المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 33,870
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
نقل المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، إبراهيم رضائي، بعض الحديث الذي دار بين أعضاء اللجنة والمرشح لمنصب وزير الخارجية، عباس عراقجي، الاثنين، حيث قال عراقجي إنه لا فرق بين "الميدان العسكري والساحة الدبلوماسية"، وذلك خلافا لرئيس خارجية إيران السابق، جواد ظريف، الذي كانت يشتكي من تدخل العسكر وبالتحديد الحرس الثوري في شؤون وزارة الخارجية.
وحسب رضائي، أكد عراقجي أيضًا أن نظرته الكونية هي نفسها عندما كان عضوا في الحرس الثوري الإيراني وإنها لم تتغير، مشددا على قوله: "أنا لست عضوا في عصابة نيويورك".
يذكر أن الإشارة إلى "عصابة نيويورك" لا علاقة لها بالفيلم الروائي "عصابات نيويورك" من إخراج الأميركي مارتن سكورسيزي وبطولة ليوناردو دي كابريو ودانييل دي لويس وكاميرون دياز، ولكن هذه التسمية تستخدم في أدبيات السياسة الإيرانية للمتشددين في إيران، وتطلق على مجموعة من المسؤولين الإيرانيين الذين عاشوا ودرسوا في الولايات المتحدة قبل الثورة الإيرانية، وانتقلوا بعد ذلك للعمل في ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ولأول مرة، استخدمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، هذا الاسم علناً منذ عدة سنوات.
ويشرح الخبير في شؤون إيران والميليشيات الموالية لها، جابر رجبي، التفاصيل حول "عصابة نيويورك" لـ موقع "العربية": "يُعتبر صادق خرازي، شقيق صهر علي خامنئي والممثل الرسمي لإيران في الأمم المتحدة خلال الثمانينيات والتسعينيات، أن التيار الأصولي هو الأب الروحي والمؤسس لـ "عصابة نيويورك"، ومعه وزير الخارجية الإيراني السابق ظريف، حيث يعتقد أعضاء هذه المجموعة أنه يجب على طهران التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بأي ثمن حتى تكون لإيران اليد العليا في منطقة الشرق الأوسط، بما يتيح تصدير الثورة وتوسيع العمق الإستراتيجي للنظام الإيراني، لذا يجب أولاً تحقيق التصالح مع أميركا ثم التحول إلى شريك لها".
ويضيف رجبي: "هذه المجموعة، لا تشمل فقط الأشخاص في نيويورك، بل أيضًا العديد من المسؤولين المؤثرين داخل البلاد، ويدعي بعضهم أنه بدعم من المرشد الإيراني تمكنوا من دعم منظمات مثل نايك للترويج لهم في الولايات المتحدة، وقاموا استقطاب نشطاء سياسيين مؤثرين على الساحة السياسية الخارجية الأميركية بكلفة مالية كبيرة".
من 2
حسن روحاني (أرشيفية من رويترز)
المرشد الإيراني علي خامنئي
فترة "حسن روحاني"
وتابع: "الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، الذي كان يقود مجموعة قوية مكونة من السياسيين والأمنيين، تمكن من إدارة ملفات هامة مثل استصدار القرار 598 لوقف إطلاق النار بين العراق وإيران والمفاوضات النووية، وسلّم السياسة الخارجية للمجموعة التي يطلق عليها خصومها اسم "عصابة نيويورك"، وذلك بالتنسيق الكامل مع خامنئي، بعد أن أصبح روحاني رئيسا للجمهورية في 2013، وحينها كان النظام الإيراني يمر بظروف سيئة للغاية على صعيد علاقاته الدولية، لذا كان التوصل إلى الاتفاق مع العالم ضرورة قصوى، ولم يكن هناك أحد أفضل من النيويوركيين لتحقيق ذلك".وواصل رجبي: "خامنئي أعطى هذه المجموعة حرية كبيرة في التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، بما في ذلك المحادثات المباشرة بين ظريف وووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، ودعوة خبراء أميركيين إلى طهران. وقتها، شهدنا أن هذه المجموعة أي ما يسمى "عصابة نيويورك"، وبالتعاون مع فيلق القدس، تمكنت من تحقيق العديد من أهداف خامنئي".
