Q & A ضربة بيروت 20/09/2024 و اغتيال عدد من القيادات :هل ارتكب حزب الله خطأ أمني ؟
الاجابة على السؤال لا تكون الا بالبحث في تفاصيل سؤال أشمل , هو هل كان من الممكن تفادي ما حدث ؟ حزب الله يحمل نقاط قوته في اليد نفسها التي تحمل نقاط ضعفه , التأسيس لنواة قيادة أكثر تنظيما و قدرة ناجحة في توجيه القوة النارية وتسييرها تتطلب حتما قيادة مركزية كبيرة (عدديا) و متفرعة و هيكلية تشبه لحد كبير الجيوش النظامية وهذا يزيد من التحديات الأمنية.
و كيف تم استهداف هذا العدد من القيادات ؟
كلمة واحدة , المركزية..مركزية القرار تضع القيادة أمام التزام واجب بعقد اجتماعات دورية واستثنائية توجب حظور الجميع وأحيانا في مكان واحد بالرغم من الظروف الأمنية المعقدة
اذن,نحن أمام اختراق أمني للحزب ؟
نظريا نحن أمام حالة أمنية , يشيع اعتقاد لدى بعض المدنيين والاعلاميين فرضية أن القيادات المركزية أو الجهوية هي الأكثر تحصينا من واقع الاستهداف ,و في الحقيقة هذا اعتقاد خاطئ..بل القيادات المركزية في أي دولة أو تنظيم أو حزب هي الأكثر عرضة للاستهداف بحيث أن حركتها معرفة و ذات دلائل واضحة تمكن المراقب/العميل الميداني/المستطلع برصدها و رصد نمطها,وتركيز وجود عدد كبير من القيادات في مكان واحد قد يحدث جلبة وحركة صاخبة وجاذبة للأنظار لمرافقيهم و آليات تحركهم , تحرك صاخب = رصد.
هل هناك فرق بين القيادات المركزية (الحرس القديم) والميدانية (الناشئة) ؟
القيادات الميدانية تبرز في وقت الحروب عبر مراكمة الانجازات التكتيكية والتي من المستحيل تعريفها من الطرف الأخر وبالتالي لا تستهدف بشكل مخطط انما بشكل عرضي,وهناك مثال تاريخي عندما استهدف التحالف الدولي في العراق قيادات عسكرية من الحرس الجمهوي المحل و نجحت,لكن هذا لم يخلق أي أثار ميدانية , سوى عندما استهدف عرضيا فني الكهرباء العراقي نور الدين الزوبعي والذي لم يكن معرفا لدى قوات التحالف الدولي الا بعد نعيه,واتضاح مستوى العمليات التي كان يقودها وينفذها.
هل هناك حل أمام حزب الله لتفادي تكرار هذه الأخطاء ؟
بدل الحل الواحد هناك حلول و كلها تقتضي بتغيير نمط القيادة و جعله أكثر مرونة و النجاح في هذا يعتمد على سرعة الهياكل على التدارك والتكيف والتعامل مع مختلف الأوضاع الميدانية و القتالية , لكن كل هذا يصطدم في مرحلة ما مع المستوى السياسي الذي يرى ضرورة في الأخذ بمعطيات أخرى مثل الوضع الداخلي و المسايرة الاعلامية,على القيادات السياسية أن تفسح مزيدا من المجال للعسكريين من أجل فعالية أكثر..قد يعلل المستوى السياسي تموضعه الحالي بالترتيبات الجديدة مثال وليس حصرا مثل التواصل الايجابي الذي نشأ مع 4 دول عربية منذ منتصف شهر أوت.