المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 33,745
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
ما إن سقط نظام االرئيس السوري بشار الأسد حتى بدأت الفضائح تتوالى والكشف المتواصل عن جرائم الانتهاكات والقتل الجماعي بحق السوريين، إلا أن الفضائح لم تقتصر وحسب، على كشف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المتورط بها آل الأسد وجيشهم، بل كشفت المزيد من الجوانب الشخصية الغارقة في ملذاتها الخاصة، في الوقت الذي كانت ترسل الجيش لقتل معارضي النظام وتدمير مدنهم وتشريد الملايين منهم ما بين لاجئ ونازح ومفقود ومختف قسرياً.
وإضافة إلى ما تم الكشف عنه من مصانع لإنتاج مخدر "الكبتاغون" في مقارها، وتحت سلطتها وإدارة ضباطها بتوجيه مباشر منها، كشف إعلاميون، لدى دخولهم مقر الفرقة الرابعة التي كان يقودها اللواء ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام الفار بشار الأسد كمية من الوثائق.
كمية كبيرة من الوثائق
وبحسب الفيديو المنشور لدخول مقر قيادة الفرقة، تم العثور على كمية كبيرة من الوثائق تم إتلافها، بآلة مخصصة لهذا العمل.فيما بقيت بعض الوثائق دون أن تتعرض لأي إتلاف، ظهر فيها تفاصيل حقيبة تجسس سرية، ومعها دليل إرشادي يظهر مكان الكاميرا ومكان الميكرفون.
وبحسب صورة دليل المستخدم الذي يظهر لحقيبة التجسس، فإنها كانت في معرض "دراسة فنية" لهذا المنتج، ما يدل على أنه عرض تسويقي تحت الطلب لاستخدامه لأغراض تجسسية.
حقيبة تجسس
وظهر في "الدراسة الفنية" المذكورة المقدمة إلى قيادة الفرقة الرابعة، مكان وضع الميكرفون في الحقيبة، وكذلك مكان وضع الكاميرا.وبحسب الصور الظاهرة في فيديو الإعلاميين، فإن قيادة الفرقة الرابعة كانت تملك وقتاً لإتلاف وثائقها السرية الخطيرة التي تفضح تورطها بجرائم مختلفة، فيما تم الإبقاء على العرض الفني الخاص بحقيبة التجسس، وكذلك البدلة العسكرية الرسمية للواء غسان بلال، يد ماهر الأسد اليمنى، وكاتم أسراره، بحسب منظمة "مع العدالة" غير الربحية والتي تهدف إلى معاقبة مجرمي الحرب ومنتهكي حقوق الإنسان وعدم إفلاتهم من العقاب والمساءلة.
وذكرت "مع العدالة" أن اللواء غسان علي بلال، مدير مكتب الأمن في الفرقة الرابعة، هو اليد اليمنى لماهر الأسد، وأنه كاتم أسراره ووسيطه التجاري.
وذكرت أن بلال المدرج ضمن مجرمي الحرب في جيش الأسد، كان مدير مكتب ماهر الأسد لدى اندلاع الاحتجاجات ضد النظام عام 2011، وكان يشغل مدير مكتب الأمن الخاص في الفرقة الرابعة في ذلك الوقت، وكان برتبة عقيد، حيث أشرف أيضا على ما يعرف بـ"سجن الفرقة الرابعة" الذي تصفه منظمة "مع العدالة" بأنه من السجون المنسية في سوريا.
وتولى غسان بلال، بحسب المصدر المذكور، عمليات تعذيب ممنهجة في سجن الفرقة، وأدت عمليات التعذيب التي أشرف عليها إلى مقتل عدد كبير من معارضي النظام.
ونظراً للارتكابات والجرائم التي تورط فيها بلال، فقد تم إدراجه على لوائح العقوبات البريطانية والأوروبية والكندية.
ويأتي ترتيبه في العقوبات البريطانية في المرتبة 94، فيما يأتي في الترتيب الـ59 في العقوبات الأوروبية، وهو في الترتيب الـ65 في لائحة العقوبات الكندية.
هذا ولا يزال البحث جاريا عن اللواء ماهر الأسد، والذي كانت ارتكاباته وجرائمه تمتد إلى وقت سابق من اندلاع الثورة السورية، فقد قمع في شكل مباشر، بحسب المنظمات الحقوقية الدولية، الانتفاضة الكردية عام 2004، وكذلك قام بارتكاب مجزرة سجن صيدنايا عام 2008.
ويتهم ماهر الأسد بالمسؤولية المباشرة عن جميع الجرائم التي ارتكبتها الفرقة الرابعة، منذ بداية الثورة، ومن قبل أن يكون القائد "الرسمي" للفرقة التي كان مسيطرا عليها بالكامل، وهو برتبة عميد، كما تقول "مع العدالة".
وبحسب التقرير الخاص بماهر الأسد لدى منظمة "مع العدالة"، فإن الوثائق والشهود تؤكد على أن أمر إطلاق النار على المتظاهرين، في منطقة المعضمية في جوار العاصمة السورية، قد تم بأمر مباشر من ماهر الأسد، على ما ورد في تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش في الخامس عشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2011.
ونقلت "مع العدالة" أن الوصف الذي أطلق على ماهر الأسد، إثر الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين منذ عام 2004، كان "المتوحش" نظراً للدموية والوحشية التي اتصفت بها أوامره بقتل السوريين الثائرين على نظام آل الأسد.
ماهر الأسد
ويشار إلى أن ماهر الأسد، وإثر تورطه بارتكاب مذابح بحق أنصار الثورة السورية، وضِع على لوائح العقوبات الأميركية والأوروبية والكندية والبريطانية، لارتكابه مجازر ضد المدنيين عام 2011 في محافظة درعا، جنوب سوريا، ومجازر بحق المدنيين في محافظة ريف دمشق، ومحافظة حمص وسط البلاد، والجرائم التي ارتكبها في محافظة حماة في شهر آب/ أغسطس عام 2011، وكذلك جرائم القتل تحت التعذيب التي راح ضحيتها الآلاف من أنصار الثورة، إضافة إلى جرائم كثيرة "لا تعد ولا تحصى" ارتكبت في عموم الأرض السورية.ويشار إلى أن العثور على اسم "اللواء غسان بلال" على طاولة مكتبه في مقر قيادة الفرقة الرابعة، ينفي الأنباء التي سبق وانتشرت بأنه أعفي من عمله وأحيل إلى التقاعد أو في إقامة جبرية كما أشيع، وتؤكد أن النظام السوري كان يقوم بتسريب متعمد لمثل هذه الأخبار المزيفة، فيما الواقع الذي تم الكشف عنه، بعيد سقوط آل الأسد، كشف هذه الأكاذيب بالجملة.
المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...جسس-وسيرة-قاسم-سليماني-بقيادة-فرقة-ماهر-الأسد