المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 52,197
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


من أجل الحد من الظواهر الاجتماعية والاضطرابات التي قد يعاني منها الطلبة الجامعيون، استحدثت الجزائر مراكز للمساعدة النفسية داخل الجامعات.
أتى ذلك في وقت كشف فيه مختصون ارتفاع خطر المخدرات والصدمات الاجتماعية والعاطفية وغيرها من الأمراض التي تتطلب مرافقة نفسانية مستمرة لتجاوزها.
ورغم أن قرار تعزيز الوقاية الصحية والنفسية في الوسط الجامعي، جاء من خلال استحداث عيادات نفسانية بتاريخ آذار/ مارس 2019، غير أن تجسيده وتعميمه ميدانيا تطلب سنوات قبل أن يدخل حيز التنفيذ.
إنشاء مراكز مساعدة
فقد أمرت وزارة التعليم العالمي والبحث العلمي نهاية الأسبوع الماضي، بإنشاء وتسيير مراكز المساعدة النفسية في المؤسسات الجامعية، لمعالجة الاضطرابات النفسية للطلبة.أما الهدف فـ "معالجة الاضطرابات النفسية التي قد يتعرض لها بعض الطلبة داخل المحيط الجامعي والصعوبات التي قد يواجهونها في الاندماج على مستوى الإقامة الجامعية أو خلال فترة الامتحانات، على أن تسير من طرف أساتذة باحثين في علم النفس أو والأرطفونيا".

جاء ذلك في وقت ارتفعت فيه بعض الآفات الاجتماعية داخل الوسط الجامعي، حيث كشفت دراسة صادرة بداية السنة الحالية، أنجزها المركز الوسيط لمعالجة الإدمان الجهوي بقسنطينة (شمال شرقي الجزائر) عن تزايد عدد حالات الإدمان في الوسط الجامعي وتعاطي مخدر الكوكايين، إذ ذكرت الطبيبة المعالجة بالمركز ليلى بوعلام، استقبال ما يعادل 1142 مدمنا إلى غاية شهر سبتمبر 2024.
"صدمات عاطفية"
من جهته أوضح البروفيسور المختص في الصحة النفسية والأستاذ الأكاديمي الجامعي أحمد قوراية، أنّ "فكرة استحداث عيادات للطب النفسي في الجامعة خطوة ضرورية، رغم أنها جاءت متأخرة نوعا ما". وقال لـ"العربية.نت" "لقد طالبت في بداية الألفية بهكذا مصالح في الجامعة، مثلما طالبت باستحداثها في الأطوار الدراسية الثلاثة (ابتدائي، ومتوسط وثانوي)، لأنَّ التلميذ أو الطالب الجامعي بحاجة ماسة إلى مرافقة نفسية طيلة مشواره الدراسي".وعن الأخطار النفسية التي تهدد الطالب الجامعي، ذكر قوراية أن "العديد من الاضطرابات والأمراض تهدد الصحة النفسية للطالب الجامعي. بداية أولا من الانتقال من الطور الثانوي إلى الطور الجامعي، حيث يحاول الشاب أن يُكَونَ شخصيته ويتموقع في المحيط الجديد، وهذا البحث عن الذات بدوره قادر على أن يسبب اضطرابا نفسيا لديه، خاصة إن لم تكن هناك مرافقة نفسية لحمايته".
كما أشار أيضاً إلى عامل آخر وهو "المراهقة المتأخرة التي قد تتزامن مع التحاق الطالب بالجامعة، وهي أخطر من المراهقة العادية، حيث يضطرب سلوك صاحبها".

جامعة الجزائر
مخدرات واضطرابات نفسية
أما داخل الوسط الجامعي، "فيعاني الطالب من عدة اضطرابات نفسية، مثل الصدمات العاطفية في حال دخل في علاقة تنتهي بالفشل، ما يمكن أن يؤثر على شخصيته ودراسته وتسوء الأوضاع بالنسبة إليه على جميع الأصعدة"، حسب الأستاذ الجامعي.كما أشار إلى أنه من المخاطر كذلك "المخدرات التي تفتك بالشباب ومنهم الطلبة الجامعيون، الذين يتجهون إليها إما بسبب الأمراض النفسية أو تسبب هي بدورها الأمراض النفسية، ومن تأتي الحاجة إلى العيادات النفسية التي تخلق التوازن النفسي للطالب".
وختم موضحا أنه من إيجابيات المرافقة النفسية "تمكين الطالب من التركيز على دراسته، والنجاح في مساره العلمي بما يخلق منه مواطنا ناجحا، ففي النهاية الاستثمار في الموارد البشرية أنجح استثمار".
المصدر: https://www.alarabiya.net/north-afr...زائر-بخطر-انتشار-المخدرات-والاضطرابات-النفسية