المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 34,115
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
بحثت جمعيات وناشطات نسوية وحقوقية جزائرية عن حلول تكنولوجية لمحاولة الحد من ظاهرة العنف الممارس ضد النساء، حيث استحدثت تطبيقات إنذار وتدخل عاجل، لكن فعاليتها تبقى محط تشكيك من طرف المختصين.
خلال الأشهر والسنوات الماضية، تمَّ إطلاق عدد من التطبيقات الرقمية التي وُضعت بين أيدي النساء لاستعمالها في التبليغ عن العنف الذي قد يتعرضن له داخل الأُسرة أو في الشَّارع.
"سوروريتي" و"داين" وغيرهما
ومن بين التطبيقات التي تمَّ إطلاقها، "سوروريتي"، وهي عبارة عن نظام إنذار مجاني عالمي، تستعمله النساء حصريا للتبليغ عن العنف الذي يتعرضن له في الأماكن العامة، حيث تم تشغيله في الجزائر مؤخرا.كذلك من بين الوسائل أيضا تطبيق "داين" (يكفي) الذي أطلقته مجموعة من النسوة، ويوفر خاصية تحديد موقع الضحية عند تعرضها للعنف، حيث يُرسل التطبيق رسالة نصية إلى جهات اتصال مسجلة مسبقا تتضمن موقع الضحية، مما يساعد في تقديم المساعدة بشكل فوري.
ومن بينها أيضا تطبيق "جزايرية" الذي أطلقته جمعية "جزائرُنا"، يُتيح للمستخدمات التبليغ عن العنف الذي تعرضن له، مع ضمان السرية والأمان.
"ألو شرطة"
كما قامت مصالح الأمن الجزائرية، بإطلاق نفس الخدمة، وأطلقت عليها الشرطة الجزائرية تسمية "ألو شرطة" الغرض منه التبليغ عن الاعتداءات اليومية، للنساء أو الرجال.هل ساهمت في الحد من العنف؟
غير أن هذه التطبيقات ورغم دخولها حيز التشغيل منذ أشهر، إلاَّ أنَّ المختصين والنشطاء لا يجمعون على فعاليتها في الواقع، وهذا لعدة اعتبارات.
"النسوية الرقمية"
فمن بين الناشطات اللائي ساهمن في إطلاق والدفع بهذه الوسائل، عضو مجموعة "لا لقتل النساء – الجزائر"، كنزة خاطو، التي قالت إنّ "اللجوء إلى الوسائل التكنولوجية لمساعدة النساء، مَرَّ بمراحل، من بينها ما يُعرف بـ"الجيل الرابع للنسوية".وأوضحت المتحدثة لـ"العربية.نت"، أن "هذا الجيل، الذي ظهر مع بداية الألفينيات ومازال مستمرا، يتميز بسمات وأفكار جديدة تتماشى مع التطورات التكنولوجية والاجتماعية والسياسية، لهذا السبب يُطلق عليه أيضًا اسم "النسوية الرقمية"، حيث تُستخدم المنصات مثل تويتر، فيسبوك، وإنستغرام وتيك توك كأدوات رئيسية للنشاط النسوي".
في حين أضافت المتحدثة أنه "من أبرز الحملات الرقمية عالميًا، حملة #MeToo التي هدفت إلى محاربة التحرش والعنف الجنسي بجميع أشكاله، وكانت وما زالت مثالًا حيًا على قوة وتأثير النسوية الرقمية".
نشاط غير مسبوق للجمعيات
كما أشارت إلى أنه في الجزائر "شهدنا ونشهد تزايدًا في نشاط النسويات المستقلات والجمعيات النسوية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بين أبرز الحملات التي أطلقتها مجموعات نسوية حملة "بلاصتي وين نحب" عام 2018، والتي لاقت صدى واسعًا ونجاحًا كبيرًا".أما عن التطبيقات الرقمية المستحدثة، فقالت خاطو: "رغم الابتكار في تصميم هذه التطبيقات، فإنها تواجه تحديات عديدة تقلل من فعاليتها، ففي العديد من المناطق الجزائرية، تفتقر النساء إلى المعرفة بوجود هذه التطبيقات أو كيفية استخدامها، كما أنّ الكثير منهنّ يعانين من النقص في الوصول إلى الإنترنت أو الهواتف الذكية بسبب غلائها".
مخاوف لدى الضحايا
من جهة أخرى، أضافت المتحدثة "تخشى العديد من الضحايا على هويتهن ومعلوماتهن، خاصَّة بسبب البيئة المحافظة التي تطبع الجزائر، كذلك على رغم الإبلاغ عبر التطبيقات، تعاني بعض الضحايا من تأخر استجابة الجهات المسؤولة، مما قد يؤثر على ثقة المستخدمين بها".من أحد الشوارع في الجزائر (أيستوك)
ورأت خاطو أنه بالنسبة للجمعيات والنسويات المستقلات: "أعتقد أنّ نقص الدعم المادي الحكومي أو المؤسسي، يُشكّل عائقًا كبيرًا لديمومة هذه التطبيقات التي أطلقتها، فهي تحتاج إلى تمويل مستدام، خاصة بالنسبة لتطويرها وصيانتها وتحديثها بشكل دوري"، مؤكدة أن "الإرادة موجودة لدى الجمعيات النسوية والنسويات المستقلات بشكل عام من أجل أوّلا محاربة العنف بشتى أنواعه ومساعدة الضحايا من خلال حملات سواء ميدانية أو رقمية، إلا أن الإرادة السياسية من الحكومة والمؤسسات لا تزال ضئيلة".
يشار إلى أن محاربة العنف الممارس ضد المرأة تبقى من بين أولويات النشطاء النسويين في الجزائر، ويتصدر مواضيع أخرى كالحقوق الاجتماعية والمهنية الأخرى.
ويُبرر هذا بالأرقام التي تؤكد هيئات حقوقية أنها ترتفع سنويا، وسجلت جمعية "فيمينيسيد الجزائر" بهذا الخصوص 43 حالة قتل إلى غاية ديسمبر من سنة 2024، أي ارتفاعا بعشر حالات مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.
المصدر: https://www.alarabiya.net/north-afr...-لمكافحة-العنف-ضد-نساء-الجزائر-هل-فعّالة-حقاً