المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 51,932
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


خلال السنوات الأخيرة، تفاقمت ظاهرة هجرة الأدمغة والكفاءات العليا من تونس، خاصة في مجالات الطب والهندسة والتخصصات التقنية العالية، فيما أرجعت الإحصائيات ذلك إلى ضعف الأجور وعدم توفر الظروف المناسبة للعمل والبحث العلمي.
في هذا السياق روى محمود الظاهري تجربته لـ"العربية.نت/الحدث.نت". حيث قال إنه أنهى دراسته الجامعية بنجاح عام 2018 في اختصاص "هندسة البرمجيات"، ثم عمل لمدة عام في شركة خاصة بالعاصمة تونس.
لكن المردود المالي لم يكن كافياً لتغطية نفقاته اليومية ولا يتطابق مع المجهود الذي يبذله، فاختار مغادرة البلاد، ليستقر في مدينة ليون الفرنسية.
راتب لا يقل عن 2200 يورو
وأوضح أنه اضطر للمغادرة لأن ظروف العمل لم تكن جيدة، مضيفاً أنه حاول دخول القطاع العام غير أن باب الانتداب كان مغلقاً. فلجأ إلى القطاع الخاص، الذي لم يلبِ طموحاته المهنية والمادية، إذ عمل مقابل راتب لا يتعدى 300 يورو وفي ظروف غير مشجعة وغير مريحة.كما أردف أنه بقي حوالي شهر ونصف وهو يرسل طلبات عمل إلى شركات أجنبية ويجري مقابلات، حتى نجح في واحدة منها وتم قبوله للعمل بعقد رسمي في شركة مقرها ليون، براتب لا يقل عن 2200 يورو، لافتاً إلى أن أغلب زملائه اختاروا هذا الطريق وغادروا تونس.
ويعد محمود واحداً من آلاف المهندسين التونسيين، الذين يغادرون بلادهم سنوياً للبحث عن فرص عمل أفضل في الخارج وذات مردودية مهنية ومادية أعلى.

(تعبيرية من آيستوك)
مغادرة نحو 39 ألف مهندس
فبحسب إحصائيات أعلنتها هيئة المهندسين في تونس، خلال جلسة استماع برلمانية، عقدت قبل أيام، غادر نحو 39 ألف مهندس البلاد من مجموع 90 ألف مسجل بالهيئة، مشيرة إلى أن العدد الجملي للطلبة من خريجي الهندسة يفوق الـ8 آلاف سنوياً، وأن معدل المغادرين يومياً لتونس يبلغ 20 مهندساً.فيما حذرت الهيئة من استمرار نزيف هجرة المهندسين وما ينجر عنه من إهدار للإمكانيات البشرية، في وقت تقدر فيه تكاليف تكوينهم سنوياً نحو 650 مليون دينار.
مشروع قانون
وأصبح تصاعد موجة هجرة الأدمغة والكفاءات أمراً مقلقاً، وسط دعوات للبحث عن حلول، حيث اقترح نواب في البرلمان التونسي مشروع قانون للحد منها، يفرض على المهندسين والأطباء الراغبين في العمل خارج البلاد، دفع تعويضات مالية للدولة نظير كلفة تعليمهم وتكوينهم بالجامعة.إلا أن مشروع القانون لقي تجاوباً ضعيفاً وواجه انتقادات، واعتٌبر أنه "سالب للحرية".
المصدر: https://www.alarabiya.net/north-afr...لأدمغة-والكفاءات-تقلق-تونس-ومهندس-يروي-تجربته