ما الجديد
منتدى الصحراء للدفاع و الأمن

سجل حسابًا مجانيًا اليوم لتصبح عضوًا! بمجرد تسجيل الدخول، ستتمكن من المشاركة في هذا الموقع عن طريق إضافة مواضيعك ومنشوراتك الخاصة، بالإضافة إلى التواصل مع الأعضاء الآخرين من خلال صندوق الوارد الخاص بك

مقالة لعبة التنافس على تشاد بين روسيا والغرب.. من سيفوز؟

المراسل الآلي

عضو مميز
المشاركات
33,734
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الدولة
مصر
0ea45bd3-aab0-4aa0-ba9a-ebfb443847e1_16x9_1200x676.png

0ea45bd3-aab0-4aa0-ba9a-ebfb443847e1_16x9_1200x676.png

لا تتوانى تشاد عن اقتناص الفرص للاستفادة من الصراع المحتدم بين الغرب وروسيا بإفريقيا، ولا تفوت أية مناسبة لتحقيق أهدافها من التنافس بين القوى الراغبة في نفوذ أكبر خاصة بغرب ووسط إفريقيا.
وفي سبيل ذلك فهي تتبع سياسة اللعب على الحبلين واستغلال الظروف الإقليمية المتعلقة بحرب السودان واستضاف آلاف اللاجئين السودانيين وما يحدث في النيجر ومالي من تنامٍ لنفوذ موسكو، ثم ما نتج عن سقوط نظام بشار الأسد وحاجة روسيا الى مقر جديد لقواتها بإفريقيا.

الاقتراب على ابتعاد​

يرى المراقبون أن التنافس الروسي الغربي يصب في صالح تشاد التي تجيد الاقتراب والابتعاد في نفس الوقت والتأني في أوقات عديدة، فهي لم تختر الذهاب بأقصى سرعة إلى المعسكر الروسي بالتعاقد الكامل مع موسكو كما فعلت دول مجاورة لها، ولا هي قطعت كامل الود مع فرنسا والغرب.
ولعل خصوصية التي تحظى بها تشاد وسط محيط إقليمي عرف انقلابات وحروب وصراعات، فيما هي احتفظت إلى حد ما باستقرارها وتماسكها رغم الأزمة التي خلفها مقتل رئيسها السابق إدريس ديبي عام 2020، هذه الخصوصية هي التي جعلت البلاد قادرة على إحداث توازن في علاقاتها بين المعسكرين وتحديد توجهها في كل مرحلة حسب الهدف الذي تتوخاه من كل طرف، حتى حجم التنازلات لم يكن كبيرا بل إن تشاد وقفت الند للند في الكثير من الأحيان مع حلفائها وشركائها الغربيين.
الخارجية التشادية تعلن إنهاء اتفاق التعاون الدفاعي مع فرنسا بعد 66 عاما

في هذا الصدد يقول الباحث السياسي عيسى نداو إن "العديد من المراقبين يلحظون أن هناك فروقا جوهرية بين تشاد وغيرها من دول وسط وغرب إفريقيا فيما يخص تفاعلها مع مستجدات المنطقة، فهي من جهة حريصة على لعبة التوازنات وأيضا المصالح التي ستجنيها من كل طرف".
ويشير في حديثه لـ "العربية.نت" إلى أنه حتى حين قررت تشاد إنهاء تعاونها العسكري مع فرنسا لم تقم بطرد القوات الفرنسية كما فعلت مالي أو إرغام السفير الفرنسي على الرحيل كما فعلت النيجر، بل إنها اتخذت القرار على خلفية استيائها من عدم انخراط القوات الفرنسية المتواجدة بتشاد في الحرب على الإرهاب، وفي إطار يسمح لها بإعادة التوازن في علاقاتها العسكرية مع شركاء آخرين يستجيبون لمصالحها بشكل أفضل من دون أن تتخلى عن الشراكة الاستراتيجية مع باريس.
ويضيف "كما أنها لم تقطع علاقاتها بفرنسا إرضاء للروس... ولم تصل العلاقات الفرنسية التشادية إلى مستوى القطيعة حتى الآن، ما يفتح الباب أمامها لإعادة تشكيل تحالفاتها الإقليمية والدولية بالشكل الذي يرضيها وأن تكون لها حرية الاختيار خاصة في ظل تنامي حضور لاعبين جدد في المنطقة".

