المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 33,870
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
كرّست زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الى بغداد الأربعاء رغبة العراق وإيران بتعزيز علاقاتهما وتحالفهما من خلال توقيع سلسلة مذكرات تفاهم والتأكيد على التنسيق الأمني وعلى مواقفهما الموحّدة من الحرب في قطاع غزة.
وهذه هي الزيارة الخارجية الأولى للرئيس الإيراني منذ انتخابه.
والتقى بزشكيان رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني، وتمّ خلال اللقاء التوقيع على "14 مذكرة تفاهم" في مجالات مختلفة.
وقال السوداني إن هذه المذكرات ستمثّل "خارطة عمل واعدة للمضي في تعزيز التعاون المشترك بين البلدين".
وأكّد بزشكيان من جهته أنه بخث مع السوداني "في مشاريع استراتيجية على المدى البعيد ستؤدي إلى تعاون أكبر بين البلدين".
وكانت طائرة الرئيس الإيراني حطّت في مطار بغداد بعد ساعات على هجوم على "منشأة دبلوماسية أميركية" في المطار من دون تسجيل إصابات، على ما أكّدت السفارة الأميركية في العراق الأربعاء.
واعتبر جعفر الحسيني، المتحدث باسم كتائب حزب الله، وهو فصيل من قوات الحشد الشعبي، في منشور على "إكس" أن "
توقيع اتفاقيات بين العراق وإيران خلال زيارة بزشكيان لبغداد
استهداف مطار بغداد، وفي هذا التوقيت، تقف خلفه أيادٍ مشبوهة والغاية منه التشويش على زيارة الرئيس الإيراني إلى بغداد".
ويسعى العراق الى تعزيز تحالفه مع طهران، لكنه يحتفظ في الوقت نفسه بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة.
وزار الرئيس الإيراني بعد وصوله النصب التذكاري المقام في موقع اغتيال القائد السابق لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس اللذين قتلا في ضربة أميركية قرب بغداد في العام 2020.
وبعد حرب استمرت بين العامين 1980 و1988، تعزّزت العلاقات بين العراق وإيران خلال العقدين الماضيين بعد الغزو الأميركي في العام 2003 الذي أطاح نظام صدام حسين.
وكان بزشكيان تعهد إعطاء "الأولوية" لتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة في إطار سعيه إلى تخفيف عزلة إيران الدولية وتخفيف تأثير العقوبات الغربية على اقتصاد إيران.
كذلك، تعهّد خلال حملته الانتخابية السعي لإحياء الاتفاق الدولي لعام 2015 الذي أتاح رفع عقوبات اقتصادية عن طهران لقاء تقييد أنشطتها النووية. وانسحبت الولايات المتحدة أحادياً من الاتفاق في 2018 معيدة فرض عقوبات قاسية خصوصاً على صادرات النفط.
وإيران من أبرز الشركاء التجاريين للعراق. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن حجم التجارة غير النفطية بين إيران والعراق بلغ حوالي خمسة مليارات دولار بين مارس/آذار 2024 ويوليو/تموز 2024.
وتصدّر إيران كذلك ملايين الأمتار المكعبة من الغاز يومياً إلى العراق لتشغيل محطات الطاقة. والدولتان عضوان في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
وفي سبتمبر/أيلول 2023، أطلق البلدان "مشروع ربط البصرة-الشلامجة" للسكك الحديد، وهو خط سيربط المدينة الساحلية الكبيرة في أقصى جنوب العراق بمعبر الشلامجة الحدودي على مسافة أكثر من 32 كيلومتراً.
تعاون أمني
وتأتي زيارة بزشكيان وسط اضطرابات في الشرق الأوسط أثارتها الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، والتي استنفرت الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في جميع أنحاء المنطقة. وتطالب كل من طهران وبغداد بوقف إطلاق النار في غزة.وجدّد السوداني الأربعاء رفضه "توسعة الصراع" المستمر منذ أكثر من 11 شهراً. وقال "أكدنا في أكثر من مناسبة على رفض توسعة الصراع وأننا ضد خرق سيادة الدول"، داعياً المجتمع الدولي إلى "أن يضطلع بمهامه القانونية والأخلاقية".
من جهته قال بزشكيان حول التعاون الأمني بين بلاده والعراق "نحتاج الى تطبيق اتفاقات التعاون الأمني بهدف التعامل مع الإرهابيين والأعداء".
وعن الحرب في قطاع غزة، قال إن "جرائم" إسرائيل في قطاع غزة "تظهر أكاذيب الدول الغربية والمنظمات الدولية حول حقوق الإنسان".
من المشاروات بين شياع السوداني وبزشكيان
وتستمر زيارة بزشكيان ثلاثة أيام يعقد خلالها، بالإضافة الى الاجتماعات الرسمية، لقاءات مع إيرانيين ورجال أعمال، حسبما أفادت الرئاسة الإيرانية.
وسيزور مدن النجف وكربلاء والبصرة وكذلك إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي وتربطه بطهران علاقات متوترة.
في مارس/آذار 2023، وقّع العراق وإيران اتفاقاً أمنياُ بعد أشهر قليلة على تنفيذ طهران ضربات ضد مجموعات كردية معارِضة في شمال العراق. ومنذ ذلك الحين، اتفق البلدان على نزع سلاح المجموعات المتمرّدة الكردية الإيرانية وإبعادها عن الحدود المشتركة.
وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي الثلاثاء إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران.
وتتّهم طهران هذه المجموعات بالحصول على أسلحة من جهة العراق، وبتأجيج التظاهرات التي اندلعت في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في سبتمبر/أيلول 2022، داخل إيران.
وقال السوداني الأربعاء إن بغداد أكّدت "موقفها المبدئي والدستوري والقانوني بعدم السماح لأي جهة بارتكاب عدوان أو عمل مسلح أو تهديد عابر للحدود ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية يتخذ منطلقاً من الأراضي العراقية".
وأضاف "نجحنا في الاتفاق على ضبط الأوضاع الأمنية عند المناطق الحدودية".
على صعيد آخر، دعا الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد الأربعاء خلال اجتماعه مع نظيره الإيراني إلى "إطلاق مياه الأنهر الحدودية المشتركة والتوصل إلى تفاهمات مُرضية للجميع حول تقاسم المياه".
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الثلاثاء في مقابلة مع قناة "الفرات" التلفزيونية العراقية "آمل أن ننفذ في الحكومة الجديدة دبلوماسية مياه ناجحة بين إيران والعراق وبقية جيراننا، وأن تصبح المياه مسألة تعاون بدلاً من قضية خلافية".
المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...لبغداد-تكّرس-تعزيز-العلاقات-بين-العراق-وايران