المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 37,250
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
بعد التطورات المفاجئة التي شهدتها سوريا خلال الأيام الماضية، إثر انسحاب وحدات الجيش السوري أمام الهجوم المباغت الذي شهدته مدينة حلب لأول مرة منذ سنوات، عقب سيطرة "هيئة تحرير الشام" وفصائل مسلحة عليها، أبدت دول عربية وإقليمية عدة تخوفها من تجدد الصراع في سوريا وخطورته الكبيرة على دول المنطقة والإقليم.
فيما عبرت مصر عن قلقها البالغ إزاء الأحداث المتصاعدة على الأراضي السورية، وما له من تداعيات سلبية على الأمن القومي المصري والعربي، خصوصا أن هذه الأحداث تأتي في ظل واقع ملتهب إقليميا ما بين حرب إسرائيلية على غزة ولبنان، وتوقعات باتساع رقعة الصراع لتشمل دولا أخرى بالمنطقة.
مزيج معقد من التحديات
في هذا الصدد يقول اللواء أركان حرب محمد رفعت جاد، المتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية في تصريحات خاصة لـ "العربية.نت" و"الحدث نت"، أن الأزمة السورية خلقت مزيجاً معقداً من التحديات الأمنية والإنسانية والسياسية التي أثرت على كل دولة في المنطقة، فاستقرار سوريا يمثل أهمية استراتيجية لمصر التي تسعى للحفاظ على وحدة الدول العربية ومنع التدخلات الخارجية التي قد تُهدد أمن المنطقة ككل.ويتابع الخبير المصري، أن الدولة المصرية تبنت سياسة متوازنة تجاه الأزمة السورية عقب ثورة 30 يونيو، في إطار إدراكها أن أمنها القومي واستقراره يبدأ من سوريا والتزامها التاريخي بسلامة الأمن القومي العربي، وركزت الرؤية المصرية على أولوية الحل السياسي للأزمة وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254 على أن تكون خصوصية هذا الحل هي مخرج لتوافق سوري/سوري.
فصائل سورية مدعومة من أنقرة (فرانس برس)
رؤية مصر تجاه الأزمة في سوريا
كما جاء في رؤية مصر رفض التدخلات الخارجية في الشأن السوري وضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، مع الدعوة إلى خروج كافة الميليشيات المسلحة المتواجدة على الأراضي السورية باعتبارها الخطوة الأساسية للقضاء على ذرائع الجماعات المسلحة في التواجد بسوريا، وكذلك تحقيق مصالح وتطلعات الشعب السوري، مؤكدا لقبول العديد من القوى الإقليمية والدولية للرؤية المصرية في التعامل مع الأزمة وتفهمهم لأهمية الدور المصري في سوريا وطبيعته.وأشار اللواء محمد رفعت، إلى أن الأحداث في سوريا لها تأثير مباشر وغير مباشر على الأمن القومي المصري، رغم البعد الجغرافي النسبي بين البلدين سواء من خلال خطر الإرهاب أو توازن القوى الإقليمي أو التداعيات الاقتصادية والسياسية، حيث ترى مصر في سوريا دولة محورية في المنطقة وأي تغييرات جذرية فيها تُلقي بظلالها على التوازنات الإقليمية التي تؤثر على المصالح المصرية.
تأثيرات الأزمة على المصالح المصرية
وبهذا الشأن تطرق الخبير المصري إلى عدة محاور، أهمها خطر الإرهاب مؤكدا أن الأزمة السورية أفرزت واحدة من أخطر التنظيمات الإرهابية في التاريخ الحديث وهو تنظيم داعش الذي سيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق، حيث واجهت مصر بالفعل محاولات تسلل من عناصر متطرفة قادمة من مناطق الصراع السوري إلى سيناء ونجحت في القضاء عليها، إضافة إلى التأثير على توازن القوى الإقليمي من خلال تنامى الدور الإيراني في سوريا ولبنان عبر حزب الله، والذي يؤثر على توازن القوى في المنطقة ويؤدى لإضعاف النظام العربي التقليدي.وأردف اللواء رفعت، أن التدخل التركي في شمال سوريا بدعوى مكافحة الأكراد يثير القلق بسبب تأثيره على التوازن الإقليمي، كما يعكس طموحات أوسع لأنقرة قد تمتد إلى محاولات للعب دور أكبر في المنطقة قد يتقاطع مباشرة مع المصالح المصرية.
غاز شرق المتوسط
تأثير الأزمة على الأمن البحري والطاقة
هذا بالإضافة إلى التأثير على الأمن البحري والطاقة، حيث تقع سوريا في منطقة شرق المتوسط الغنية بالغاز الطبيعي، ومصر تُعد لاعباً رئيسياً في منتدى غاز شرق المتوسط، لذلك فإن استمرار حالة عدم الاستقرار في سوريا قد يعيد تشكيل التحالفات في المنطقة مما قد يؤثر على المشاريع المصرية للطاقة في البحر المتوسط.كما أن أزمة اللاجئين لها تأثير اقتصادي، فرغم أن مصر لم تستقبل عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين مقارنة بدول الجوار السوري إلا أن وجود حوالي 500,000 لاجئ سوري في مصر يحمل أبعاداً أمنية واقتصادية، فضلا عن ارتباط الملف السوري بالملف الفلسطيني، فموقع سوريا الاستراتيجي بالقرب من إسرائيل يجعل أي استقرار أو عدم استقرار في سوريا مرتبطاً بالقضية الفلسطينية، ومصر كونها لاعباً رئيسياً في القضية الفلسطينية ترى أن التدخلات سواء الإقليمية أو الدولية بالقرب من الجولان المحتل قد يغير قواعد اللعبة الإقليمية.
المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...-تهدد-تطورات-سوريا-أمن-مصر-تفاصيل-يكشفها-خبير