سقوط عصابة نيويورك
ويوضح رجبي: "لكن بعد وصول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى السلطة، لم تستطع اللوبيات وقوة النيويوركيين تحقيق مطالب خامنئي، وازداد الوضع سوءًا بالنسبة للنظام الإيراني. وفي مثل هذه الظروف، بدأ خامنئي بالابتعاد عنهم بعد أن كان أكبر داعم لهم، ووصف عملهم بالتفاوض مع الأميركيين بـ"المرونة الشجاعة". ولاحقا ألقى خامنئي باللوم على النيويوركيين على خلفية انسحاب ترامب من الاتفاق النووي ومن جانب آخر، بدأ الحرس الثوري بإلقاء القبض على بعض أعضاء هذه المجموعة، مثل عضو الفريق المفاوض النووي، دري أصفهاني، والذي اتهم بالتجسس".من 2
الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي
وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف - فرانس برس
رئاسة رئيسي وتهميش النيويوركيين
ويعتقد الخبير الإيراني أنه في فترة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، تم تهميش النيويوركيين الذين كانوا يسيطرون على وزارة الخارجية الإيرانية، وتم تعيين أفراد في الوزارة لديهم صلات قوية مع فيلق القدس ذراع التدخل الخارجي للحرس الثوري الإيراني. وأصبح حسين أمير عبد اللهيان، وزيرا للخارجية وهو لعب لسنوات طويلة دور حلقة الوصل بين فيلق القدس ووزارة الخارجية الإيرانية. ولقي عبد اللهيان مصرعه مع رئيسي في سقوط مروحية.وحسب رجبي، "الآن نشهد تناقضا كبيرا؛ حيث يدير المرشد شخصيا الوضع بحيث تصل حكومة إصلاحية إلى السلطة لإعادة بناء صورة النظام في الداخل والخارج، لكنه في الوقت نفسه لا يريد المرشد أن يعود ظريف والنيويوركيون مرة أخرى إلى ساحة السياسة الخارجية، لذا يحرص على الحفاظ على البنية الحالية الحالية في الوزارة، والمفارقة هنا تظهر بوضوح عندما تأتي حكومة إصلاحية إلى السلطة بدعم من المرشد وتوجيه من ظريف وروحاني، لكن خامنئي لا يريد أن يكون لهما دورا حاسما على الساحتين الخارجية والداخلية".
ويرى رجبي أن الحرس الثوري أيضا قلق بشأن سعي الحكومة الجديدة لتقليص نفوذه ودوره في السياسة الخارجية وخاصة فيما يتعلق بالسياسة الإقليمية، حيث يعتمد الحرس الثوري على السفارات والبعثات الدبلوماسية في تحقيق أهدافه الإقليمية، فيما بدا ترشيح عراقجي، الذي أكد بأنه ليس من أعضاء "عصابة نيويورك"، وسبق أن خدم في الحرس الثوري الإيراني ويثق به فيلق القدس وبيت خامنئي، للخارجية بمثابة رسالة من حكومة مسعود بزشكيان تفيد بأن السياسة الإقليمية والدولية لن تبتعد عن المرشد والحرس الثوري.
التخوف الكبير والأولويات
وأكبر مخاوف طهران وخامنئي هو عودة ترامب إلى البيت الأبيض مرة أخرى، لذا فان الأولوية الأهم في السياسة الخارجية الإيرانية هي شراء الوقت في الملف النووي لمنع تدهور الوضع الداخلي نتيجة للعقوبات والحؤول دون إصدار قرار جديد يؤثر على بيع النفط، المصدر الرئيسي لتحسين الاقتصاد والوضع المعيشي، حسب رجبي.ويشير الخبير الإيراني إلى أن الأولوية بشأن القضايا الإقليمية، هي تعزيز الجماعات الوكيلة والتأثير على الدول المحيطة بإيران، ويريد خامنئي والحرس الثوري أن تعمل الأجهزة الدبلوماسية كذراع خارجية لهما وتكون بالكامل في خدمة أهدافهما، لذا هم قلقون من أن عودة ما تسمى بـ "عصابة نيويورك" إلى السلطة وتغير الأولويات، وفي هذا السياق يمكن تفسير محاولة تهميش ظريف ودفعه للاستقالة وإبعاد العديد من الشخصيات القريبة منه في هذا السياق.
المصدر: https://www.alarabiya.net/iran/2024...-نيويورك-التي-تبرأ-منها-المرشح-لخارجية-ايران-