ما الجديد
منتدى الصحراء للدفاع و الأمن

سجل حسابًا مجانيًا اليوم لتصبح عضوًا! بمجرد تسجيل الدخول، ستتمكن من المشاركة في هذا الموقع عن طريق إضافة مواضيعك ومنشوراتك الخاصة، بالإضافة إلى التواصل مع الأعضاء الآخرين من خلال صندوق الوارد الخاص بك

مقالة قصة "الفول المدمس" أشهر طبق على مائدة المصريين في رمضان

المراسل الآلي

عضو مميز
المشاركات
52,003
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الدولة
مصر
c6a1e93d-b83f-4604-ad1e-50bff8870fe0_16x9_1200x676.jpg

c6a1e93d-b83f-4604-ad1e-50bff8870fe0_16x9_1200x676.jpg

"الفول المدمس" الوجبة الرسمية للمصريين التي يتم تناولها بشكل شبه يومي على مائدة الإفطار طوال العام، وطبق أساسي في السحور خلال شهر رمضان الكريم.
طبق "الفول المدمس" استخدمه المصريون القدماء كبديل للبروتين، ويعد الأكلة الشعبية الأولى في مصر التي تقدم بأكثر من طريقة مختلفة، ولكنها تعتمد بشكل كامل على حبوب الفول الممزوجة بعصير الليمون وبعض التوابل مثل الملح والكمون.
واعتاد المصريون القدماء على تسوية الفول في قدر كبيرة، كانت تصنع في البداية من الفخار، ثم النحاس، إلى أن أصبحت تصنع من الألومنيوم حتى وقتنا الحالي.
وكان المصريون القدماء يضعونه في قدور بها ماء، ثم توضع هذه القدور في رماد الفرن، وتظل به مدة إلى أن ينضج ثم يؤكل مدمسا والمكان الذي يسوى فيه الفول يعرفه المصريون بالمستوقد.
فول مدمس - آيستوك

فول مدمس - آيستوك

تسمية "الفول المدمس"​

أما أصل كلمة "مدمس" فهي تشير إلى الطريقة التي ينضج بها الفول، وهي دفنه في الوقود والرماد، فالفول المدمس تعني بالمصرية القديمة "الفول المدفون" وأصلها "تمس" وحرفت بالعربية إلى مدمس.
وفي رواية أخرى يقال إن رجل يوناني يدعى "ديموس" كان يعيش في مصر القديمة، وكان يمتلك أحد الحمامات العمومية، تلك التي كانت تحتوي خلفها دائماً على مستودع لحرق القمامة من أجل تسخين المياه في الحمام.
وفكر ديموس في يوم من الأيام في استغلال تلك الحرارة الناتجة عن حرق المخلفات والقمامة في تسوية الفول، فقام بوضع قدرة الفول في القمامة المشتعلة حتى تنضج، وبالفعل كانت النتيجة مبهرة، الأمر الذي انتشر بين المصريين وقتها، وأطلقوا على تلك الطريقة في تسوية الفول "مدمس" نسبة للخواجة "ديموس".
تعبيرية عن السحور - آيستوك

تعبيرية عن السحور - آيستوك

مصرية الفول المدمس​

من جانبه قال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، في تصريحات صحافية أن المصريين عرفوا الفول كنبات وزرعوه ووصفوه في بردياتهم وعلى جدران المعابد، لكنهم في البداية لم يستخدموه كغذاء للإنسان، وإنما كان علفا للحيوانات، وكانت زراعته مفيدة للتربة.
وأضاف شاكر أن تاريخ الفول المدمس في مصر يعود إلى عصر الأسرات الأولى، حيث عثر العالم "شفينفورت" على بذوره في أحد قبور الأسرة الثانية عشرة، كما ظهرت في مدينة طيبة خلال عصر الدولة الحديثة.
وتشير الأوراق الطبية القديمة مثل "إيبِرس" و"هاريس"، إلى الفول بأسماء مختلفة مثل "أوربت" و"أور" و"أوري فور".
وأضاف كبير الأثريين أن أصل تسمية الفول "مدمس" مشتق من الكلمة المصرية القديمة "مدس" التي تعني "مدفون"، ويعود ذلك إلى طريقة طهي الفول في العصور القديمة، حيث كان يُدفن في الأرض لفترة طويلة قبل طهيه، كما يرجع إلى طريقة طهيه المُعقدة، حيث يُنقع ويطهى على نار هادئة لفترات طويلة.
وعُثر على بذور الفول في مواقع أثرية مثل سقارة وكوم أوشيم من العصر اليوناني الروماني، كما تُظهر نقوش مقبرة رخيمي رع، وزير تحتمس الثالث، تسلمه كميات من الفول والعسل لخزانة معبد آمون.
وتابع أن الرسوم القديمة تُظهر العمال وهم يقدمون قرابين الفول ويكدسونها في "كومة"، كما تشير بعض النقوش إلى هرس وغربلة الفول.
فول مدمس - آيستوك

