المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 63,635
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


تُعَد قوات الفضاء الأميركية أحدث فروع الجيش الأميركي، وقد أُنشئت بهدف حماية المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في الفضاء. ورغم حداثة عهدها، تعد مهامها كثيرة. وبينما تبقى تفاصيل كثيرة من عملياتها طي السرية، فإن دورها المتنامي يعكس الأهمية المتزايدة للفضاء كمجال جديد للصراعات الجيوسياسية.
وفي هذا السياق، يقول هاريسون كاس، المحلل البارز في شؤون الدفاع والأمن القومي، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست"، إنه على الورق، تُكرّس قوات الفضاء الأميركية للدفاع عن المصالح الأميركية في الفضاء. وتحديدا، تتولى قوات الفضاء حماية الأصول الفضائية، وغالباً ما تكون أقماراً اصطناعية، وضمان حرية العمليات في الفضاء، ومراقبة الحطام الفضائي وتطوير تقنيات الحروب الفضائية.
وترك تأسيس قوات الفضاء الأميركية في عام 2019، رغم أنه اعتُبر تطوراً إيجابياً للأمن القومي الأميركي، بعض المواطنين في حالة من الحيرة. إذ لم يفهم الكثيرون الفرق بين قوات الفضاء ووكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، التي تستكشف الفضاء منذ خمسينيات القرن الماضي.
ويقول هاريسون كاس إن الفرق الجوهري بين الكيانين هو أن "ناسا" وكالة مدنية تركز بشكل واضح على استكشاف الفضاء والبحث العلمي وتطوير التكنولوجيا. أما قوات الفضاء الأميركية، فهي فرع عسكري يركّز بشكل صريح على حماية المصالح الأميركية في الفضاء.

تجربة صاروخية قادتها قوات الفضاء الأميركية في كاليفورنيا في 2021
ويقدم هاريسون كاس نظرة أقرب على هذه الفروقات بين الجهتين الحكوميتين المعنيتين بالفضاء. ويقول إنه على الرغم من أن وكالة "ناسا" تُدار من قبل الحكومة الأميركية، فإنها وكالة مدنية وليست فرعاً من فروع الجيش.
والسبب الذي يجعل بعض الأشخاص يخلطون بين مهمة "ناسا" الاستكشافية ومهمة قوات الفضاء الأميركية ذات الطابع الدفاعي، هو أن "ناسا" تأسست في ذروة الحرب الباردة، كرد فعل على النشاطات السوفييتية خارج الغلاف الجوي للأرض. علاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن "ناسا" وكالة مدنية، فإن برامجها غالباً ما تكون قريبة من الطابع العسكري. ففي السنوات الأولى من سباق الفضاء، كانت "ناسا" تستخدم طيارين عسكريين حصرياً في مهماتها التجريبية، مثل ألان شيبارد وجون جلين ونيل أرمسترونغ وباز ألدرين، وجميعهم كانوا في الخدمة العسكرية الفعلية في وقت إنجازاتهم في الفضاء.
لكن، من حيث المبدأ، كانت مهمة وكالة "ناسا" تتعلق بمساعٍ سلمية، وتحديداً اكتساب المعرفة العلمية. لذلك، ركزت برامج "ناسا" دائماً على تطوير مركبات فضائية جديدة، وإجراءات جديدة للرحلات الفضائية، وإجراء الأبحاث على كواكب أخرى، وتصوير المجرات، وما إلى ذلك.
وتُعد برامج "ناسا" الأكثر شهرة مثل "أبولو" و"سبيس شاتل" و"مارس روفر" وتلسكوب "جيمس ويب"، برامج علمية موجهة لجميع أفراد الأسرة، وتُدرّس للأطفال في المدارس، وغالباً ما تُعرض باعتبارها من أعظم الإنجازات العلمية للبشرية.
أما قوات الفضاء الأميركية، فهي بالتأكيد ليست وكالة مدنية، بل فرع من فروع الجيش، إلى جانب الجيش البري والبحرية، وسلاح الجو ومشاة البحرية وخفر السواحل.
وبحسب موقع "سبيس إنسايدر"، هناك عدة طرق تنفذ بها قوات الفضاء مهمتها، "إحداها ببساطة المراقبة والانتظار، باستخدام أنظمة قائمة على الأرض وأخرى في الفضاء لتعقّب الأجسام في المدار". وتشمل هذه الأجسام حطاماً فضائياً وأقماراً اصطناعية وصواريخ، وربما مركبات فضائية معادية.
ويضيف الموقع: "من المهام الأخرى لهذا الفرع توفير الاتصالات العسكرية من خلال عدة أساطيل من الأقمار الاصطناعية المصممة خصيصاً لهذا الغرض، بالإضافة إلى الحفاظ على نظام الملاحة العالمي (جي. بي. إس). كما أن عدة أقسام من (قوات الفضاء) مكرّسة للعمليات الفضائية الدفاعية والهجومية".
وطبيعة هذه العمليات، بطبيعة الحال، سرية للغاية. لكنها لا تشمل قتالاً مدارياً يتضمن انفجارات، لأن ذلك من شأنه أن يخلف سحباً من الحطام المداري الشبيه بالشظايا، ما يهدد الأقمار الاصطناعية الأميركية نفسها. بل إن الهدف هو "إعماء وإسكات الأقمار الاصطناعية المعادية باستخدام أسلحة إلكترونية"، بحسب الموقع. كما أن قوات الفضاء منخرطة في عمليات حرب إلكترونية (سيبرانية).
لكن هذه القوات لم تتجاوز عامها الخامس بعد، ويُرجّح أن تكون مهمتها لا تزال في مراحلها الأولية. ويمكن اعتبار التوسع المتواصل في ميزانيتها، الذي تجاوز بالفعل ميزانية "ناسا"، مؤشراً على اتساع نطاق وتعقيد مهامها في السنوات المقبلة.
المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...نفصلة-عن-ناسا-ماذا-تفعل-قوات-الفضاء-الأميركية