لها، خلال الليلة الفاصلة بين يومي 6 و7 أبريل (نيسان) 1919 إعلان قيام جمهورية بافاريا السوفيتية التي عارضت سلطة رئيس وزراء بافاريا يوهان هوفمان (Johannes Hoffmann) المنتمي للحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني. ومع تعقد الوضع بميونخ، تمكن يوهان هوفمان من الفرار بالوقت المناسب قبل أن يطلب من وزير الدفاع الألماني غوستاف نوسكي (Gustav Noske) إرسال الجيش لقمع التمرد وإنهاء وجود جمهورية بافاريا السوفيتية التي لم تحظ بأي اعتراف.

صورة لوزير الدفاع غوستاف نوسكي
وكرد على هذه الميول الانفصالية، أرسل وزير الدفاع الألماني فرقا عسكرية وأخرى شبه عسكرية، تكونت بالأساس من جنود الجيش الألماني السابق، لمحاصرة ميونخ والتدخل عسكريا.
قمع التمرد وحمام دم
ويوم 23 أبريل (نيسان) 1919 انطلق هجوم القوات شبه العسكرية على مدينة ميونخ. وحسب تصريحات المسؤولين الألمان، كان من المقرر تمشيط كامل أحياء ميونخ. فضلا عن ذلك، وعد قادة القوات شبه الحكومية بإعدام كل من يتم ضبط سلاح بحوزته.وخلال العملية العسكرية بميونخ، عمدت بعض الميليشيات البلشفية الموالية لجمهورية بافاريا السوفيتية بإعدام عدد من المسؤولين والنبلاء السابقين والمعارضين مثيرة بذلك غضب قادة القوات شبه الحكومية. وبحلول يوم 2 مايو (أيار) 1919، وقع غوستاف لانداور (Gustav Landauer)، أحد أبرز قادة التمرد، بقبضة القوات شبه الحكومية التي تكفلت بقتله ضربا. وبنفس السياق، وقع الأناركي البلشفي يوجين ليفيني (Eugen Leviné) أسيرا خلال عملية قمع التمرد وحوكم بتهمة الخيانة قبل أن يصدر في حقه حكم بالإعدام تم تنفيذه مطلع يونيو (حزيران) من العام نفسه.

صورة ليوجين ليفيني
من جهة أخرى، تمكن المسؤول البارز بهذا التمرد ماكس ليفيان (Max Levien) من الفرار نحو الاتحاد السوفيتي، حيث حصل على الحماية. وخلال فترة التطهير العظيم الستاليني، أعدم الأخير على يد القوات السوفيتية سنة 1937.
وبحلول يوم 3 مايو (أيار) 1919، سيطرت القوات شبه الحكومية على كامل بافاريا منهية بذلك وجود جمهورية بافاريا السوفيتية التي استمرت لمدة 26 يوما فقط. إلى ذلك، انتهت الحملة بحمام دم حيث أسفرت خلال أيام عن مقتل نحو 606 ألمانيين، كان أكثر من نصفهم من المدنيين.

جانب من القوات شبه الحكومية الألمانية
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page...-داخل-ألمانيا-وزالت-بعد-26-يوما-بعد-مقتل-606-