المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 77,414
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


رغم الذعر والخوف والارتباك الذي خلقته الهزة الأرضية التي شهدها المغرب ليلة الاثنين 10 فبراير، والتي كانت بحوالي 5.2 درجات على سلم ريختر، أحس بها السكان من مدينة القصر الكبير شمال المغرب، ووصل صداها إلى كل من القنيطرة، سلا، الرباط، والدار البيضاء، ورغم الذكرى الأليمة لزلزال الحوز التي عادت بسرعة البرق إلى أذهان المغاربة فور شعورهم بالهزة الأخيرة، إلا أنه وسط كل ذلك، وجدت الابتسامة طريقها إليهم، بعدما عاشوا في غمرة الخوف، مواقف طريفة، تقاسموها فيما بينهم حالما مرت اللحظات الأولى للزلزال، دون أضرار أو خسائر.
تعرفوا معنا على الوجه الطريف والمضحك لردود فعل المواطنين أثناء شعورهم بزلزال العاشر من فبراير.

تعبيرية عن زلزال - آيستوك
هل هو مس من الجن أم هجوم عصابة يحكي زكريا، وهو شاب بمنتصف العشرينيات، يعيش عازبا في مدينة القصر الكبير، وهي المدينة التي شعر سكانها بشكل كبير بالهزة الأرضية، (يحكي) لموقع العربية.نت أنه كان يجري اتصالا هاتفيا مع صديقه وهو مستلق على سريره، قبل أن يشعر بهزات قوية وكأن سقف غرفته سيسقط أو أن سريره سيهوي به، في أقل من جزء من الثانية، وحتى قبل أن يستوعب، خيل له أنه قد أصيب بمس من الجن وأنه دخل في حالة من الصرع، قبل أن يطرد هذه الفكرة من عقله، ليعتقد ربما أن عصابة ما تحاول اقتحام بيته وقتله، يقول زكريا وهو يقهقه بصوت عال" تزاحمت كل هذه الأفكار في عقلي في أقل من رمشة عين، قبل أن أستوعب أن الأمر يتعلق بزلزال، فحملت مفاتيحي وغادرت شقتي في الطابق الخامس، ولم أسترجع أنفاسي إلا وأنا خارج العمارة محاطا بالجيران الذين هرعوا إلى الخارج وهم يصرخون".
وفي الوقت الذي يتذكر فيه زكريا ما حدث له بسخرية، تحدثت إلى الموقع، سمية، من الرباط، وهي أم لثلاثة أطفال، تقول إنها كانت نائمة حين ضرب الزلزال، غير أن زوجها كان لا يزال مستيقظا، وحين شعر بالهزة الأرضية أيقظها بسرعة، وحين غادرت شقتها، عوض الهرب نحو خارج العمارة، شرعت في طرق أبواب جيرانها لإخبارهم بحدوث الزلزال، فيما كانت مرتدية ثياب نوم شفافة، تضيف وهي تضحك بخجل "لم أشعر بنفسي، فقد قفزت من سريري نحو الباب، ثم أردت إنقاذ الجيران، لم أفطن لما كنت أرتديه، وفور تلاشي بعض من الخوف، تفاجأت بلباسي الشفاف، فاختبأت في سيارتي لمدة 3 ساعات، وريثما خلا الشارع من الأهالي الخائفين".
النوم أحلى وسط الزلزال
إذا كان البعض قد جافاه النوم فور شعوره بالزلزال الذي ضرب المغرب حوالي الحادية عشرة والنصف من مساء يوم الاثنين، وخوفا من هزات ارتدادية، فإن الشابة العشرينية العزباء، وهيبة، التي تعيش بمفردها في شقتها بمدينة تمارة، لم تكتثر مطلقا للزلزال، حيث تحكي بهدوء لموقع العربية أنها أحست بالهزة، ولم تغادر سريرها، وحافظت على هدوئها، وفور تأكدها من انتهائها، نامت قريرة العين دون خوف أو هلع. وتابعت: في صباح اليوم الموالي وجدت الآلاف من المكالمات الفائتة من الأهل والأصدقاء الذين انشغلوا عليها، فيما كانت هي تغط في نوم عميق.ويبدو أن وهيبة ليست الوحيدة التي فضلت النوم على النجاة بحياتها، فالحاجة مليكة من الدار البيضاء تقول إنها فوجئت بردة فعل زوجها، حين حاولت إيقاظه بعد شعورها بالهزة الأرضية، لكنه فضل النوم، ناهرا إياها قائلا "دعيني أنام".
