المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 52,072
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


فتحت بريطانيا ذراعيها مرة لفيتنامي، وصل اليها طفلا، بالكاد عمره 6 سنوات، فاحتضنته ومنحته حق اللجوء وبعد عشرات السنين تنبّه ضميره، واستيقظ ليعترف بأنه خطط للقيام بخيانة فظيعة لبلده بالتبني، عبر التخطيط لقتل مئات الأشخاص بتفجير انتحاري يستهدف مطار بريطانيا الأكبر، وقتل كثيرين فيه بشظايا مغموسة بسم الفئران، وهذه قصة "Minh Pham" البالغ 42 حاليا.

قام، أب لطفلين
كل شيء بدأ حين أصدر فرع تنظيم "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية، تعليمات إليه بتعبئة جهاز متفجر بشظايا تم نقعها بسم الفئران "لتعظيم الموت والدمار" واستهداف صالة الوصول في مطار "هيثرو" الشهير خلال مواسم الأعياد، وفقا لما تلخص "العربية.نت" تقريرا عن قصته، تشرته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية بعددها اليوم الأحد، وقيه أن التفاصيل الكاملة للخطة المروعة لم تخرج إلى النور إلا بعد أن حصل FBI الأميركي على أدلة جديدة من "لابتوب" تم العثور عليه في اليمن.

أنو العولقي قتلته في 2011 طائرة أميركية بدون طيار
كانت في "اللابتوب" لقطات فيديو للفيتنامي "فام" المقيم بمنطقة New Cross في جنوب شرق لندن، وظهر فيها بصنع ويفجير قنبلة تجريبية مخبأة في حقيبة ظهر. كما عبّر في مقطع آحر عن رغبته بالاستشهاد وحرّض الآخرين "الذين يعيشون وسط العدو" على القيام أيضا بهجمات.
صورته

