المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 33,870
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
بدأت اليوم الأربعاء أول زيارة خارجية يقوم بها الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان بدعوة من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. وقال سفير إيران لدى بغداد محمد كاظم آل صادق، على هذه الزيارة في حديثه لوكالة أنباء "إيسنا" إن هذه الزيارة تستمر لمدة يومين.
وفي هذه الزيارة سيقوم بزشكيان، بالإضافة إلى اللقاءات الرسمية مع رئيس الوزراء، ورئيس الجمهورية، ورؤساء البرلمان والسلطة القضائية، بالتوقيع على وثائق التعاون المشترك، كما سيعقد لقاءات مع التجار الإيرانيين المقيمين في العراق، وسيقوم أيضا بزيارة بعض المشاريع التي تنفذها الشركات الإيرانية في البصرة، وسيزور إقليم كردستان لزيارة أربيل والسليمانية في شمال العراق.
وصرح عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني فدا حسين مالكي، بأن تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية يأتي ضمن أهداف زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق. وأشار إلى أن إطلاق سراح عضو فيلق القدس محمد رضا نوري، الذي وصفه بـ"أحد المدافعين عن المراقد" والمدان بالضلوع في مقتل مواطن أميركي في العراق، سيكون ضمن محاور النقاش بين الطرفين.
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس في مقابلة مع قناة "الفرات" العراقية، زيارة بزشكيان للعراق "تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين"، على حد تعبيره، مضيفا "نحن سعداء بالإجراءات التي اتخذها العراق ضد الجماعات التي تستهدف إيران من أراضيه، ونحن في تواصل مستمر مع الجانب العراقي بشأن التنفيذ الأمثل للاتفاقية الأمنية التي تم توقيعها في عام 2021".
وذكر سفير إيران لدى بغداد أنه إذا توفرت الظروف المناسبة، سيقوم بزشكيان بزيارة قبور الأئمة الشيعة في كربلاء والنجف، كما أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أن لهذه الزيارة أبعادا أمنية ودبلوماسية واقتصادية.
الأولوية للتعاون الأمني
تأتي زيارة مسعود بزشكيان إلى العراق بعد تنفيذ الاتفاقية الأمنية بين طهران وبغداد في مارس 2023، والتي منحت العراق مهلة حتى 19 سبتمبر 2023 لنزع سلاح الأحزاب الكردية الإيرانية المتمركزة في إقليم كردستان، وإغلاق معسكراتها العسكرية ولكن يبدو أن إيران لا تزال تتوقع المزيد رغم تنفيذ العراق بنود هذه الاتفاقية.ووفقا للمعلومات التي تلقتها إذاعة أوروبا الحرة "راديو فردا" الناطقة بالفارسية من مصادر قريبة من الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض، تم في سبتمبر من العام الماضي إخلاء مقرات الأحزاب الكردية في المناطق الحدودية بالكامل، وذكرت هذه المصادر أن القوات التي كانت متمركزة في تلك المقرات تم نقلها إلى مخيمات تحت إشراف الأمم المتحدة.
وفي 5 سبتمبر، قبل زيارة بزشكيان، تم إخلاء عدد من قوات حزب كومله كردستان إيران من معسكراتها في المناطق الحدودية المشتركة بين إقليم كردستان وكردستان إيران، ونقلت هذه القوات إلى معسكر "سورداش" على بعد 40 كيلومترا من الحدود الإيرانية، كما منحت مهلة للقوات المتبقية من حزب كومله وعائلاتها للانتقال إلى معسكر "سورداش" لغاية العام الميلادي الحالي.
وفي 6 سبتمبر، سلم جهاز الأمن الكردي العراقي في السليمانية "آسايش"، أحد أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، يدعى بهزاد خسروي، إلى السلطات الإيرانية، والذي كان مقيما في السليمانية بإقليم كردستان العراق ويحمل بطاقة لاجئ من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وفي وقت سابق من شهر يوليو، قدمت السلطة القضائية الإيرانية قائمة بأسماء نحو 120 من قادة وأعضاء الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة المقيمين في إقليم كردستان إلى الحكومة العراقية، طالبت بتسليمهم.
