ما الجديد
منتدى الصحراء للدفاع و الأمن

سجل حسابًا مجانيًا اليوم لتصبح عضوًا! بمجرد تسجيل الدخول، ستتمكن من المشاركة في هذا الموقع عن طريق إضافة مواضيعك ومنشوراتك الخاصة، بالإضافة إلى التواصل مع الأعضاء الآخرين من خلال صندوق الوارد الخاص بك

مقالة تصريحات مسؤول رفيع.. هذا ما جرى قبل اختفاء بشار الأسد

المراسل الآلي

عضو مميز
المشاركات
38,026
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الدولة
مصر
e70530ad-e2e9-4aa3-83d1-a8d529c8fa9e_16x9_1200x676.jpg

سوريا لم تخرّب وتهدّم، بسبب حروب جيش النظام السوري على معارضيه، وحسب، بل بسبب وجود بشار الأسد رئيسا للبلاد.
انطباعٌ يتولد بقوة بعد سماع تصريحات آخر رئيس وزراء النظام السوري، الدكتور محمد الجلالي، والتي أدلى بها، في بودكاست "بتوقيت دمشق" البرنامج الجديد الذي أطلقته منصة "مزيج" التابعة لقناة "العربية" ويدير الحوار فيه، الإعلامي ومذيع الأخبار حسين الشيخ.
وعلى الرغم من قصر مدة رئاسته للحكومة السورية، وكانت مدتها أقل من ثلاثة أشهر، إلا أن ما أدلى به الدكتور الجلالي، من تفاصيل تتعلق بعقلية بشار الأسد وطريقة إدارته للبلاد، تكشف كيف أن انهيار مؤسسات البلاد ومنها الاقتصاد السوري، كان نتيجة مباشرة لقرارات الأسد.

خفايا قصف جسر "الرستن"​

وسرد الجلالي قصة انهيار النظام في الساعات الأخيرة، وذلك من قبل أن يختفي بشار الأسد عن أعين جميع من حوله ويفر بعدها إلى روسيا حيث لا يزال مختفيا فيها إلى الآن ولم يظهر إلى العلن، متحدثًا عن انهيار الجيش وانسحابه، مترافقا مع تقدم قوات المعارضة السريع. كاشفاً أن محافظ "حمص" اتصل به ليطلب "قصف جسر الرستن" لإعاقة تقدم المعارضة، إلا أن رئيس الوزراء السابق، رفض الامتثال للطلب، نظرا لما يمثله الجسر من أهمية بالغة للناس والاقتصاد، لتأتي المفاجأة أن النظام السوري قام بقصف الجسر، بعد ساعتين، من رفض رئيس الوزراء للعملية.
صورة بغاية القتامة لنظام انهار من داخله قبل أن يهزم عسكرياً، بدأت بالظهور مع تقهقر جيش النظام، بحسب سرد الدكتور جلالي، فحتى موظف "المقسم" العسكري لم يعد يرد على الهاتف، وغالبية الحرّاس الذين يقومون بحماية رئيس الوزراء، هربوا من مقر عملهم، ووزير الداخلية الذي خرج على وسائل الإعلام مهددا متوعداً، اتصل هاتفيا ليقول لرئيس الوزراء: "كل شيء انتهى، أنا سأغادر مكتبي!" فيما جموع أنصار الأسد، خاصة فئة الموظفين الكبار، والعائلات المنضوية تحت حكمه، تفرّ بشكل جماعي بين المحافظات السورية، خاصة من محافظة حمص إلى بلدات الساحل السوري.
بشار الأسد - أرشيفية

بشار الأسد - أرشيفية

خوف هستيري بعشرين ألف سيارة​

وبحسب ما قاله لمنصة "مزيج" التابع لقناة "العربية" فإنه والحالة هذه، قرر الاتصال ببشار الأسد ليخبره عن "الخوف الهستيري" الذي يحس به أنصاره وموظفوه، وأن هناك "عشرين ألف سيارة" تقل أنصاره المذعورين، فكانت إجابة الأسد: "أين سيذهب هؤلاء؟" وفي توجيه يؤكد ما يصفه المراقبون بالانفصال عن الواقع في شخصية الأسد، قال لرئيس وزرائه إنه يجب أن يتم دعم هؤلاء الهاربين بالغذاء، مما اضطر رئيس الوزراء للقول له: المشكلة ليست بالغذاء، الناس تحتاج إلى من يطمئنها، فقال الأسد: "غداً سنرى".

