المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 76,890
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
عاشت فرنسا ما بين عامي 1789 و1799، على وقع أحداث الثورة التي أدت لمقتل مئات الآلاف من الفرنسيين خاصة خلال حرب فونديه (Vendée) وحرب التحالف الأولى وعهد الإرهاب الذي قادته لجنة السلامة العامة بزعامة ماكسيميليان روبسبيار (Maximilien Robespierre).
ففي خضم الثورة التي انتهت بإعلان قيام الجمهورية، لم يتردد الثوار الفرنسيون في ملاحقة لويس السادس عشر وعائلته. وبعد إعدامه هو وزوجته ماري أنطوانيت، اتجه الثوار لملاحقة لويس السابع عشر، ابن لويس الذي كان حينها طفلا.
معاناة ببرج المعبد
فبعدما رزق لويس السادس عشر وماري أنطوانيت بإبنهما الأول لويس جوزيف (Louis Joseph) يوم 22 تشرين الأول (أكتوبر) 1781، عانى الأخير من مشاكل صحية عديدة حيث أصيب بمناسبات عديدة بالحمى كما تم تشخيص أعراض مرض السل لديه.وبشكل تدريجي، أصيب لويس جوزيف بمشاكل في العظام والفقرات، على صلة بمرض السل، وأصبح غير قادر على النهوض من فراشه.
ليتوفى يوم 4 حزيران (يونيو) 1789، عن عمر ناهز 7 سنوات بالتزامن مع بداية انعقاد مجلس الطبقات وظهور بوادر الثورة بالبلاد.
لويس شارل وتبدو عليه ملامح المرض ببرج المعبد
ومع رحيل لويس جوزيف، أصبح شقيقه الأصغر لويس شارل (Louis-Charles)، المولود يوم 25 آذار (مارس) 1785 والذي عرف فيما بعد بلويس السابع عشر، وريثا لعرش فرنسا.
رسم تخيلي للويس شارل وهو بزنزانته
لكن أثناء الثورة الفرنسية، أسر لويس شارل رفقة بقية أفراد عائلته ببرج المعبد سيء السمعة.
ثم منع في 29 أيلول (سبتمبر) 1792، من لقاء والده عقب تفريق العائلة الملكية حيث اتجه المسؤولون الفرنسيون حينها لعزل لويس السادس عشر داخل زنزانة بمفرده بعيدا عن بقية أفراد عائلته.
وبحلول يوم 20 يناير (جانفي) 1793، التقى لويس شارل لآخر مرة بوالده الذي قدم له بعض الوصايا ودعاه لإطاعة والدته.
ثم أعدم لويس السادس عشر في اليوم التالي بالمقصلة بساحة الثورة بباريس.
وفاة بالعاشرة من العمر
وبقرار صادر عن لجنة السلامة العامة مطلع تموز (يوليو) 1793، تم فصل لويس شارل عن والدته. وقد اتجه المسؤولون الفرنسيون حينها لتقديم هذا الطفل للمواطن الثوري أنطوان سيمون (Antoine Simon) بهدف إعادة تأهيله وجعله مواطنا فرنسيا عاديا.وأثناء محاكمة والدته ماري أنطوانيت، أجبر لويس شارل، وهو تحت تأثير الكحول، على توقيع وثيقة اعترف من خلالها بممارسة والدته لزنا المحارم معه. ومن خلال ذلك، حاول أفراد لجنة السلامة الوطنية إضافة تهمة أخرى لماري أنطوانيت والمس من سمعتها أمام النساء الفرنسيات.
ويوم 19 يناير (جانفي) 1794، غادر أنطوان سيمون برج المعبد ليضل بذلك لويس شارل وحيدا ومنعزلا لفترة قاربت ستة أشهر. وبتلك الفترة، أصيب هذا الطفل بالسل، بسبب ظروف الإقامة السيئة والرطوبة الشديدة بزنزانته، وعانى من الجرب بسبب النظافة السيئة والرعاية الصحية الرديئة التي حضي بها.
من 5
لويس شارل رفقة شقيقته
لويس شارل رفقة شقيقته ماري تيريز
لوحة للويس جوزيف
لوحة تجسد لويس شارل
لوحة تجسد النائب بول دي باراس
أثرت كل هذه الأشياء على لويس شارل الذي أصبح غير قادر على الوقوف بشكل جيد. فضلا عن ذلك، حصل الأخير على كميات ضئيلة من الغذاء واضطر للمكوث وحيدا لفترة طويلة حيث لم يكن هنالك من يتحدث معه بزنزانته.
وفي 28 تموز (يوليو) 1794، زار النائب بول دي باراس (Paul de Barras) شارل بزنزانته. وهنالك، اكتشف هذا النائب طفلا بحالة صحية ونفسية يرثى لها.
وأمام هذا الوضع، وافقت لجنة السلامة العامة، عقب إعدام روبسبيار، على توفير بعض الرعاية الصحية للويس شارل.
تزامنا مع تشخيص إصابته بإلتهاب البيريتون بسبب مضاعفات السل وظروف السجن السيئة، تدهورت الحالة الصحية للويس شارل ما بين شهري أيار (مايو) وحزيران (يونيو) 1795.
وفي حدود الساعة الثالثة صباحا يوم 8 حزيران (يونيو) 1795، توفي لويس شارل بزنزانته عن عمر ناهز 10 سنوات قضى منها أكثر من 3 سنوات أسيرا ببرج المعبد.
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2025/05/27/بعد-ثورتهاعاقبت-فرنسا-بشدة-طفلا-عمره-10-سنوات
