تعليق على معركة كورسك
يمر الإنسان بخمسة مراحل عندما يواجه صدمة نفسية أو عاطفية كبيرة:
مرحلة الانكار، ثم الغضب، ثم المساومة، ثم الاكتئاب، وأخيرا: القبول.
اقرأوا التعليقات على منشورنا القديم بالأسفل (مايو 2023) عندما كنا أول قناة تنقل أخبار الخلاف الكبير بين رئيس شركة فاغنر يفغيني بريغوجين ووزارة الدفاع الروسية...
مؤيدو روسيا العرب كانوا بالمرحلة الأولى يتهموننا بالكذب ثم عزوا الأمر لمسرحية واتفاق بين بوتين وبريغوجين... وبعدما تجاوزا تلك المراحل مع مرور الزمن، قبلوا الواقع المرير وسكتوا.
نفس التعليقات تتكرر اليوم في معركة كورسك التي جعلت بوتين يبدو غاضبا أحمر الوجه بهذا الشكل الفيديو المرفق.
قال أحد موظفي الكرملين: "لم نشاهد بوتين غاضبا بهذا الشكل منذ خريف 2022 وسقوط خاركيف"
الغريب أنني أمضي وقتا طويلا بقراءة تعليقات الروس على أخبارهم فلا أجد ما نجد في صفحاتنا العربية!
يُجمع خبراؤنا التويتريون والفيسبوكيون واليوتيوبريون الروس-العرب على أن معركة كورسك هي انتحار لزيلنسكي وجيشه، بينما الحقيقة هي أن نجاح معركة كورسك شكل أكبر صدمة لبوتين وجيشه وهي عين الصواب الذي كان يجب على الغرب فعله مباشرة عندما فشل الهجوم الأوكراني المضاد على زاباروجيا العام الماضي، بكل الأحوال، من الطبيعي تنوع الآراء واختلافها وخاصة عند غير المختصين الذين غالبا ما يقرأون عنوانا اخباريا او تقريرا مرئيا من دقيقة ونصف فيتلاعب بعقولهم ويبني لهم اعتقادا ويهدم آخر...
ولكن غير الطبيعي أنه في كل مرحلة يكرر هؤلاء نفس الاسطوانة، انكار الخبر وتكذيب ناقله، ثم اتهامه بكذا وكذا، ثم الحديث عن استدراج ومسرحيات وتكتيك خرندعي، ثم السكوت لاحقا بعد قبول الواقع.
ولقد علمتم موقفنا منذ بداية الحرب، هذه حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، وهي مستمرة متصاعدة، و(( لا منتصر فيها )) نكرر: (( لا منتصر فيها )) وهو الخير كل الخير لأمتنا، ولله الحمد، أرباب طواغيتنا يتصارعون، ولصوص العالم يختلفون، وهذه هي بداية الطريق لتحرر أمتنا من طواغيتها شرقا وغربا.
وإن كان ولا بد من وجود من ينكسر فنرجو ألا يكون الروس هم المنكسرون، لأن هذا إن حصل لا قدر الله، سيكون مدعاة لمزيد عربدة دولية من الغرب وحلف النيتو، ومع ذلك، نحن لا نكتب لكم الأماني والرغبات، إنما ننقل الواقع، ونكتب لكم ما نتوقعه بناءا على تحليلات عسكرية موضوعية بحته.
معركة كورسك هي أفضل قرار استراتيجي اتخذه الغرب في هذه الحرب، وأكاد أجزم أن ما منعهم عن اتخاذه سابقا إلا مخافة التصعيد النووي الروسي.
لكي تتقدم وتسيطر على قرية في دونباس تحتاج شهورا وعشرات القتلى ومئات الجرحى، ثم النتيجة تكون نجاحا تكتيكيا لا وزن له على المستوى الاستراتيجي العام، بينما الهجوم المباغت على مناطق غير محصنة بتكتيك الحرب الخاطفة يمكنك من السيطرة على مئات الكيلومترات بدون تكلفة كبيرة، وتحقق انتصارا على المستوى الاستراتيجي العام وتمتلك أوراقا رابحة أخرى.
الرد الروسي على معركة كورسك يجب أن يكون فتح جبهة أخرى في الشمال وهجوم على سومي او تشيرنيهيف او كييف بنفس تكتيك هجوم كورسك الخاطف، أما أن يستمر الرد بهذا المستوى من محاولة التصدي لمحور الهجوم الرئيسي وجها لوجه في كورسك فهذا يعني مزيد من الخسائر الروسية لأن الأوكراني هو صاحب المبادرة والموقف والدعم اللوجستي وهو اختار التوقيت والمكان.
بكل الأحوال ما معركة كورسك إلا درجة صغيرة من درجات سلم التصعيد الذي تمضي فيه الأطراف صعودا باتجاه الحرب الكبرى الشاملة
@مملكتنا الغاليه
@باحث بالشأن الروسي
@KaspeR
K
@kioma
ارائكم الواقعية تهمنا يا اخوة