ما الجديد
منتدى الصحراء للدفاع و الأمن

سجل حسابًا مجانيًا اليوم لتصبح عضوًا! بمجرد تسجيل الدخول، ستتمكن من المشاركة في هذا الموقع عن طريق إضافة مواضيعك ومنشوراتك الخاصة، بالإضافة إلى التواصل مع الأعضاء الآخرين من خلال صندوق الوارد الخاص بك

مقالة دراسة على 48 عائلة سورية تكشف مفاجأة.. جينات العنف تورث للأجيال اللاحقة

المراسل الآلي

عضو مميز
المشاركات
52,059
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الدولة
مصر
daa925e0-be47-49ae-afb8-d22a924bf29f_16x9_1200x676.jpg

daa925e0-be47-49ae-afb8-d22a924bf29f_16x9_1200x676.jpg

خلصت دراسة علمية أجريت مؤخراً على عدد من العائلات السورية إلى أن العُنف يترك بصماته على جينات البشر لأجيال عديدة قادمة، وهو ما يعني أن الحروب والفوضى والعنف تؤثر ليس فقط على البشر الذين يعيشونها وإنما يمتد تأثيرها لأجيال لاحقة وعقود قادمة من الزمان.
وبحسب الدراسة التي جاءت نتائجها في تقرير نشره موقع "ساينس أليرت" المتخصص، واطلعت عليه "العربية نت"، فإن الحياة المليئة بالتوتر يمكن أن تترك علامات على شفرتنا الجينية، وبعضها يمكن أن ينتقل إلى أطفالنا، وتكشف الدراسة كيف يستمر التأثير البيولوجي للصدمة على الأم لفترة طويلة بعد مرور الأفعال العنيفة نفسها.
ويوضح فريق دولي من الباحثين، الآليات الفيزيائية وراء الصدمة بين الأجيال لدى البشر، موضحاً لماذا يكون الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الشدائد أكثر عرضة لحالات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب، على الرغم من عدم تعرضهم للأحداث السلبية بأنفسهم.
هكذا عمل

وحلل الباحثون الحمض النووي الذي تم جمعه من 48 عائلة سورية عبر ثلاثة أجيال، وشملت هذه العائلات الجدات أو الأمهات اللائي فررن أثناء الحمل من حصار ومذبحة عام 1982 في حماة أو فررن من الأحداث عام 2011.
وبالعمل بشكل وثيق مع هذه العائلات التي تعيش الآن في الأردن، تمكن الباحثون من جمع مسحات الخد من 131 فرداً، والتي تم تحليلها بعد ذلك بحثاً عن تحولات في التوقيعات الجينية.
وتقول كوني موليجان، عالمة الأنثروبولوجيا بجامعة فلوريدا: "تريد الأسر أن تُروى قصتها. تريد أن تُسمع تجاربها".
وباستخدام الأسر التي غادرت سوريا قبل عام 1980 كضوابط، وجد الفريق تعديلات في 14 منطقة جينومية مرتبطة بالعنف لدى الأفراد الذين شهدت جداتهم أحداث حماة عام 1982.
والأمر الأكثر من ذلك أن ثمانية من هذه التعديلات استمرت حتى الأحفاد الذين لم يختبروا العنف بشكل مباشر. كما أظهرت النتائج مؤشرات على الشيخوخة الجينية المتسارعة، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت 21 منطقة جينومية أخرى علامات على حدوث تغييرات ناجمة مباشرة عن العنف في الحرب التي شهدتها سوريا.
وكانت التغييرات التي لاحظها الباحثون متسقة بين ضحايا العنف وذريتهم، مما يشير إلى أن ضغوط الصراع هي التي غيرت الرسائل الكيميائية المرتبطة بهذه الجينات، بحسب ما نقل تقرير "ساينس أليرت".
ويقول العلماء إن هذه الأنواع من التغيرات الجينية الدائمة والمتعددة لوحظت في الحيوانات من قبل، ولكن حتى الآن لم يكن هناك سوى القليل من الأبحاث حول كيفية عمل هذا أيضاً في البشر.
وتقول موليجان: "في خضم كل هذا العنف، لا يزال بإمكاننا الاحتفال بمرونتهم غير العادية". وأضافت: "إنهم يعيشون حياة مُرضية ومنتجة، وينجبون الأطفال، ويحملون التقاليد". وتابعت: "لقد صمدوا. من المحتمل جدًا أن تكون هذه المرونة والمثابرة سمة إنسانية فريدة من نوعها".
ويقول العلماء إن هناك العديد من العواقب المدمرة للعنف على الضحايا وأطفالهم، بما في ذلك الأضرار الكبيرة بالصحة العقلية والصحة البدنية التي تناولتها الدراسات السابقة، والتي لا تُنسى بسرعة.
ووفقاً للباحثين، فمن المرجح أن تنطبق هذه النتائج على العديد من أشكال العنف، بما في ذلك العنف المنزلي، والعنف الجنسي، والعنف المسلح، وهذه الأفعال لها آثار دائمة تتجاوز بكثير أولئك المتورطين فيها.
وتقول موليجان: "إن فكرة أن الصدمة والعنف يمكن أن يكون لهما تداعيات على الأجيال القادمة من شأنها أن تساعد الناس على أن يكونوا أكثر تعاطفاً، وأن تساعد صناع السياسات على إيلاء المزيد من الاهتمام لمشكلة العنف".
وتضيف: "قد يساعد ذلك أيضاً في تفسير بعض الدورات التي تبدو غير قابلة للكسر بين الأجيال من الإساءة والفقر والصدمات التي نراها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة".

المصدر: https://www.alarabiya.net/medicine-...تكشف-مفاجأة-جينات-العُنف-تورث-للأجيال-اللاحقة
 
عودة
أعلى