المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 36,951
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
قال نذير القادري، وزير التربية والتعليم السوري، إن وزارته وجَّهت بحذف كل ما يتعلق بما يمجِّد نظام الأسد، من المناهج الدراسية.
وبعد لغط دار حول نوعية التغييرات التي طرأت على المناهج الدراسية السورية، أكد الوزير القادري، أن جملة التغييرات تتعلق وحسب، بتصحيح معلومات "مغلوطة" كان نظام الأسد قد اعتمدها، في مناهج دراسة السوريين.
ويشار إلى أن ما وصف بـ"تمجيد" نظام الأسد الذي تحدث عنه وزير التربية والتعليم، كان بحسب متابعين، عبارة عن "مجسَّم" صغير لـ"تقديس" شخص حافظ الأسد نفسه، فبحسب مؤلفين وأكاديميين غربيين وكتّاب ومؤرخين سوريين، فإن حافظ الأسد، لم يكتف وحسب، بتمجيد نفسه ونظامه، بل انتقل إلى مرحلة "التعظيم".
مجّدوه ولم يعترض!
فظاهرة "تقديس" حافظ الأسد، عبر دسّ صور لغوية وبلاغية في كتب التلاميذ ووسائل الإعلام ومنشورات حزب البعث، وترويج صورته على أنه "أبديّ" و"خالد" كانت ظاهرة في مناهج التعليم وبرامج الإعلام والحياة العامة في البلاد.وبحسب مراجع موثوقة، فإن حافظ الأسد، سمح بمخاطبته كمقدّس بشكل مباشر ولم يعترض، ولم يتخذ أي إجراء أو اعتراض.
فقد سبق وقام أحد المطربين، بالغناء، في ساحة "الأوقاف" بمحافظة اللاذقية، في إحدى المناسبات الخاصة بما كان يعرف آنذاك، بالبيعة لحافظ الأسد، واستعمل المطرب كلاماً لا يمكن وصفه.
وقال المحامي هاشم عثمان، صاحب المؤلفات العديدة عن تاريخ سوريا المعاصر والحديث، في كتابه "تاريخ سوريا الحديث، عهد حافظ الأسد" والذي نقل فيه كلمات الأغنية والمكان الذي غناها فيه المطرب، إن الرئيس الأسبق، كان على علم بذلك و"لم يقم باتخاذ أي إجراء" خاتماً بالقول عن ظاهرة "تقديس" حافظ الأسد: "ولا نشك بأن الرئيس الأسد، كان على علم بهذه الظاهرة، لكنه لم يتخذ أي إجراء لمنعها أو الحد منها".
"تقديس" الأسد في المدارس
وبالعودة إلى تصريح وزير التربية السوري، عن حذف ما يتعلق بتمجيد نظام الأسد من مناهج الدراسة، فمن الجدير بالذكر أن قصة "تقديس" حافظ الأسد، لم تكن مجرد تصوير مجازي أو رمزي، بل زعمٌ مؤكد الحدوث، ولهذا صارت موضوعاً أكاديمياً بكل معنى الكلمة، وخضعت للدرس والتأليف، كما فعلت "ليزا وادين" أستاذة ورئيسة قسم العلوم السياسية في جامعة شيكاغو الأميركية، عندما ألفت كتاباً باسم "السيطرة الغامضة" تقرأ فيه السياسة والرموز في سوريا المعاصرة.ويشار إلى أن المؤلفة المرموقة، وعندما ألفت كتابها، فاردةً فيه أقساما مطولة لفضح "تقديس" حافظ الأسد والذي انتقل بدوره إلى ابنه "باسل" بعد مصرع الأخير بحادث سير، لم تكن على دراية بالأغنية المذكورة سابقا والتي غنّاها تلاميذ عدد من المدارس أيضاً، في احتفالات أخرى.
قدّس نفسه لحرف الانتباه عن مجازر "حماة"
ويعود تاريخ "تقديس" حافظ الأسد، إلى مراحل مختلفة، بحسب ليزا وادين. ونقلت بأنه حتى عام 1983، اقتصرت الظاهرة على "التعظيم" من حافظ الأسد الذي قتل عشرات الآلاف في حماة وحلب، كما أكدت في كتابها أكثر من مرة، معتبرة أن "تعظيم" حافظ كان لحرف الانتباه عن مجازره التي ارتكبها في تلك المرحلة بحق السوريين.وبحسب ما قالته، ونقلا من بحث أعده مركز البحوث في الكونغرس الأميركي، فإن ظاهرة "تقديس" الأسد، بدأت عام 1985، إثر تعرضه لأزمة قلبية، ومنازعته سلطته من قبل شقيقه رفعت الأسد في العام 1984. بحسب الكتاب.
تقديس باسل ساعد بتوريث بشار
وتقول: "يبدو أن حدود المبالغات الخطابية البلاغية قد وصلت حَدَّها أيام الأسد الأب" ثم استمرّ الادعاء ليشمل ابنه باسل الذي لقي مصرعه بحادث سير غامض، فصار كأبيه "خالداً" هو الآخر، بحد تعبيرها.وذكرت بأن القصد من استمرار "تقديس" باسل الأسد الذي كانت توضع صورته على جدران قاعات الدراسة، بعد وفاته، قد ساعد "بالصعود الرمزي لأخيه بشار".
ولفت كتاب وادين، إلى أن السوريين كانوا على موعد غير متوقّع، يتحوّل فيه فيروس خطير، من سبب للموت، إلى سبب للنجاة بالكرامة والحرية. إذ تذكر بأن طقوس الدم كانت تأتي على شكل "مبايعة بالدم" حيث يُرغم السوريون، على مبايعة حافظ، بدمائهم لا ببصمة الإصبع المصبوغة بالحبر.
فيروس الإيدز أجهض المبايعة بالدم!
وعلمت الباحثة الأكاديمية أنه بسبب المخاوف من فيروس الأيدز، لم يعد هناك تعليمات مشددة، بإرغام الناس ومنهم طلبة المدارس، على مبايعة الأسد بالدم عام 1991: "مبايعة الدم التي ظهرت لتدل على الولاء، بعد محاولة رفعت الاستيلاء على السلطة، لم تعد مطلوبةً في استفتاء عام 1991، بسبب الخوف من فيروس الأيدز الذي جعل الآباء لا يسمحون لأبنائهم بوخذ أصابعهم".يذكر في هذا السياق، أن وزارة التربية والتعليم، كانت قررت أيضا، إلغاء مادة "التربية الوطنية" وهي المادة التي كانت تفرض على طلاب سوريا، لتأكيد تفرد "حزب البعث" بالحكم، وزعم مواصفات مثالية مزعومة على قادة وسياسات الحزب، تجافي الحقيقة في الواقع، بحسب كل التقارير الحقوقية والمصادر التي أرَّخت لتلك الفترة.
المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...-تمجيد-النظام-من-المناهج-هكذا-مجّد-الأسد-نفسه