المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 69,170
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


نجحت السعودية في نزع فتيل التوتر المتصاعد بين الجارتين النوويتين باكستان والهند، بعد اتصالات رفيعة المستوى، وزيارة الوزير السعودي عادل الجبير أمس لكلا البلدين لتسفر عن وقف التصعيد العسكري الذي شهدته الأيام الماضية بين البلدين.
وتأتي الوساطة السعودية بعد أن شهدت الحدود بين البلدين تبادلاً لإطلاق النار في إقليم كشمير المتنازع عليه، واتهامات متبادلة بالمسؤولية عن التصعيد. كما لوّح الجانبان بإجراءات ردع محتملة، أثارت قلق المجتمع الدولي من انزلاق الصراع إلى مواجهة أوسع.
وأكدت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ"العربية.نت" أن الرياض دخلت على خط الأزمة بشكل عاجل، مدفوعة بعلاقاتها المتوازنة مع كل من إسلام آباد ونيودلهي، وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "العربية نت"، فإن التحرك السعودي جاء في إطار سياستها الخارجية القائمة على منع النزاعات، وتعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي.

وتقود السعودية، التي تربطها علاقات مميزة مع باكستان، إلى جانب شراكات وعلاقات متقدمة مع الهند، مساراً متزناً يحظى بثقة الأطراف كافة، ما أتاح لها لعب دور الوسيط المحايد في أوقات الأزمات.
وقال مصدر دبلوماسي خليجي إن "السعودية استثمرت رصيدها السياسي العميق مع العاصمتين في حث الطرفين على تغليب صوت العقل، وتحكيم الحوار على منطق القوة"، مؤكداً أن "الوساطة شملت مقترحات عملية لإعادة قنوات التواصل العسكري والدبلوماسي إلى مسارها الطبيعي".
ترحيب سعودي بوقف إطلاق النار
إلى ذلك، رحبت السعودية في بيانها الأخير باتفاق وقف إطلاق النار بين باكستان والهند، معبرة عن تفاؤلها بأن "يفضي هذا الاتفاق إلى استعادة الأمن والسلم في المنطقة"، وطبقاً للبيان "تشيد المملكة بتغليب الطرفين للحكمة وضبط النفس، وتجدد في هذا الصدد دعمها لحل الخلافات بالحوار والسبل السلمية، انطلاقاً من مبادئ حسن الجوار، وبما يحقق السلام والازدهار للبلدين ولشعبيهما".في سياق متصل، تحدثت "العربية.نت" مع باحثين بشأن دور السعودية الذي أفضى إلى تحقيق وقف إطلاق النار ما جعل الرياض ترحب في بيان اليوم باتفاق وقف إطلاق النار بين باكستان والهند، معبرة عن تفاؤلها في أن "يفضي هذا الاتفاق إلى استعادة الأمن والسلم في المنطقة"، وطبقاً للبيان "تشيد المملكة بتغليب الطرفين للحكمة وضبط النفس، وتجدد في هذا الصدد دعمها لحل الخلافات بالحوار والسبل السلمية، انطلاقاً من مبادئ حسن الجوار، وبما يحقق السلام والازدهار للبلدين ولشعبيهما".
الرياض.. نزع فتيل الأزمة
إلى ذلك، يقول الباحث السعودي في العلاقات الدولية الدكتور سالم اليامي، "منذ بدايات التوتر الأخير بذلت السعودية مساعي حميدة من أجل نزع فتيل الأزمة بين باكستان والهند لتحقيق السلام بين الجانبين"، مشيراً إلى أن هذا الدور السعودي "البارز لم يأت من فراغ بل رفدته علاقات تاريخية متميزة مع الجانب الباكستاني، وكذلك علاقات تتمتع بمصداقية ودرجة موثوقية عالية مع الهند".رصيد إيجابي
وأكد في الإطار ذاته أن مكانة السعودية ودورها في صناعة السلام، فضلاً عن وعي القيادة السعودية بخطورة التصعيد بين الهند وباكستان، جعل الرياض تبذل دوراً بدا للمراقبين بأنه نجح في انتزاع فتيل الأزمة. وأضاف اليامي في حديث هاتفي: "تماهى الدور السعودي بمرونة مع كل المطالبات الدولية والإقليمية التي دعت للحوار بين الجانبين والتوجه لطاولة المفاوضات، الأهم من ذلك أن نجاح المملكة في لعب هذا الدور يعتمد على رصيده الإيجابي الذي تحظى به المملكة وقادتها لدى طرفي النزاع، وهذا الدور يتواءم مع السلوك السياسي السعودي الداعي لتجنب الصراعات الذي يحث دائماً على الحلول الشاملة للقضايا الخلافية بين أعضاء المنظومة الدولية".وساطة عاجلة وسريعة
من جهته، أكد وزير الإعلام السابق الكويتي الدكتور سعد بن طفلة، أن دور الوساطة الدبلوماسية السعودية "العاجلة والسريعة" أفضى إلى تحقيق اتفاق مهم لوقف إطلاق النار بين البلدين، واصفاً الدور السعودي لتحقيق السلام بين نيودلهي وإسلام آباد بـ"المميز" من أجل إبعاد شبح الحرب النووية بينهما.يقول الوزير الكويتي: "الهند وباكستان دولتان نوويتان كبيرتان وهائلتان في أعدادهما السكانية، بعيداً عن السياسة هما دولتان صديقتان للعرب بشعبيهما تجمعنا بهم علاقات تاريخية واقتصادية وثقافية متميزة".
وأكد د. سعد بن طفلة "جهود تحقيق الوساطة السعودية بين الهند وباكستان عقب تصاعد ذروة التوترات بين البلدين أبعدت شبح الحرب عن المنطقة والعالم، كما حقنت دماء البشر في هاتين الدولتين"، موضحاً في سياق حديثه أن دور الرياض لم يأت من فراغ، بل جاء في إطار مكانة السعودية بصفتها محورا للسلام العالمي، مشيراً إلى جملة معطيات عززت الدور السعودي على صعيد الوساطة الهندية - الباكستانية، إذ تلخصت باستضافتها في الأشهر المنصرمة لمحادثات أميركية - روسية - أوكرانية لإنهاء الحرب بين موسكو وكييف.
وكانت الرياض جددت دعمها لحل الخلافات بين نيودلهي وإسلام آباد بالحوار والسبل السلمية، انطلاقاً من مبادئ حسن الجوار، بما يحقق السلام والازدهار للبلدين ولشعبيهما، طبقاً لبيان نشرته الخارجية السعودية اليوم مرحبة في الوقت ذاته باتفاق وقف إطلاق النار بين باكستان والهند، معبرة عن تفاؤلها بأن "يفضي هذا الاتفاق إلى استعادة الأمن والسلم في المنطقة".
وكان هذا التوتر غير المسبوق بين الجارتين النوويتين بدأ منذ الهجوم الدامي الذي أودى بحياة 26 شخصا في مدينة باهالغام السياحية، بإقليم كشمير الذي يتنازع البلدان السيادة الكاملة عليه منذ تقسيمه عند الاستقلال عام 1947، يوم 22 أبريل الماضي، إذ اتهم الجانب الهندي إسلام آباد برعاية منفذي الهجوم، في حين نفت باكستان الأمر جملة وتفصيلا.
المصدر: https://www.alarabiya.net/saudi-tod...سعودية-تنجح-في-وقف-التصعيد-الباكستاني-الهندي-