المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 79,106
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


بعد مضي شهر عن حادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند، شهد العالم يوم 28 تموز (يوليو) 1914 اندلاع الحرب العالمية الأولى عقب إعلان النمسا الحرب على صربيا. وبسبب وقوفها مع صربيا وتأكيدها على حماية الشعوب السلافية، لم تتردد روسيا بدورها في إعلان الحرب على النمسا متسببة بذلك في تفعيل سياسة التحالفات بأوروبا وتوسع النزاع.

كاريكاتير ساخر يجسد تنافس القوى الأوروبية للتحالف مع قسطنطين الأول
ومنذ بداية الحرب، حاولت اليونان الحفاظ على حيادها والابتعاد عن هذا النزاع الدامي الذي تسبب في سقوط حوالي 20 مليون ضحية بين قتيل وجريح. لكن تدريجيا، عاشت اليونان على وقع حالة من الانقسام هددت باندلاع حرب أهلية. فبينما حاول بعض السياسيين اليونانيين جر بلادهم لدخول النزاع العالمي، تشبث الملك اليوناني قسطنطين الأول (Constantine I) بموقفه الرافض لإرسال الجنود اليونانيين للقتال.
انقسام بالموقف اليوناني
لدوافع عديدة، رفض قسطنطين الأول جر بلاده لدخول الحرب العالمية الأولى لجانب دول الوفاق الثلاثي التي ضمت كلا من روسيا وبريطانيا وفرنسا. فإضافة لميوله للثقافة الألمانية، تزوج قسطنطين الأول عام 1889 من صوفيا البروسية التي لم تكن سوى شقيقة القيصر الألماني فيلهلم الثاني (Wilhelm II). من جهة ثانية، رفض قسطنطين الأول بشدة العروض التي قدمها له صهره فيلهلم الثاني التي دعاه من خلالها لمؤازرة النمساويين ضد الروس.
قسطنطين الأول رفقة الجيش اليوناني بسالونيك
وبسبب ذلك، وقع الملك اليوناني في خلاف مع الوزير الأول إلفثيريوس فينيزيلوس (Eleftheriοs Venizelos) وبقية السياسيين المؤيدين له. فبتلك الفترة، أيد فينيزيلوس دخول اليونان الحرب بسبب الوعود السخية التي حصل عليها من البريطانيين. فكعرض أول، وعد البريطانيون بمنح أجزاء من تركيا لليونان في حال دخول الأخيرة الحرب لجانب دول الوفاق. ومع تحالف بلغاريا مع الألمان، قدم البريطانيون عرضا آخر وعدوا من خلاله بتسليم كامل قبرص لليونان.
كرد على ذلك، أسس الوزير إلفثيريوس فينيزيلوس جيشا بشمال اليونان واتجه لدخول الحرب لجانب دول الوفاق خلال صيف 1916. وعلى إثر هذا، شهدت اليونان انقساما هدد باندلاع حرب أهلية بين أنصار إلفثيريوس فينيزيلوس ومؤيدي قسطنطين الأول.

صورة للوزير اليوناني إلفثيريوس فينيزيلوس
رحيل الوزير وعودة الملك
أملا في ضمان تواجد قوات فينيزيلوس بالشمال، أقدم الفرنسيون والبريطانيون خلال شهر كانون الأول (ديسمبر) 1916 على إنزال قواتهم بالعاصمة أثينا ومصادرة قسم من معدات الجيش اليوناني. وعقب مناوشات مع أنصار قسطنطين الأول، أعلن الفرنسيون والبريطانيون اعترافهم بحكومة فينيزيلوس كممثل للشعب اليوناني.
صورة لملك اليونان قسطنطين الأول
ومع انهيار النظام القيصري بروسيا ورحيل نيقولا الثاني، فقد قسطنطين الأول آخر داعم له بصفوف الوفاق. ويوم 11 حزيران (يونيو) 1917، أجبر الأخير على التنازل عن العرش لصالح ابنه ألكسندر الذي لم يكن قادرا على مواجهة الوزير فينيزيلوس وأنصاره ليظل بذلك وجوده صوريا.

لوحة تجسد ملك اليونان قسطنطين الأول
عقب انتصار الحلفاء بالحرب العالمية الأولى، تزامنا مع انضمام الولايات المتحدة الأميركية لهم، حققت اليونان مكاسب كبيرة حيث توسعت مساحتها خاصة أثناء الحرب التركية اليونانية.

صورة للقيصر الألماني فيلهلم الثاني
إلى ذلك، لم تدم فترة حكم ألكسندر طويلا حيث توفي الأخير عام 1919 عقب تعرضه لعضة قرد وإصابته بحمى شديدة. ومع هزيمة فينيزيلوس بالاستفتاء الشعبي، استدعي قسطنطين الأول خلال شهر كانون الأول (ديسمبر) 1920 لليونان لاستعادة عرشه كملك على البلاد.
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2025/06/11/بسبب-نزاع-عالمي-كادت-اليونان-ان-تشهد-حربا-اهلية-