مقالة نائب رئيس أميركا يترنح بحفل التنصيب!

[المراسل الآلي]

في خضم فترة الحرب الأهلية، شهدت الولايات المتحدة الأميركية خلال شهر نوفمبر 1864 الانتخابات العشرين بتاريخها. وبهذه الانتخابات الفريدة من نوعها بتاريخ البلاد، لم تشارك جميع الولايات بالتصويت الشعبي حيث استثنيت الولايات الجنوبية التي كانت قد أعلنت استقلالها على إثر انتخاب أبراهام لينكولن رئيسا عام 1860.
إلى ذلك، مثل الرئيس المنتهية ولايته، الجمهوري والمنتمي لحزب الوحدة الوطنية الذي تأسس خلال الحرب الأهلية للم شمل الجمهوريين والديمقراطيين المعارضين للكونفدرالية، أبراهام لينكولن أوفر المرشحين حظا حيث حظي الأخير بشعبية كبيرة بالولايات الشمالية بفضل موقفه حول مسألة العبودية وقيادته للبلاد ضمن فترة الحرب الأهلية.

لوحة دعائية تجسد مرشحي حزب الوحدة الوطنية

انتخاب لينكولن وجونسون​

ومع صدور النتائج، حقق مرشح الوحدة الوطنية أبراهام لينكولن فوزا سهلا حيث تفوق الأخير على منافسه الديمقراطي الجنرال جورج ماكليلان (George B. McClellan). فبالتصويت الشعبي، تفوق لينكولن بفارق قدّر بحوالي 4 ملايين صوت. وبالمجمع الانتخابي، نال لينكولن 212 صوتا بينما حصل منافسه ماكليلان على 21 صوتا فقط.
من جهة ثانية، وقع اختيار حزب الوحدة الوطنية على السياسي أندرو جونسون (Andrew Johnson) لمرافقة أبراهام لينكولن، كنائب رئيس، بالسباق الرئاسي. إلى ذلك، عرف أندرو جونسون مسيرة سياسية مرموقة حيث تقلد الأخير مناصب هامة فعين كحاكم لولاية تينيسي قبل أن يصبح خلال الحرب الأهلية حاكما على نفس الولاية كما كان في السابق قد شغل منصب نائب بمجلس النواب وعضو بمجلس الشيوخ عن ولاية تينيسي.
وفي الأثناء، أثار أندرو جونسون العديد من الانتقادات والشكوك حوله بسبب تصرف غريب أقدم عليه. فخلال حفل التنصيب وأداء القسم، ظهر أندرو جونسون أمام الحاضرين سكيرا وتصرف بشكل غريب.

من 3

• 
• 
• 

(3 صور)
صورة لأندرو جونسون
أندرو جونسون عام 1870
صورة لأبراهام لينكولن

جونسون بحالة سكر خلال حفل التنصيب​

قبل نحو شهر من حفل التنصيب، عانى أندرو جونسون من أعراض مرضية غريبة، كانت شبيهة بالحمى، جعلته طريح الفراش لوهلة. وخلال تلك الفترة، اعتاد الأخير على شرب الكحول. وعلى الرغم من تحذيرات بعض أطبائه، اتجه أندرو جونسون للسفر نحو العاصمة واشنطن لحضور حفل التنصيب وأداء القسم متجاهلا تداعيات مثل هذه السفرات المرهقة على صحته.
بالعاصمة واشنطن، قضى أندرو جونسون الليلة الفاصلة بين يومي 3 و4 مارس 1865 بنزل. حسب كتابات ابن نائب الرئيس السابق هانيبال هاملين (Hannibal Hamlin)، أبدى أندرو جونسون حالة من القلق والتوتر قبل التوجه نحو حفل التتويج. وأملا في تخفيف حالة التوتر وأعراض الحمى التي عانى منها، عمد أندرو جونسون لشرب ثلاثة كؤوس من شراب الويسكي (Whisky) في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا يوم 4 مارس 1865.
حسب تقارير صحافية عديدة بتلك الفترة، صعد أندرو جونسون على المنصة، قبل أداء اليمين الدستورية، عند مبنى الكابيتول وكانت آثار السكر واضحة عليه. وعلى إثر ذلك، ألقى الأخير خطابا غير مفهوم تلعثم خلاله وكرر العديد مما قاله سابقا طيلة 20 دقيقة مثيرا بذلك حالة من السخرية والقلق بين الحاضرين. وعقب نهاية خطابه الغريب، أعلن أندرو جونسون استعداده لأداء القسم.
وأمام هذا الوضع الذي أثار حالة من الحيرة بصفوف أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، لم يحرك الرئيس أبراهام لينكولن ساكنا وظل يراقب نائبه منتظرا نهاية هذ العرض الغريب.
بعد مضي نحو 40 يوما عن حفل التنصيب، توفي أبراهام لينكولن عقب تعرضه لعملية اغتيال. وعلى إثر ذلك، تولى نائب الرئيس أندرو جونسون منصب الرئيس ليصبح بذلك الرئيس السابع عشر بتاريخ البلاد.

المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2024/11/15/نائب-رئيس-أميركا-يترنح-بحفل-التنصيب-