المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 33,745
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
منذ اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إلى جانب قائد فيلق القدس في لبنان، عباس نيلفوروشان، في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، ظهرت مبادرات داخل الإدارة الحاكمة في إيران وأنصارها، تطالب طهران بإرسال قوات تطوعية إلى لبنان لمساعدة الحليف الأهم.
أصوات تنادي
وتصاعدت هذه الأصوات بعد مؤشرات لفتت إلى أن الضربات غير المسبوقة التي وجهتها إسرائيل لحزب الله لا تضع الجماعة في وضع صعب فحسب، بل تخلق أيضا سيناريو إشكاليا بالنسبة لإيران، وفقا لموقع "بوليتيكو".ورأت أن الساحة اللبنانية، وحزب الله على وجه الخصوص، يمثلان النموذج الأكثر نجاحاً في تصدير الأفكار الإيرانية، خصوصا أن حزب الله يعتبر "الجوهرة في تاج" شبكة الوكلاء التي عملت إيران على تنميتها منذ أوائل ثمانينيات القرن العشرين.
على ضوء ذلك، كان آية الله محمد حسن أختري رئيس ما يعرف بـ"لجنة دعم الثورة الإسلامية للشعب الفلسطيني"، التابعة لمكتب الرئيس الإيراني هو من اقترح على النظام في 28 سبتمبر/أيلول، أي في اليوم التالي لاغتيال نصر الله، إرسال قوات من المتطوعين إلى لبنان والجولان السوري.
ولعب أختري، المعروف بأنه أحد الآباء المؤسسين لحزب الله، دوراً بارزاً في تأسيس وتنمية المنظمة أثناء عمله سفيراً لإيران في سوريا من عام 1986 إلى عام 1997.
وأوضح أن إيران لا يمكن أن تبقى غير مبالية، بل يجب أن تشارك بشكل مباشر في القتال، وبالتالي عليها أن إرسال متطوعين شباب إلى لبنان والجولان السوري للقتال ضد إسرائيل.
كذلك فتحت قوات الباسيج، وهي قوة شبه عسكرية تطوعية تابعة للحرس الثوري الإيراني، حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي لتسجيل المواطنين لإرسالهم إلى لبنان.
وفي وقت لاحق، صرح محسن رفيق دوست، أحد مؤسسي الحرس الثوري، في لقاء إعلامي في 3 أكتوبر/تشرين الأول، أن خيار إرسال قوات عسكرية إلى لبنان والجولان السوري مطروح على طاولة صناع القرار الإيرانيين.
دائرة الضوء وتحت ضربات انتقامية
لكن السلطات الإيرانية سارعت إلى توضيح أنها لا تنوي الاستجابة لهذه الدعوات. ففي 30 سبتمبر/أيلول، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن طهران لن ترسل قوات تطوعية إلى لبنان، موضحاً أن لبنان لديه القدرة على الدفاع عن نفسه.وأضاف نائب قائد الحرس الثوري محمد رضا نقدي يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول أن طهران لا تنوي إرسال قوات إلى لبنان، مشيرا إلى أن قادة ما تعرف بـ"جبهة المقاومة" لم يبلغوا عن نقص في القوى البشرية، وبالتالي لم يطلبوا مثل هذه المساعدة من إيران.
وفي مقابلة إعلامية يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول، كرر مسؤول كبير في الحوزات الدينية الإيرانية هذا الرأي، موضحاً أن الوجود المادي للعناصر الإيرانية في لبنان لن يكون مفيداً في هذا الوقت، وبالتالي لا ينبغي إرسال أي متطوعين إلى لبنان ما لم يوافق الزعيم الإيراني خامنئي على ذلك.
رغم ذلك، أشار التقرير إلى أن إيران في وقت سابق، في النصف الثاني من العقد الماضي، كانت أرسلت بالفعل آلاف المقاتلين من فيلق القدس والجيش الإيراني، وحتى الشرطة الإيرانية والباسيج إلى ساحة المعركة في سوريا والعراق، لأغراض معينة، لكن التحول الذي يقوده المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي ليس شاملاً، ولا يتضمن إرسال مقاتلين للقتال المباشر ضد إسرائيل.
ولفت إلى أن المرشد يدرك أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تضع إيران في دائرة الضوء وتدفع إسرائيل إلى شن هجمات كبيرة على الأراضي الإيرانية.
وعلاوة على ذلك، فإن إرسال المقاتلين من شأنه أن يجعل إيران عُرضة لهجمات من القوات الإسرائيلية على الأرض، وضربات انتقامية أخرى من إسرائيل.
ضربات مؤلمة
يذكر أنه وبعيداً عن الأهمية الاستراتيجية لحزب الله بالنسبة لمفهوم الأمن القومي الإيراني، فإن العديد من الأشخاص داخل الإدارة في إيران كانوا على صلة أيديولوجية وعاطفية مع نصر الله، وهي العلاقة التي تطورت على مدى سنوات عديدة، خصوصا وأن الأخير كان درس في الحوزات الدينية في مدينة قم، في النصف الثاني من ثمانينيات القرن العشرين، قبل أن يتم تعيينه زعيماً لحزب الله بعد اغتيال عباس الموسوي على يد إسرائيل في عام 1992.ومنذ ذلك الحين، أصبحت علاقاته الشخصية أقوى، وكان ذلك مدفوعا بتعاونه الوثيق مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي تولى المنصب في عام 1998.
وكان حزب الله تلقى على مدى أكثر من الأسابيع الماضية ضربات قاصمة، بدأت بتفجير آلاف أجهزة اللاسلكي التي يستعملها عناصره، تلتها سلسلة اغتيالات طالت كبار قادته، وتكللت يوم 27 سبتمبر باغتيال أمينه العام حسن نصرالله.
فيما واصلت إسرائيل استهدافها للضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب بشكل عنيف. وأغارت على مقار للحزب مستدفة مزيدا من قياداته.
المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-world/2024/10/11/دعوات-للتدخل-لماذا-لا-يرسل-خامنئي-قوات-الى-لبنان