زلزال على المباشر
كذلك، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو لمؤثرين أو نشطاء كانوا بصدد البث المباشر، قبل أن تحدث الهزة، فرصد المعلقون ردود أفعالهم التلقائية، فيما أثر الخوف والهلع على قدرة بعضهم على الكتابة، حيث نشرت إحدى المؤثرات عبر تقنية الستوري تدوينة تحمل أخطاء إملائية غيرت معنى الجملة، ما عرضها لعاصفة من السخرية والتنمر، حيث قالت "حسيتو بالزلال" وهي تقصد الزلزال، في وقت تعني كلمة "الزلال" بالعامية المغربية، المتحرش".
ناصر جبور، سيد الزلازل
في كل مرة تحدث هزة أرضية، كيفما كانت درجة قوتها، يحضر اسم ناصر جبور، مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، الذي يقدم المعلومة الصحيحة للرأي العام، حول درجة قوة الهزة، وبؤرتها وتردداتها وتوقيتها المضبوط.غير أننا في موقع العربية، سألنا جبور عن كيفية تعامله الشخصي أثناء وقوع أي زلزال، وكيف تكون ردات فعله، ليجيب في حديثه إلى الموقع أنه يتعامل بكل الحمولة المعرفية والتقنية التي راكمها، مشبها نفسه بالجهاز، حيث يحاول على الفور تجميع المعلومات الكافية حول الوضع". وتابع مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، أحاول في نفس الوقت أن أعالج الموقف علميا وتقنيا، وأجمع الإجابات لأنني أعرف مسبقا تساؤلات المواطنين الذين تكون أفكارهم مشوشة، ولديهم معرفة تقنية بسيطة"
وتابع "في البداية، وفور إحساسي بالهزة، أفكر بالاحتمالات، ولكن من الضروري اللجوء إلى الأجهزة".
ولفت جبور إلى أنه كلما وقعت هزة أرضية، إلا وهجم عليه أفراد عائلته الذين يحاصرونه بالأسئلة، لكنه لا يشفي غليلهم، ويفضل التوجه مباشرة إلى المعهد للرد على أسئلة المواطنين، وهكذا، اعترف جبور أنه في هذه الحالات يفضل أن يطمئن المواطنين".
وبخصوص لجوئه لإجراءات الوقاية والسلامة من الزلازل، كشف المتحدث نفسه في حديثه مع موقع العربية، أنه قام بنفسه ببناء بيته، بمعايير مضادة للزلازل، وبالتالي أكثر مكان يشعر فيه بالأمان على أسرته هو بيته، وأسر في نفس الوقت، أنه يحز في نفسه كلما خرج إلى الشارع، ولاحظ كيف أن بعض البنايات لا تحترم المعايير، متخيلا مصير الناس في حال وقوع الزلزال".
وروى جبور أنه خلال عام من التدريب قضاه في اليابان، عاش ثلاث زلازل كبرى، غير أن أيا منها لم يؤثر في البنايات. وأضاف أنه في إحدى المرات، وأثناء حدوث واحد من أقوى الزلازل هناك، لم يشعر إن كانت العمارة التي تواجد بها آنذاك، مازالت قائمة أم أنها منهارة، خصوصا أنه لم يتمكن حتى من الجلوس على الكرسي، فصدمته قدرة تلك البنايات على مقاومة الزلازل".
للإشارة فقد تسببت الهزة الأرضية التي ضربت المغرب مساء يوم الاثنين 10 فبراير في هلع بين صفوف سكان الشمال، خاصة في مدينتي القصر الكبير ووزان، كما وصل تأثيرها إلى الرباط والدار البيضاء، ووفق المعهد الوطني للجيوفيزياء فمركز الزلزال، الذي وقع على عمق 20 كيلومترا، سجلت في جماعة بريكشة التابعة لإقليم وزان، شمالي المملكة، دون تسجيل خسائر مادية أو بشرية.
وأعاد التوقيت الذي حدثت فيه الهزة الأرضية إلى أذهان المغاربة، كارثة زلزال الحوز الذي وقع في سبتمبر 2023، بقوة 6.8 درجة، والذي أودى بحياة أكثر من 2900 شخص، وألحق أضرارا بالبنية التحتية الحيوية جنوبي مراكش.
المصدر: https://www.alarabiya.net/north-afr...م-الخوف-من-الزلزال-مواقف-طريفة-عاشها-المغاربة