من رسالته الى القاضي
ويقول ممثلو الادعاء في ملفات المحكمة الأميركية، إن "فام" يظهر في الفيديو وهو يقوم أيضا بتشغيل صواعق للتفجير متنوعة، وعلى ظهره حقيبة، ويبتسم عندما ينشط الضوء الأخضر "والذي يعني عشرات، أو مئات القتلى.. "كما كانت في "اللابتوب" وثيقة بعنوان "تعليماتك" من 6 صفحات، يشبعه فيها أنور العولقي، المولود في الولايات المتحدة وزعيم فرع "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية، بالنصائح، وهو يقوم شخصياً بكيفية تنفيذ الهجوم المقرر شنه في 2011 ذلك الوقت، مع نصيحة رئيسية منه بخلط مكونات القنبلة بالسم.
وفي الشهر الماضي، حكم قاضي منطقة في نيويورك على "فام" الأب لطفلين من زوجته المعلمة في مدرسة ابتدائية، بالسجن 44 عاما في سجن أميركي شديد الحراسة بعد إقراره بالذنب في تهم عدة تتعلق بالإرهاب. وكان ذلك كما نهاية لدراما دامت 15 عاما، امتدت عبر 3 قارات، وخلفت وراءها أسرة مفككة.
أهل القارب
مينه فام، المولود في 1983 بفيتنام مزقتها الحرب، كان بعمر شهر واحد عندما حمله والداه منها بقارب صيد، فرارا إلى هونغ كونغ، وبعد العيش 6 سنوات في مخيم للاجئين بالمستعمرة البريطانية السابقة، رحبت بريطانيا في 1989 بالعائلة التي طلبت اللجوء، ومنحتها منزلًا في جنوب لندن، حيث استقر آخرون من الشتات الفيتنامي، فاشتغل والده كعامل نظافة، وكرست والدته وقتها لتربيته وإخوته الثلاثة الأصغر منه سنا، ممن حصلوا جميعهم في 1995 على الجنسية البريطنية.وقبل الحكم عليه الشهر الماضي، بعث "فام" رسالة مكتوبة بخط يده إلى قاض أميركي، صورتها أدناه، قال له فيها: "لا أستطيع أبدا أن أشكر الشعب البريطاني بما فيه الكفاية لقبول عائلتي وأنا في المملكة المتحدة، وتزويدنا بالرعاية الكاملة والسكن، جنبا إلى جنب مع حقوق مواطنينها"وفق تعبيره.
صورة الرسالة
وبحسب الوارد غي ملفه بالمحكمة الأميركية، فقد التحق بدورة للحصول على درجة جامعية في كلية "رافينسبورن للتصميم والاتصالات" وكان يعيش حياة ملذاتية، فكان يحضر حفلات الموسيقى الصاخبة ويتعاطى القنب وغيره من المخدرات. الا أن كل هذا انتهى في 2004 عندما اعتنق الإسلام، وهو ما لم يرق لوالده، الممارس للشعائر البوذية "والذي قام في نوبة غضب يتمزيق نسخة ابنه من القرآن في احدى المرات" وفق الوارد بأوراق المحكمة..تروي الأوراق أيضا، أن "فام" الذي عمل سابقا في ماكدونالدز، وتزوج في أوائل 2010 أبلغ زوحته، الحامل في ديسمبر ذلك العام بشهرها الثامن، أنه سيقوم برحلة مرتجلة إلى أيرلندا. الا أن ما أبلغها به كان كذبا عليها، لأن سفره كان في الواقع إلى اليمن، حيث انضم إلى فرع "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية.
وفي استجوابات مكتب التحقيقات الفيدرالي، اعترف "فام" أنه تلقى أوامر من أنور العولقي بتنفيذ هجوم انتحاري في مطار هيثرو. كما اعترف بأنه حصل على 5000 إسترليني وجهاز "لابتوب" للمساعدة بالتنفيذ. مع ذلك، زعم أنه وافق على المهمة فقط كـ "خدعة" للعودة إلى عائلته في بريطانيا، ولم يكن ينوي أبدا استخدام أي عنف. ونتيجة لذلك، أصدر القاضي في ذلك الوقت حكما أكثر تساهلا عليه.
وفي مايو 2017 تحديدا، تمكن محققون أميركيون من الحصول على أدلة جديدة من "للابتوب" الذي تم العثور عليه في اليمن، ما سمح لهم بتوجيه اتهامات جديدة ضد "فام" الذي رفض كل من "أف بي آي" ومحامي الدفاع عنه الأسبوع الماضي القول ما إذا كان يملك ذلك الجهاز ذات يوم.
كما احتوى "اللابتوب" على تعليمات دقيقة من العولقي عن كيفية تنفيذ "فام" لهجومه على مطار هيثرو. ونصحه بالبقاء بعيداً عن الأنظار بعد عودته في 2011 إلى بريطانيا، وقال: "لا تفعل شيئا خلال الأشهر الثلاثة الأولى. يجب أن تستهدف موسم عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة". كما قدم تعليمات مفصلة له حول صنع القنبلة، ونصحه بتعبئتها بالشظايا، وكتب قائلا: "يمكنك أن تتخيل هذه العبوة الناسفة البدائية على أنها بندقية تطلق النار في كل الاتجاهات. يمكن أن تكون الشظايا عبارة عن كرات محامل، أو مزيج من الصواميل والمسامير، وللتسميم، انقعها في.. (الباقي محذوف لدواع أمنية) حتى تصدأ ثم أسقطها بمبيد حشري قوي أو سم للفئران"..
أنهت "الصنداي تايمز" تقريرها بالتذكر أن طائرة من دون طيار أميركية قتلت العولقي في 2011 باليمن، وأن "فام" يمضي الوقت في السجن الذي سيبقى فيه 44 سنة، يفكر في مصيره. وبأنه كتب منه في الرسالة إلى القاضي، وقال: "ما فعلته كان خيانة فادحة لبلدي بريطانيا وإساءة فادحة للإسلام وفادحة لأسرتي وللشعب البريطاني"..
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page...نحته-اللجوء-ولما-بلغ-خطط-لتفجير-مطارها-الأكبر