ملف الأموال الإيرانية المجمدة في العراق
وفي تقرير نشره موقع "أمواج ميديا" الناطق بالفارسية حول أهداف زيارة بزشكيان إلى العراق، ذكر أن إيران تسعى إلى الوصول بشكل أفضل إلى عائداتها من الصادرات، ولم يتمكن العراق منذ فترة طويلة من سداد ثمن وارداته من الكهرباء والغاز مباشرة إلى إيران بسبب العقوبات الأميركية، وكانت حكومة رئيس الوزراء العراقي السابق الكاظمي قد أعدت خطة لسداد هذه الديون عبر طرق بديلة لتجنب العقوبات، ووفقا للتقارير، حتى منتصف عام 2022، سدد العراق معظم ديونه لإيران، واتخذ خطوات لتسوية ديون بقيمة 800 مليون يورو مستحقة على إيران لتركمانستان.وعلاوة على ذلك، استخدم العراق حوالي 1.2 مليار يورو من أموال إيران المجمدة في بنك التجارة العراقي لشراء سلع لفائدة إيران، ومع ذلك، تم تعليق ذلك خلال فترة رئاسة وزراء السوداني، مما أدى إلى تفاقم ديون العراق، ومن المتوقع أن يتناول بزشكيان هذا الموضوع خلال زيارته ويبحث عن حلول أكثر فعالية.
وتفيد بعض التقارير لا تزال مبالغ ضخمة من عائدات إيران من بيع الكهرباء للعراق مجمدة في البنوك العراقية بسبب العقوبات الأميركية على طهران. وفي وقت سابق، أعلن نائب رئيس غرفة التجارة العراقية، طارق الهاشم الفيهان، أن حجم الأموال الإيرانية المجمدة في البنوك العراقية بلغ 11 مليار دولار، وخلال الأشهر الماضية، جرت عدة جولات من المفاوضات بين إيران والعراق حول كيفية الاستفادة من هذه الأموال.
مسعود بزشكيان في العراق
التعاون الاقتصادي
إلى جانب القضايا الأمنية، من المتوقع أن يكون الاقتصاد موضوعا مهما آخر في زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق، وأحد أبرز المشاريع الاقتصادية بين الجانبين، هو مد سكك الحديد بين مدينة البصرة العراقية ومدينة شلمجة في جنوب غرب الأهواز، حيث تسعى إيران لربط هذا الخط بموانئ سوريا.ووفقا لوسائل الإعلام العراقية، بما في ذلك موقع "السومرية"، من المتوقع أن يناقش بزشكيان والوفد المرافق له التأثير المحتمل لـ"برنامج تطوير العراق" على المعابر الحدودية مع إيران مع المسؤولين العراقيين.
وفي محافظة البصرة، التي تحظى باهتمام دول الخليج العربي، خاصة أن بعض هذه الدول مثل المملكة العربية السعودية، قامت باستثمارات كبيرة في المحافظة، حيث تم توقيع اتفاقية بين العراق والسعودية لإنشاء منطقة حرة مشتركة على الحدود بين البلدين، فقال سفير إيران في العراق لوكالة أنباء "إيسنا": "من المحتمل أن يتم إطلاق عدة مشاريع اقتصادية خلال زيارة البصرة".
وحسب موقع "باس نيوز" العراقي تستهدف إيران الاستحواذ على السوق العراقية بالكامل، إذ أعربت عن سعيها لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 100% حتى عام 2027، لتبلع 20 مليار دولار.
ورغم الحصار الاقتصادي المفروض على إيران، يعد العراق أحد أهم الشركاء التجاريين لإيران، حيث فتح البلدان حسابًا خاصًا لتنمية التبادلات ويريدان زيادة قيمة التجارة الثنائية بنسبة 100٪ إلى 20 مليار دولار بحلول عام 2027، لكن إيران ليست التاجر الوحيد الموجود في السوق العراقية، ولهذا الغرض عليها أن تنافس تركيا، باعتبارها المنافس الأقدم، وحتى الصين والسعودية.
من 2
مسعود بزشكيان في العراق
مسعود بزشكيان في العراق
العراق كوسيط
وترى إذاعة "راديو فَردا" الأميركية أنه في المجال الدبلوماسي، من المتوقع أن تسعى طهران لتعزيز دور العراق كوسيط إقليمي لفائدتها، لا سيما بين إيران والدول العربية الأخرى، حتى الآن، لعب العراق دورا بارزا في تقريب وجهات النظر بين إيران والمملكة العربية السعودية، ووساطة بين إيران وبعض الدول العربية مثل مصر والأردن.ومن بين الخطط المعلنة لمسعود بزشكيان في السياسة الخارجية "تعزيز العلاقات مع دول المنطقة"، وبالتالي من المتوقع أن يستغل هذه الزيارة إلى بغداد لتعزيز العلاقات مع دول المنطقة.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قد حضر حفل تنصيب بزشكيان كرئيس لإيران، وخلال هذه الزيارة، أكد بزشكيان في لقاء مع السوداني على "تعميق وتوسيع العلاقات بين دول الجوار والمنطقة، لمواجهة تدخلات القوى الخارجية في شؤون المنطقة".
