المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 77,272
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
مطلع القرن العشرين، عاشت القارة الأوروبية على وقع جملة من التوترات التي تجسدت أساسا عن طريق سباق التسلح البحري الألماني البريطاني وأزمة المستعمرات وإعادة اقتسام العالم وسياسة التحالفات القائمة على الساحة الأوروبية. وبتلك الفترة، لم يتوقع كثيرون أن تكون صربيا طرفا رئيسيا في اندلاع الحرب العالمية على إثر حادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند يوم 28 حزيران(يونيو) 1914.
مع بداية القرن العشرين، تمتعت صربيا بعلاقات جيدة مع النمسا. ويعود الفضل في ذلك لملك صربيا ألكسندر الأول (Alexander I) الذي عرف بتعاطفه وتقرّبه من النمساويين.
إلى ذلك، عرفت صربيا تغيرا جذريا بموقفها واتجهت عام 1903 لتغيير تحالفاتها عقب انقلاب أسفر عن اغتيال الملك ألكسندر الأول.
من 2
صورة لأبيس
صورة لأكسندر الأول
فترة حكم ألكسندر الأول
مع اعتلائه لعرش صربيا عام 1889 خلفا لوالده ميلان (Milan) الذي تنازل عن الحكم، حظي ألكسندر الأول بدعم جماهيري وشعبي كبير. إلى ذلك، فقد الملك الجديد دعم شريحة هامة من مؤيديه السابقين عقب استبعاده للحزب الراديكالي الموالي لروسيا من حكومته وإلغائه للدستور الليبرالي لعام 1889 واعتماده بدلا من ذلك على دستور العام 1869 الذي حد بنسبة هامة من صلاحيات الهيئة التشريعية بالبلاد.من جهة ثانية، عمد ألكسندر الأول لتغيير أعضاء حكومته بشكل مستمر كما أعاد من المنفى عددا من السياسيين الصرب المؤيدين للنمسا. ومع انتقاد الصحافة له، اتخذ ألكسندر الأول قرارات صارمة للحد من الحريات وتكوين الجمعيات.
وعقب محاولة اغتيال فاشلة لوالده سنة 1899، اعتمد ألكسندر الأول إجراءات قمعية حدت بشكل خاص من أنشطة الراديكاليين.
سنة 1900، بلغت شعبية ألكسندر الأول أدنى مستوياتها عقب زواجه من عشيقته دراغا ماشين (Draga Mašin) التي شكك كثيرون في سمعتها حيث كانت الأخيرة تكبره بعشر سنوات، وأرملة مهندس من بوهيميا، كما قيل إنها كانت بفترة ما مقربة من والده ميلان الذي عارض بدوره بشدة هذا الزواج.
لاحقا، أثار زواج ألكسندر الأول حالة من الغضب انتهت باستقالة جميع أعضاء حكومته. ولتدارك الأمر، أقر الأخير دستورا ليبراليا سنة 1901 ووافق على اعتماد مجلس شيوخ للبلاد.
من 2
لوحة تجسد الملك الصربي ألكسندر الأول
لوحة تجسد الملك الموالي للروس بيتر الأول
تغير التحالفات في أوروبا
تدريجيا، جذب ألكسندر الأول لنفسه عداء عدد هام من الضباط بالجيش الصربي. وقد تواجد ضمن هؤلاء الضباط دراغوتين ديميتريفيتش (Dragutin Dimitrijević)، المعروف بأبيس (Apis)، المنتمي لمنظمة اليد السوداء. وقد عرف عن هؤلاء الضباط حينها تأييدهم لروسيا وعداؤهم للنمسا.نظم هؤلاء الضباط خطة لاغتيال ألكسندر الأول يوم 11 يونيو (حزيران) 1903. وليلة عملية الاغتيال، تسلل هؤلاء الضباط للعاصمة بلغراد واتجهوا لقضاء الفترة التي سبقت تنفيذ عملية الاغتيال بالحانات.
وبعد منتصف الليل، توجه أبيس وعدد من زملائه نحو القصر الملكي بينما توجه آخرون نحو مراكز الفوجين الحادي عشر والثاني عشر بهدف استلام قيادتهما لتأمين الانقلاب.
بعد بحث طويل، عثر المنقلبون على الملك وزوجته داخل مكان سري بالقصر. وعلى الفور، أعدم الضباط الملك وزوجته رميا بالرصاص كما عمدوا لقطع أصابع ألكسندر الأول قبل إلقاء جثته، وجثة زوجته، من نافذة القصر. وعلى مشارف اصباح، قاد أبيس وزملاؤه حملة إعدامات طالت عددا كبيرا من أقارب ألكسندر الأول وزوجته.
أسفر انقلاب 1903 عن مقتل ألكسندر الأول لتنتهي بذلك فترة حكم عائلة أوبرينوفيتش (Obrenović) الموالية للنمسا. وبدلا منه، تولى بيتر الأول، المنتمي لعائلة كارادورديفيتش (Karađorđević)، منصب الملك لتعرف بذلك صربيا تغيرا جذريا بتحالفاتها وتميل لروسيا.
أسفر التقارب الصربي الروسي بداية من العام 1903 عن ظهور التوترات بين النمسا وصربيا. وعقب جملة من المناوشات التي استمرت لسنوات، أعلنت النمسا الحرب على صربيا يوم 28 يوليو (تموز) 1914 عقب انهيار المفاوضات بين الطرفين على إثر اغتيال أحد صرب البوسنة لولي عهد النمسا. وعقب ذلك، تم تفعيل سياسة التحالفات بأوروبا التي شهدت اندلاع الحرب العالمية الأولى.
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2025/05/29/حكاية-انقلاب-في-صربيا-اشعل-حربا-عالمية-قتلت-الملايين-
