مقالة بسبب "عينات".. عالمة روسية مهددة بالترحيل من أميركا

[المراسل الآلي]

قد يؤدي مجهر متطور في كلية الطب بجامعة هارفارد إلى ثورة في تشخيص الإصابة بالسرطان وإطالة العمر، لكن التقدم في هذا المجال مهدد اليوم بسبب احتجاز العالمة التي طورت الخوارزميات اللازمة لقراءة صوره واستخدامه بكامل إمكاناته.
العالمة الروسية المولد، كسينيا بيتروفا، البالغة من العمر 30 عاماً، عملت في مختبر كيرشنر الشهير بهارفارد حتى توقيفها في مطار بوسطن في منتصف فبراير (شباط) الماضي. منذ ذلك الحين، تقبع في مركز احتجاز ريتشوود الإصلاحي التابع لهيئة الهجرة والجمارك الأميركية في ولاية لويزيانا، وتواجه خطر الترحيل إلى روسيا، حيث تقول إنها معرضة السجن بسبب معارضتها للحرب في أوكرانيا.
وفي حديث من مركز احتجازها مع شبكة "إن. بي. سي. نيوز"، وصفت بيتروفا تجربتها قائلةً: "كأننا داخل آلة طحن.. لا يهم إن كنت تحمل تأشيرة أو إقامة دائمة أو حتى قصة مميزة، الآلة تستمر في العمل بلا رحمة".
وبدأت القصة حين أوقفت سلطات الجمارك بيتروفا في مطار لوغان الدولي ببوسطن، لعدم إبلاغها عن عينات بيولوجية من أجنة الضفادع كانت بحوزتها، وكانت المعدة لأبحاث علمية. ووفقاً لما قاله الدكتور ليون بيشكين، مدير بيتروفا في جامعة هارفارد، فقد تلقى اتصالاً من الجمارك يُعلمه بمنعها من دخول البلاد دون أي تفاصيل إضافية، ما اضطره للبحث عنها بنفسه.
وبحسب محاميها، فإن الإجراءات المعتادة في مثل هذه الحالات تتضمن مصادرة المواد ودفع غرامة لا تتجاوز عادة 500 دولار، وغالباً ما يتم تخفيضها إلى 50 دولاراً في حالة المخالفة الأولى. إلا أن السلطات الأميركية قررت إلغاء تأشيرتها من نوع J-1، ما أثار استغراب محاميها.
من جانبها، قالت وزارة الأمن الداخلي إن بيتروفا "احتُجزت قانونياً بعد أن أدلت بمعلومات كاذبة حول المواد التي كانت تحملها". لكن بيتروفا قالت إنها أجابت بصدق عندما سُئلت عن وجود عينات بيولوجية.
وأضافت: "لم أكن أعرف ما الذي يجري. لم أتمكن من الاتصال بمحام أو بأي شخص. قضيت اليوم التالي في زنزانة بانتظار مصير مجهول".
من جهته يشير بيشكين إلى أن سياسات الهجرة الصارمة، التي تصاعدت في عهد إدارة ترامب، تثير قلق الباحثين الدوليين وتدفعهم لإعادة النظر في العمل أو البقاء في الولايات المتحدة.
وكشف استطلاع أجرته مجلة "نيتشر" أن 75 بالمئة من أصل 1600 عالم يفكرون في الانتقال إلى أوروبا أو كندا بسبب هذه السياسات. كما أظهرت بيانات من Inside Higher Ed أن أكثر من 240 جامعة أميركية أبلغت عن تغييرات في الوضع القانوني لأكثر من 1550 طالباً دولياً وخريجاً منذ بداية العام.
وكانت بيتروفا قد انضمت إلى جامعة هارفارد قبل نحو عامين بعد تخرجها من معهد موسكو الشهير للفيزياء والتكنولوجيا، حيث تلقّت توصية قوية من أساتذتها.

المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...بب-عينات-عالمة-روسية-مهددة-بالترحيل-من-أميركا