المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 34,725
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
يحتفل الناس في كل العالم سنوياً بدخول العام الميلادي الجديد عبر إطلاق الألعاب النارية وغير ذلك من المظاهر ابتهاجاً بقدوم العام الجديد، فيما كان المصريون القدماء قبل آلاف السنين يحتفلون بالعام الجديد بطرق مختلفة، بما في ذلك إقامة الأعياد، وتقديم الهدايا، وتعريض تماثيل الآلهة لأشعة الشمس حتى تتمكن من "التجدد"، بحسب الاعتقادات التي كانت سائدة لديهم آنذاك.
وبحسب تقرير نشره موقع "لايف ساينس" العلمي المتخصص، واطلعت عليه "العربية.نت"، فإن المصريين القدماء كانوا يحتفلون أيضاً بالعام الجديد عبر إقامة احتفالات كبيرة بالقرب من أهرامات الجيزة.
وفي حين كانت بعض تقاليدهم مماثلة لتقاليدنا اليوم، كانت لديهم تقاليد أخرى مختلفة، من بينها إقامة "مهرجان العام الجديد" المعروف باسم (Wepet Renpet) أو "افتتاح العام"، ويتضمن في الواقع بعض التقاليد التي لا تزال تُمارس حتى اليوم، مثل تقديم الهدايا للأصدقاء والعائلة الذين قدموا تحيات العام الجديد. لكن بعض العادات كانت فريدة من نوعها في ثقافتهم، وعلى سبيل المثال، كان المصريون القدماء يخرجون صور الآلهة من المعابد حتى تتمكن من التجدد بأشعة الشمس، وفقاً لمعتقداتهم.
وكان لعيد "ويبت رينبت" تميز رئيسي آخر، وهو تغير تاريخه بمرور الوقت، وفي بعض الأحيان كان يتم الاحتفال به عدة مرات في السنة، حيث يشير أحد السجلات المثيرة للاهتمام إلى أنه لفترة من الوقت، احتفل المصريون بثلاثة من هذه المهرجانات في عام واحد.
أهرامات الجيزة
وكان التقويم المصري يحتوي على 365 يوماً في السنة، لكنه لم يكن يحتوي على "سنة كبيسة"، وهي السنة التي نشهدها حالياً مرة واحدة كل 4 سنوات.
وقال خوان أنطونيو بلمونتي، الباحث في معهد الفيزياء الفلكية في جزر الكناري، والذي كتب على نطاق واسع عن نظام التقويم في مصر القديمة، إن عدم وجود سنة كبيسة يعني أنه بمرور الوقت "تجول ويبت رينبت عبر الفصول المناخية".
وأوضح بلمونتي أنه عندما تم إنشاء التقويم المصري منذ حوالي 4800 عام، كان "ويبت رينبت" قريباً من الانقلاب الصيفي (الذي يحدث في 21 يونيو). وهذا قريب من الوقت الذي يحدث فيه الفيضان السنوي لنهر النيل في مصر. وكان الفيضان السنوي يروي الأراضي الزراعية المجاورة، مما يسمح للمحاصيل بالنمو. وبحلول بداية المملكة الوسطى (حوالي 2030 إلى 1640 قبل الميلاد) وقع مهرجان "ويبت رينبت" بالقرب من الانقلاب الشتوي في ديسمبر.
من احتفالات الفراعنة
كما كان المصريون القدماء يحتفلون برأس السنة الجديدة عدة مرات، حيث يقول ليو ديبويت، الأستاذ الفخري في علم المصريات والآشوريات في جامعة براون: "في معبد خنوم (المعروف أيضاً باسم معبد إسنا)، الواقع جنوب الأقصر (طيبة القديمة)، يوجد تقويم منقوش على الحائط به ثلاثة مهرجانات ويبت رينبت في غضون عام واحد.
كما كتب ديبويت في ورقة بحثية عام 2003، نُشرت في مجلة مركز الأبحاث الأميركي في مصر، أن تاريخ التقويم يعود إلى وقت ما بين منتصف القرن الأول ومنتصف القرن الثالث الميلادي، عندما حكمت الإمبراطورية الرومانية مصر.
وفي الورقة، فسر ديبويت التقويم على أنه يكشف عن أن مهرجانات "ويبت رينبت" كانت تُقام في اليوم الأول من السنة التقويمية، وفي عيد ميلاد الإمبراطور الروماني.
وكتب ماساشي فوكايا، وهو باحث مستقل، في أطروحة دكتوراه، أن احتفالات المصريين القدماء كانت تشمل عبادة الآلهة وتذكر الموتى.
وعلى سبيل المثال، أقيمت الاحتفالات بجوار أهرامات الجيزة لأن النصوص من المعابد في الجيزة وسقارة أطلقت على "ويبت رينبت" اسم مهرجان مهم، كما قال بلمونتي.
وكتب سيمون كونور، عالم الآثار في المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، أنه خلال "وييت رينبت" كانت التماثيل التي تصور الآلهة "تُخرج إلى ضوء النهار من أجل تجديدها بواسطة أشعة الشمس". وقال كونور إنه في بعض الأحيان، كانت التماثيل تُستبدل بأخرى جديدة خلال الاحتفال.
وذكر فوكايا أن ليلة رأس السنة الجديدة تضمنت أيضًا أعياداً، وفقاً لمشاهد على بعض المقابر المصرية القديمة. وشملت عادة أخرى وهي تبادل الهدايا التي تتمنى لشخص ما عاماً جديداً سعيداً.
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2024/12/28/كيف-كان-المصريون-القدماء-يحتفلون-بالعام-الجديد