المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 56,744
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
أحد الشاغلين منصبا مهما في مصر القديمة، كان معروفا باسم "حامل الصندل" الخاص بالملك، فقد كانوا يصنعونه من ذهب أو مطليا به، وفقا لما استنتجه علماء مما عثروا عليه من آثار الدولة التي كانت "الصنادل" مصنوعة لشعبها من ورق البردي، أو سعف النخل أو الجلد، أو حتى الخشب المطلي بلون أبيض.
وبرغم أهميته، إلا أن استخدام الصندل لم يكن واسع الانتشار في مصر الفرعونية، بل في المناسبات، لأن معظم الناس بمن فيهم الأطفال كانوا حفاة إجمالا. أما النخبة، فاستخدمته علامة للتميز، في حين كان للملك رمزا للهيبة والحياة الأبدية، وكان الكهنة ملزمين بانتعاله في جميع الأوقات، امتثالا للشعائر، لذلك كانت له أدوار مهمة وارتباط وثيق، حتى إن كلمة "شبشب" التي يشير بها المصريون إلى الصندل، أصلها فرعوني، بحسب ما ذكرت "العربية.نت" في تقرير نشرته في ديسمبر 2016 وقالت فيه إنها من "سب سويب" ومعناها مقياس القدم.
وكما ذكر المؤرخ اليوناني هيرودوت، فإن الكهنة كانوا "يرتدون فقط ملابس من كتان وأحذية من ورق البردي" وممنوع عليهم ارتداء أي نوع آخر من الملابس، بحسب ما ورد بتقرير نشرته مجلة "ناشونال جيوغرافيك" في عددها الأخير، وقالت فيه إن الدولة كانت تقدم للعاملين بالمقابر الملكية "صنادل من القصب" فيما كان المتنقلون يحملون صنادلهم بأيديهم، أو يربطونها في عصا يتكئون عليها في مشيهم.
كما اكتسب الصندل بعدا جنائزيا، بحسب ما تؤكد توابيت ظهرت عليها نعال من الفترة بين 2160 إلى 2055 قبل الميلاد، وتم ذكرها بنصوص جنائزية زمن المملكة الوسطى، أي 2055 إلى 1650 ق.م، مع عبارة للمتوفى تقول له: "خذ نصيبك، ملابسك وصنادلك" وهي رمزية نجد أعلى تعبير لها في المدافن الملكية، حيث يتم تزويد المومياوات بنعال ذهبية، أو بأغطية ذهبية على أصابع اليدين والقدمين.
وكانت هذه الممارسة تهدف إلى ضمان بأن يتمكن الملك، بعد وفاته وتحوله إلى أوزوريس، من التمتع بالحياة الآخرة بكامل أناقته. وبرغم أنها لم تكن عملية بسبب صلابتها ووزن الذهب، إلا أنها قلدت بأمانة النماذج المستخدمة في الحياة، حيث كان اختيار الذهب استجابة لقيمته الرمزية "ولأنه أبدي وإلهي" وتدعم الأدلة الأثرية هذا التقليد بوضوح، ففي 1916 تم اكتشاف مقبرة زوجات تحتمس الثالث الأجنبيات: منحت، ومنوي، ومرتي،. وبرغم نهبها في عصور قديمة، إلا أنها لا تزال تحتفظ ببعض معدات الدفن، بينها الكثير من الصنادل وأغطية أصابع القدم الذهبية.
توت عنخ آمون والأربعين صندلاً
ومن الاكتشافات الرمزية الأخرى مقبرة "توت عنخ آمون" التي قام البريطاني هوارد كارتر، بالتنقيب فيها، وعثر على 40 صندلاً مصنوعة من مواد مختلفة مثل الجلد والبردي والقصب، وأخرى مصنوعة من ذهب انتعلتها مومياؤه، وسجل كارتر في مذكراته أن كل إصبع تم لفه بشكل منفصل وتغطيته بأغماد ذهبية قبل التضميد.
صندل مع أغطية ذهبية للأصابع، ورسم لكيف كانوا يصنعونه
واستمرت عادة دفن الفراعنة مع صنادلهم الذهبية في العصور اللاحقة أيضا، ففي المقابر الملكية الخاصة بالأسرتين 22 و23 اكتشف "بيير مونتيه" أن الفرعونين بسوسنس الأول وشيشنق الثاني، تم دفنهما وهما ينتعلان هذا النوع من الصنادل. وكانت لصنادل بسوسنس شفرات مثلثة ملحومة معا مع انحناء نحو الأمام.
ولم تقتصر الأهمية الاجتماعية للصنادل على وظيفتها الطقسية. إن نص الحكمة القديم الذي أعاد "ناشيونال جيوغرافيك" قراءته، والذي يحمل عنوان "نصائح الحكيم إيبوير"، يلخص قيمته الرمزية في عبارة صريحة: "من لا يملك الصنادل ليس سيداً يجمع الثروة". حتى الزوج المتواضع كان كافياً للإشارة إلى الحالة الاجتماعية.
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page...-مهما-بمصر-القديمة-وتسميه-بأصله-الفرعوني-للان