السجين الإيراني المحكوم بالمؤبد في العراق
ووفقًا للتكهنات التي تداولتها وسائل الإعلام الإيرانية، قد يتناول بزشكيان خلال زيارته مسألة محمد رضا نوري، المواطن الإيراني، وهو عسكري إيراني من منتسبي فيلق القدس ذراع التدخل الخارجي الإيراني مدان بالضلوع في مقتل مواطن أميركي في العراق.وتصف وسائل الإعلام الإيرانية محمد رضا نوري، تارة بـ"الناشط الإعلامي والثقافي"، و"مدافع المراقد" تارة أخرى، وهي عبارة تطلقها طهران على العسكريين الإيرانيين الذين يقاتلون ضد معارضي الرئيس السوري بشار الأسد، وتم اعتقال نوري في العراق بتهمة الإرهاب بسبب تورطه في مقتل مواطن أميركي في بغداد، واعتقل نوري لمدة 16 شهرا قبل أن يُحكم عليه بالسجن المؤبد في أغسطس الماضي.
وكان محمد رضا نوري قد تم اعتقاله في 23 مارس 2023 مع أربعة مقاتلين تابعين لميليشيات مسلحة مدعومة من إيران في العراق، بتهمة قتل مدرس أميركي يُدعى ستيفن إدوارد ترويل.
العلاقات بين إيران والعراق على مدار عقدين
ويرى أستاذ في معهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية الإيرانية الدكتور علي أكبر أسدي، أن العلاقات بين طهران وبغداد كانت متقلبة بعد غزو العراق وسقوط نظام صدام حسين، مضيفا "بعد احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة في عام 2003، انتهجت إيران سياسة الحياد النشط تجاه الحرب والأوضاع في العراق المحتل، إذ شعرت بالتهديد من الوجود العسكري الأميركي، وكانت غير واثقة من مستقبل العراق السياسي، لكن مع تفكيك الهياكل السياسية والعسكرية والأمنية التابعة للبعث، وتشكل الهياكل الجديدة، بدأت إيران في تشجيع القادة الشيعة على المشاركة في هذه الهياكل الجديدة واللعب بدور رئيسي في العملية السياسية.وتحدث أسدي عن دعم إيران للعراق ضد داعش إلا أنه لم يشر إلى الظروف التي خلقها ظهور داعش للميليشيات الموالية لإيران من خلال تشكيل "الحشد الشعبي" الذي يضم هذه الميليشيات الداعمة لإيران في العراق.
إلا أنه وفقا لأسدي فإن الفترة التي أعقبت عام 2018، دخلت العلاقات بين إيران والعراق مرحلة معقدة وصعبة، في حين كانت الاحتجاجات الشعبية في العراق، خاصة حركة أكتوبر 2019، تحمل طابعا "معاديا" لإيران، فقد أسهمت العقوبات والضغوط التي فرضتها إدارة ترامب في تفاقم التحديات بين البلدين، وعلى الرغم من أن إيران "دعمت العراق" في عدة مراحل، إلا أن تقارب الحكومات العراقية مع إيران، إلى جانب الفساد وسوء الإدارة وبعض المؤامرات الخارجية، أسهم في تعزيز المشاعر السلبية تجاه إيران في الرأي العام العراقي.
يذكر أن هتاف "إيران برا برا" كان الشعار الرئيسي في احتجاجات العراقيين في "أكتوبر 2019" وعكس معارضة المحتجين للفصائل الموالية لإيران في العراق.
ومنذ مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني برفقة أبو مهدي المهندس من قادة الحشد الشعبي وعدد من مرافقيهما في غارة جوية أميركية بطائرة مسيرة استهدفتهم لدى خروجهم من مطار بغداد الدولي في 3 يناير 2020، تحول العراق إلى ساحة لتصعيد التوتر بين طهران وواشنطن، ومن جهتها مارست إدارة ترامب سياسة "الضغط الأقصى" على الوجود الإيراني في العراق.
وتولى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني منصبه في أكتوبر 2022، ممثلاً الفصائل الشيعية خارج التيار الصدري، وبهذا بدأت مرحلة جديدة من العلاقات بين إيران والعراق ولم تعارض إدارة بايدن ذلك، إلى أن اندلعت حرب غزة في 7 أكتوبر على إثر هجوم حماس على إسرائيل، فزادت الضغوط الأميركية على بغداد وزادت التحديات الناجمة عن قيام الميليشيات العراقية الموالية لإيران باستهداف القوات الأميركية من جهة وتراشق بعض الصواريخ نحو إسرائيل.
المصدر: https://www.alarabiya.net/iran/2024...ارة-خارجية-للرئيس-الايراني-الجديد-الى-العراق-