المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 62,218
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


ما بين عامي 1861 و1865، عاشت الولايات المتحدة الأميركية على وقع أسوأ فتراتها منذ الإستقلال. فخلال هذه السنوات، عرف الإتحاد حالة من الإنقسام عقب انسحاب عدد من الولايات منه بسبب مسألة العبودية وإعلانها انشاء الولايات الكونفدرالية الأميركية. وعلى إثر ذلك، عاشت الولايات المتحدة الأميركية فترة حرب أهلية دامية أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 600 ألف شخص وانتهت بإنتصار الولايات الشمالية وعودة الولايات الجنوبية للاتحاد. وقد جاءت هزيمة الجنوبيين حينها على إثر استسلام الجنرال الجنوبي روبرت لي (Robert E. Lee)، رفقة قواته، لنظيره الشمالي يوليسيس غرانت (Ulysses S. Grant) خلال شهر أبريل (نيسان) 1865.

لوحة تجسد مصافحة الجنرال لي لنظيره غرانت يوم 9 أبريل 1865
رغبة الجنرال في الإستسلام
عقب حصار بيترسبورغ (Petersburg) وريتشموند (Richmond) الذي استمر لما يزيد عن 9 أشهر، فضّل الجنرال الكونفدرالي روبرت لي التخلي عن العاصمة الكونفدرالية ريتشموند، التي أحرقت، والتوجه غربا، رفقة قواته، أملا في الإلتحاق بقوات جيش تينيسي (Tennessee) بكارولينا الشمالية بهدف تشكيل محور جديد لمواجهة جيوش الإتحاد التي أصبحت متفوقة من حيث العدد والعتاد.
صورة للمكان الذي قدم به الجنرال لي استسلامه
إلى ذلك، عانت قوات جيش شمالي فرجينيا (Army of Northern Virginia)، التي قادها الجنرال لي، من نقص فادح في الغذاء والعتاد حيث تحملت هذه القوات ويلات المعارك والحصار على مدار أشهر. وتزامنا مع تراجع عدد أفرادها بسبب الإصابات أثناء المعارك، لم يتردد العديد جنود جيش شمالي فرجينيا في الهرب والإستسلام للإتحاديين أملا في الحصول على بعض الغذاء والماء.

صورة للجنرال يوليسيس غرانت
وبنفس الفترة، طاردت قوات المشاة والفرسان التابعة للاتحاد، بقيادة الجنرال فيليب شيريدان (Philip Sheridan)، جنود جيش شمالي فرجينيا الفارين وقطعت الطريق أمامهم بقرية أبوماتوكس كورت هاوس (Appomattox Court House) بوسط فرجينيا. وأملا في النجاة، حاول الجنرال الكونفدرالي روبرت لي شن هجوم يوم 9 أبريل 1865 لإختراق قوات الإتحاد ومواصلة طريقه. ومع إدراكه بتواجد فيلقين من قوات المشاة الإتحاديين لدعم قوات الفرسان، تيقن روبرت لي من حتمية هزيمته واتجه بدلا من ذلك لمراسلة نظيره الإتحادي يوليسيس غرانت لإعلان رغبته في الإستسلام.

صورة للجنرال روبرت لي
استسلام الجنرال لي وبداية العد التنازلي لنهاية الحرب
بمنزل ويلمر ماكلين (Wilmer McLean) في حدود الساعة الواحدة ظهرا، التقى الجنرالان روبرت لي ويوليسيس غرانت الذين كانا قد قاتلا بالسابق جنبا لجنب خلال الحرب الأميركية المكسيكية. وخلال هذا اللقاء، حل روبرت لي مرتديا زيه الرسمي الكامل الذي كان مزينا بوشاح وسيفه الخاص. وفي المقابل، جاء يوليسيس غرانت كعادته مرتديا زيه العسكري الملطخ بالطين.بتلك الفترة، حمل كل روبرت لي ويوليسيس غرانت أعلى رتب عسكرية بجيشي الكونفدرالية والإتحاد. وخلال اللقاء، تبادل الطرفان بعض الأسئلة المحرجة قبل أن يتجها للتفاوض حول بنود الإستسلام.
وعند سؤاله حول شروطه لإنهاء النزاع وقبول استسلام القوات الكونفدرالية، دوّن يوليسيس غرانت بنوده التي وعدت بإعفاء جميع جنود وضباط جيش شمالي فرجينيا من تهم الخيانة والتآمر تزامنا مع السماح لهم بالعودة لديارهم رفقة ممتلكاتهم الخاصة. فضلا عن ذلك، سمح لهؤلاء الجنود بحمل أحصنتهم معهم بهدف استغلالها بأمور الفلاحة والزراعة.
أيضا، سمح للضباط الكونفدراليين بالحفاظ على أسلحتهم الجانبية كما حصل جميع جنود جيش شمالي فرجينيا على حصص غذائية من الإتحاديين.
جاءت عملية استسلام روبرت لي يوم 9 نيسان/أبريل 1865 لتمهد رسميا لنهاية الحرب الأهلية وهزيمة الكونفدراليين. فبالأسابيع التالية، استسلمت القوات الكونفدرالية بكل من كارولينا الشمالية وألاباما ولويزيانا لتعرف بذلك الحرب الأهلية الأميركية نهايتها بشكل رسمي.
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2025/04/09/بفضل-جنرال-استسلم-انتهت-الحرب-الأهلية-الأميركية