فول مدمس - آيستوك

قدرة الفول وأنواعه المختلفة​

وأكد كبير الأثريين أن "القدرة" كلمة مصرية قديمة تعود أصولها إلى اللغة القبطية، حيث اشتقت من كلمة "هيدرا"، التي تعني "بلاص" أو "جرة" أو "قدر".
في اللغة العامية المصرية، لا تزال كلمة "القدرة" متداولة على ألسنة الكثير في اللغة العامية المصرية، حيث يُقال "قدرة الفول" للدلالة على وعاء طهي الفول.
طبق الفول المصري الشهير بنكهات جديدة

وللفول أنواعه الكثيرة، لكن المدمس يفوق سائر الأنواع شهرة وشعبية، وقد أورد العلامة أحمد أمين في موسوعته "قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية" طريقة صُنع الفول المدمس الذي يلقى رواجًا كبيرًا في ليالي الشتاء وشهر رمضان المبارك.
ويقول العلامة علي الجندي في موسوعته "قُرة العين في رمضان والعيدين"، إن الفول المدمس من الأطعمة الأساسية، ويشترك في أكله الفقراء والأغنياء؛ لرُخص ثمنه، وقيمته الغذائية الكبيرة، حتى إن العامة يسمونه "مسمار الضلعة"؛ به يُصلب المصريون طولهم طوال اليوم.
وأبدع المصريون في تحضير طبق الفول، ولكل طريقته في التحضير؛ ففي القاهرة نشأ طبق الفول بالزيت والليمون والكمون والفول بالزبدة أيضا، والإسكندرانية يفضلون الفول بالبصل والطحينة وزيت الزيتون، وخرج من الدلتا طبق الفول بالطماطم والكزبرة وطاجن الفول بالبيض، وفي دمياط يقدم الفول بالحمص، وكعادة الصعايدة الذين يفضلون الأكل الثقيل فحضروا الفول بالزيت الحار وبالصلصة والشطة، وبالثوم.

انتقاله للدول العربية​

ومن مصر انتقل الفول المدمس إلى باقي الدول، ففي "السودان" يُطلق عليه "حبيب الشعب"، ويتم تناوله بعد إضافة البصل والبهارات والطماطم، وأيضًا اللبن الرائب، بالإضافة إلى إعداده كوجبة رئيسية تسمى "البوش" وفيها يتم وضع الخبز فوقه كالفتة.
ووصل الفول إلى السعودية عن طريق الحجاج المصريين، وانتشر بين أهالي الحجاز بشكل كبير، وانتشر في باقي مناطق المملكة ليكون وجبة رئيسية على الإفطار في رمضان.

رواية تكذب مصرية الفول​

إلا أن هناك رواية تكذب مصرية الفول، وأن مصر القديمة ليست هي صاحبة الحق الحصري في أصله حيث قالت الموسوعة الشاملة "إنسيكولوبيديا" عبر موقعها الإلكتروني إن علماء التاريخ كانوا قد عثروا على أقدم بقايا للفول المدمس في فلسطين، في الفترة من (6800 إلى 6500 قبل الميلاد) في العصر الحجري الحديث.
ولكن بعد هذه الفترة، عثر على بقايا أثرية للفول المدمس تعود لعام 3000 قبل الميلاد، في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وأوروبا الوسطى، حيث كان طعامًا شائعًا لدى العديد من حضارات البحر المتوسط والشرق الأدنى، بما في ذلك الحضارة المصرية والرومانية واليونانية، بجانب نباتات البازلاء، والعدس، والحمص.
ولكن بحسب كتاب "الآثار - شفرة الماضي.. اللغز والحل" للدكتور خالد عزب، يعد الفول من أهم البقول التي عرفها قدماء المصريين منذ عصر الأسرات الأولى، وعُثر على بذوره في أحد قبور الأسرة الثانية عشرة، وفي طيبة من عصر الدولة الحديثة عثر على بذور الفول في قبور بسقارة وكوم أوشيم من العصر اليوناني الروماني، وهي محفوظة في المتحف الزراعي بمنطقة الدقي بمحافظة الجيزة المصرية.

المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...الفول-المدمس-أشهر-طبق-على-مائدة-سحور-المصريين
 
عودة
أعلى