المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 33,745
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
في السودان، حيث تُخرس القذائف صرخات البشر، تتكشف مأساة غير مرئية، معاناة نفسية تكتم أنفاس الملايين، ولا تجد لها صدى أو ملاذًا. إنها أزمة تتجاوز أرقام الضحايا وأطلال المدن لتصبح مرآة مأساوية لأرواح مثقلة بعبء الحرب.
طبيب نفسي لكل 2.5 مليون شخص
ومع تفاقم هذه المأساة، تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن السودان يملك طبيبًا نفسيًا واحدًا فقط لكل 2.5 مليون شخص، في وقت تعاني فيه البلاد من نقص حاد في عدد الأطباء النفسيين بسبب الهجرة والنزوح. في ظل هذه الظروف القاسية، يبقى السؤال الأهم: كيف يصبح الوضع بالنسبة لأولئك الذين يعانون من صدمات نفسية عميقة؟ كيف يمكنهم الحصول على الدعم في وقت تكاد الخدمات الطبية النفسية أن تكون غير موجودة؟أزمة نفسية توازي الحرب
وتتجلى هذه المعاناة في العديد من القصص الحية التي توضح حجم الأزمة. ففي مدينة كسلا بشرق السودان، تم رصد حادثة مؤلمة لرجل في حالة اضطراب نفسي شديد، يقف وسط الشارع، يهشم السيارات في تعبير يائس عن الألم الذي يعتصره. هذا المشهد ليس حادثًا عابرًا، بل هو جزء من معاناة متواصلة لآلاف السودانيين الذين أصبحوا أسرى الضغوط النفسية جراء النزوح المستمر والفقدان المستمر. تصبح بذلك الجراح النفسية جزءًا أساسيًا من الصراع الذي يدور بعيدًا عن مرأى الحرب نفسها.رصد للمعاناة النفسية
وفي حديثها عن الوضع النفسي، أكدت إحدى المختصات بوزارة الصحة السودانية لـ"العربية.نت" أن الوضع في السودان أصبح كارثيًا، خصوصًا مع تفاقم الأزمات الإنسانية والنزوح الداخلي. مشيرة إلى أن البلاد بحاجة ماسة إلى المزيد من الأطباء النفسيين والمؤسسات المتخصصة التي يمكنها تقديم العلاج النفسي للفئات الأكثر تأثرًا. وفي هذا السياق، كان لابد من التذكير بأن المرضى النفسيين في السودان غالبًا ما يكونون معزولين عن العلاج، ويعيشون في حالة من التهميش والعزلة، رغم الجهود المستمرة من قبل بعض الجهات لتقديم الدعم النفسي. لكن في النهاية، يتطلب الواقع استجابة أكبر وأسرع.جراح الروح.. هل من علاج؟
رغم هذا الواقع المؤلم، بدأت بعض المبادرات تظهر في محاولة لتوفير الدعم النفسي من خلال العيادات المتنقلة والبرامج التوعوية. ومع ذلك، تظل هذه الجهود بعيدة عن تلبية احتياجات الملايين من السودانيين المتضررين. فحتى مع هذه المبادرات، يبقى الوصول إلى العلاج النفسي الفعّال بعيدًا عن متناول الكثيرين. كما أضافت إحدى الأطباء العاملين في المناطق المتضررة أن هذه الجهود، رغم أهميتها، لا تزال تفتقر إلى الموارد اللازمة لتوسيع نطاق الدعم بشكل فعّال.مدير إدارة الصحة النفسية توضح
وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة هيام إبراهيم، مسؤولة الصحة النفسية بوزارة الصحة السودانية، في حديثها لـ"العربية.نت"، أن الصدمات النفسية والاكتئاب والخوف والقلق، خاصة لدى الأطفال، قد أصبحت من أكثر الاضطرابات النفسية تفشيًا بين السودانيين بعد اندلاع الحرب.المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...الصمت-في-السودان-جراح-لا-تندمل-وصراخ-بلا-صدى-