المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 33,745
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
في مشهد مأساوي، أطل الطالب السوداني وصانع المحتوى الرقمي على منصة تيك توك، يسين، ليكشف معاناته بعدما عجز عن إتمام إجراءات التسجيل لامتحانات الشهادة الثانوية للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في السودان قبل 19 شهراً.
ففي لحظات مليئة بالحزن، ظهر الشاب القادم من مدينة ود مدني في ولاية الجزيرة، ليعلن فقدانه الفرصة التي طالما حلم بها، مُعبّراً عن حلم ضائع في ظل ظروف الحرب القاسية.
أوجاع جيل كامل
فيما أثار الفيديو الذي نشره يسين على منصات التواصل الاجتماعي، تفاعلاً واسعاً وسريعاً، مفجراً مشاعر الحزن والتعاطف وسط السودانيين.إذ جسد هذا المقطع صرخة لأوجاع جيل كامل من الطلاب الذين يعانون من نفس الأزمة، حيث تصدعت أحلامهم في التعليم بسبب الأوضاع الأمنية والإنسانية المتدهورة جراء الحرب.
وبينما تفاعل العديد من المتابعين مع الفيديو بتعاطف وحزن، قال أحدهم: "عشرون شهراً من المعاناة والقتل والنزوح أُهدرت فيها أحلام الشباب".
في حين أكد شاب آخر بتعليق على فيسبوك أنه شاهد الفيديو وأحس بمرارة الكلمات التي قالها يسين. وقال: "هو لم يطلب مساعدة، لكنه كان يطلب الأمل في المستقبل.. تلك الكلمات تضع أمامنا مشهداً أكثر مأساوية: جيل من الشباب الذي يعاني من حرمانه من فرصته الوحيدة لتغيير مستقبله بسبب الظروف التي فرضتها الحرب".
طلاب في خطر
لكن معاناة يسين لا تقتصر على كونه حالة فردية بل هو مثال حي على معاناة مئات الآلاف من الطلاب في السودان.فقد حذر العديد من المعلمين وأولياء الأمور من أن إجراء امتحانات الشهادة السودانية في ظل الظروف الحالية سيكون بعيداً عن العدالة والمساواة، فالمناطق التي تعاني من النزوح والحرب تمثل عقبة كبيرة في طريق الطلاب للوصول إلى مراكز الامتحانات.
إذ زادت هذه الفجوة من صعوبة توفير فرص تعليمية متساوية بين الطلاب في مختلف المناطق.
من السودان- فرانس برس
إحصائيات عن الأضرار
ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، فإن أكثر من 90% من الأطفال في السودان فقدوا عاماً دراسياً كاملاً ويوشك العام الثاني أيضا على الضياع بسبب الحرب، أي حوالي 19 مليون طفل، لاسيما أن من بينهم، أي نحو 17 مليون طفل يعيشون خارج المدارس حالياً، ما يسلط الضوء على حجم الأزمة التعليمية في البلاد.ولا تتوقف المأساة هنا بل إن نحو 7 ملايين طفل منهم كانوا يعانون من صعوبة الوصول إلى التعليم حتى قبل اندلاع الحرب، مما يضع السودان أمام واحدة من أسوأ أزمات التعليم على مستوى العالم.
فيما أكد خبراء أن تحديات التعليم في السودان تتطلب تحركات عاجلة لوقف العدائيات وفتح ممرات آمنة للطلاب والمعلمين.
من السودان (رويترز)
كما أشاروا إلى أنه إذا كان هناك أمل في إجراء امتحانات الشهادة السودانية بشكل عادل، فيجب ضمان بيئة آمنة تضمن نزاهة العملية التعليمية.
رغم ذلك، يبقى الأمل ضئيلاً في ظل استمرار النزاع المسلح وتداعياته العميقة التي تهدد مستقبل جيل كامل.
ماذا فعلت الحرب بالمدارس؟
أما بالنسبة للمدارس نفسها، فقد أصيبت بنصيب كبير من الدمار، حيث توقفت الدراسة في مناطق واسعة من البلاد بسبب التدمير الذي لحق بالبنية التحتية.إضافة إلى ذلك، فقد عانى المعلمون من فقدان رواتبهم، مما دفع العديد منهم إلى ترك مهنة التعليم بحثاً عن مصادر دخل أخرى. بعضهم هاجر إلى دول الجوار، في حين أصبحت المدارس نفسها ملاذات للنازحين، وهو ما يعكس حجم الكارثة التي حلت بالقطاع التعليمي.
ومع استمرار الحرب، لا تبدو الأزمة التعليمية على وشك الحل. فقد تأثر قطاع التعليم بشكل طويل الأمد، وأصبح من الصعب تقدير المدى الزمني الذي ستستمر فيه هذه الأضرار. ففقدان عام دراسي كامل هو بمثابة ضياع جيل كامل من الطلاب الذين كانوا على وشك تحقيق أحلامهم. وتزداد المخاوف من أن هذا الجيل سيواجه مستقبلاً مشرقاً مظلماً، يفتقر إلى الأدوات اللازمة لبناء غدٍ أفضل.
يشار إلى أن قصة يسين ليست سوى واحدة من مئات القصص المأساوية التي تكشف عن حجم التحديات التي يواجهها الطلاب في السودان، فالأوضاع الراهنة تهدد مستقبل هذا الجيل بالكامل.
ليبقى السؤال المفتوح: هل ستتمكن السلطات من التحرك بسرعة لإنقاذ هذا الجيل؟ وماذا يمكن فعله لتجنب ضياع المزيد من الفرص التعليمية؟
وبينما لا تحمل الأوضاع الحالية الإجابات، يبقى الأمل في أن يتم اتخاذ خطوات جادة لإنقاذ التعليم من براثن الحرب.
المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...ن-وأوجاع-جيل-كامل-فيديو-لطالب-يبكي-السودانيين