اختفاء أثر بشار الأسد​

إلى ذلك، والتدهور في نظام الأسد يتسارع، بحسب رواية آخر رئيس وزراء في عهد الأسد. وقال الجلالي إنه اتصل هاتفياً بوزير الدفاع، فلم يرد. أما وزير الداخلية الذي كان يتحدى بقوله إنه سيظل بمكتبه حتى اللحظة الأخيرة، فقد اتصل برئيس الوزراء في الساعة الثالثة فجرا، أي قبل فرار الأسد بثلاث ساعات، ليعلمه أن كل شيء انتهى، وبأنه سيغادر مكتبه.
في الأثناء، كانت آخر محاولات الدكتور الجلالي، للاتصال ببشار الأسد. إلا أن المحاولة باءت بالفشل، حيث لم يكن يعلم أحد، أن بشار كانت يرتّب حقائبه، ليهرب من البلاد ويختفي أثره، عبر وسيط روسي يعمل ملحقا عسكريا بالسفارة الروسية، كما سبق وقال كامل صقر، مدير مكتب الإعلام في قصر الأسد، في تصريحات سابقة لمنصة "مزيج" التابع لقناة "العربية".
محمد الجلالي خلال اللقاء

محمد الجلالي خلال اللقاء

مكتب خاص يستولي على صلاحيات الحكومة​

وكشف آخر رئيس وزراء في عهد الأسد، عن عقلية وقرارات بشار الأسد، وكيف تم تحطيم اقتصاد البلاد، من خلال سيطرته وتفرده وقراراته التي يصدرها هو والمحيطون به، وجميعهم من خارج الحكومة التي بدت بدون أي صلاحيات، كما كشف الدكتور الجلالي.
وقال إنه فوجئ بعد عمله رئيساً للوزراء، أن هناك مكتباً، داخل مبنى مجلس الوزراء، ووظيفة هذا المكتب، نقل القرارات والأوامر التي أصدرتها الحكومة، إلى بشار الأسد، كي يبدي موافقته عليها، فإذا أرسل الموافقة، تم إصدار القرارات. وقال الجلالي: "في هذا المكتب تُعرض القرارات على بشار الأسد قبل توقيعها".

دولارات السوريين في عيون الأسد​

وفي هذا السياق، ذكر الجلالي، وللدلالة على تسلط بشار الأسد على العمل الحكومي، أنه في إحدى المرات، وافق الجلالي، على التمديد لأحد موظفي الدولة، فقالوا له: "هذا ممنوع" ثم ألغي قراره الذي سبق ووافق فيه على مدّ فترة عمل الموظف المذكور.
وأكد أن الإجراءات التي كانت تتخذ في سوريا، من قبل نظام الأسد، كانت "تخنق الاقتصاد أكثر" وأن بشار الأسد كان يتكلم عن الدولارات التي في جيوب السوريين، ويريد الاستيلاء عليها.
سأله الإعلامي حسين الشيخ، عن حادثة الدولارات، فأكدها بالحرف وقال إن بشار الأسد قال له مرة: "الناس تملك دولارات نضغط عليهم ليظهروها!" يعني الاستيلاء على أموال السوريين.

طلب من وزير أن يصرّح ضدّ ما يؤمن به​

ومن قصص تدخل بشار الأسد باقتصاد البلاد، قبل أن يفرّ إلى روسيا، كان الدكتور الجلالي، وزيرا للاتصالات في إحدى حكومات الأسد، وكان رفع أكثر من مذكرة، بضرورة إلغاء ما يعرف برسم التعريف للهاتف الجوال، وبعد عدة مذكرات أرسلها الجلالي إلى بشار الأسد، لضرورة إلغاء هذه الرسوم، اتصل أشخاص من القصر الجمهوري وقالوا له: "الأسد يقول لك لا ترسل مذكرات من جديد. هذا الموضوع يجب تطبيقه، وعليك أن تخرج على الإعلام، للتحدث عن فوائد تطبيقه!"
يذكر أن آخر رئيس وزراء في عهد نظام الأسد، كشف في حواره المطول لمنصة "مزيج" الكثير من التفاصيل الهامة المتعلقة بإدارة البلاد والكيفية التي انفرد فيها بشار الأسد بالسيطرة على كل مناحي الحياة، وذلك قبل أن ينتهي عهده، بانهيار شامل على جميع المستويات، أدى إلى سقوطه وفراره واختفائه عن أعين الجميع، في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...ت-مسؤول-رفيع-هذا-ما-جرى-قبل-اختفاء-بشار-الأسد
 
عودة
أعلى