تشاد مختلفة عن دول الساحل​

يشير الباحث إلى أن ما يجري من تطورات في علاقة تشاد بفرنسا ينطبق على علاقات تشاد عامة مع جل دول الغرب، فلا هي قطعت علاقاتها معهم أو طرد قواتهم، هذا مع الأخذ في عين الاعتبار أن تشاد مرتبطة عسكريا وأمنيا بمستعمرها السابق فرنسا أكثر من دول الغرب.
ويؤكد أن تشاد لم تكن تحت النفوذ الفرنسي مثل بقية دول الساحل، وأن قرارها وقف التعاون العسكري مع فرنسا جاء بسبب عدم رضاها عن مستوى تعاون القوات الفرنسية معها في ملفات أمنية وعسكرية حساسة، حيث لم تقدم لها القوات الفرنسية الدعم الكافي في مواجهاتها الأخيرة مع الحركات الإرهابية وهو ما دفع الرئيس محمد ديبي إلى الخروج بتصريح يؤكد فيه أن الاتفاق العسكري مع فرنسا لم يجلب أي فائدة كبيرة لتشاد في التعامل مع الهجمات الإرهابية.
ويرى الباحث أن سعي تشاد إلى التوازن في علاقاتها الخارجية مطلوب خاصة أنه يأتي منسجما مع الحراك الشعبي في جل دول غرب ووسط إفريقيا، ويقول "تجيد تشاد استغلال المواقف تارة بإثارة شبح روسيا للحصول على ما تطلب من الغرب وتارة أخرى بالتهديد بتعليق الأنشطة العسكرية ثم التراجع عن القرار لاحقا كما حدث في قرار اتخذت تشاد بالتعليق الفوري للأنشطة العسكرية الأميركية في قاعدة "أدجي كوسي" الجوية، قبل عودة عن القرار لاحقا".

تشاد حلقة أساسية​

كانت الطائرات المقاتلة الفرنسية، قد غادرت تشاد في العاشر من الشهر الجاري بعد إعلان تشاد إنهاء الاتفاقيات الأمنية والدفاعية التي كانت تربطها بفرنسا، وهذه هي الخطوة الأولى في انسحاب الجيش الفرنسي من تشاد بعد أكثر من 60 عاما من التعاون العسكري.
وقدمت القوات الجوية الفرنسية الدعم للقوات التشادية، وكانت تتمركز بشكل شبه مستمر منذ الاستقلال عام 1960، حيث تعمل على تدريب وتأهيل العسكريين التشاديين. كما قدمت الطائرات الدعم الجوي لوقف المتمردين الذين يسعون للاستيلاء على السلطة بتشاد.
وكانت تشاد حلقة أساسية في الوجود العسكري الفرنسي في إفريقيا، وتشكل آخر موطئ قدم لباريس في منطقة الساحل، بعد انسحابها من مالي ثم بوركينا فاسو فالنيجر.
أما روسيا التي تسعى جاهدة للسيطرة بشكل كامل على منطقة الساحل فقد تدخلت بالفعل من خلال قوات شبه عسكرية في أربع دول متاخمة لتشاد هي النيجر وإفريقيا الوسطى وليبيا والسودان، إضافة إلى دولتين بالساحل الإفريقي هما مالي وبوركينافاسو.

المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-world/2024/12/18/لعبة-التنافس-على-تشاد-بين-روسيا-والغرب-من-سيفوز
 
عودة
أعلى