مقالة بخط دفاعي طوله 750 كلم.. حاولت فرنسا صد هجوم ألمانيا

[المراسل الآلي]

مع نهاية الحرب العالمية الأولى، ساد جو من الخوف والتوتر في القارة الأوروبية من إمكانية اندلاع نزاع عالمي آخر أكثر فتكاً.
فبالشرق، شهدت القارة الأوروبية ظهور الاتحاد السوفيتي الذي صنفته أغلب الدول الأوروبية كتهديد لها وتخوفت من إمكانية امتداد أيديولوجيته إليها.
من جهة ثانية، بلغت نسبة العداء بين الفرنسيين والألمان الذين هزموا في الحرب العالمية الأولى وقبلوا بشروط استسلام مذلة. وخوفاً من إمكانية تعرضها لهجوم ألماني مستقبلي، اتجهت فرنسا لتشييد خط دفاعي عرف بخط ماجينو (Maginot Line) وامتد على حدودها مع كل من بلجيكا وألمانيا ولكسمبورغ وسويسرا وإيطاليا.

تشييد خط ماجينو​

خلال العام 1930، اتجه وزير الحرب الفرنسي، بحكومة أندري تارديو (André Tardieu)، أندري ماجينو (André Maginot) لإعادة طرح قضية تأمين الحدود الشرقية للبلاد التي كانت قد عرضت في وقت سابق على المسؤولين الفرنسيين عام 1925. وبسبب تواصل تراجع نسبة الولادات بالبلاد وانخفاض عدد الشبان المؤهلين للخدمة العسكرية، طالب وزير الحرب باعتماد خطة لبناء خط دفاعي لصد أي هجوم ألماني مستقبلي وتعويض النقص الذي عانت منه البلاد بعدد المؤهلين للخدمة العسكرية.

من 2

• 
• 

(2 صور)
أندري ماجينو
أحد المواقع بخط ماجينو
وانطلاقاً من ذلك، وافق البرلمان الفرنسي على توفير مبلغ 3.3 مليار فرنك فرنسي على مدة 3 سنوات لتمويل مشروع الخط الدفاعي الذي حمل اسم صاحبه أندري ماجينو.
فيما مثّل خط ماجينو واحداً من أكبر المشاريع بثلاثينيات القرن الماضي حيث عمل على بنائه ما يقارب 20 ألف عامل. وقد تضمن هذا الخط الدفاعي، الذي تكون من تحصينات نصف مدفونة وشبكات أنفاق كبيرة، ما يزيد عن 50 مبنى دفاعي وزود بنحو 343 قطعة مدفعية تراوح عيارها بين 75 و135 ملم إضافة لعدد هائل من قاذفات الهاون والرشاشات.
كما امتلك عدداً كبيراً من الملاجئ والكازمات والمراصد المعزولة التي شيدت بالخرسانة المسلحة والتي كان يصعب تدميرها بالمدافع العادية. ولمنع تقدم الدبابات، وضعت أمام خط ماجينو أعداد كبيرة من الحواجز المضادة للدبابات التي لقبت حينها بالقنفذ التشيكي (Czech hedgehog). وبناء على تقديرات الفرنسيين، امتد خط ماجينو على مسافة قدرت بنحو 750 كلم لحماية الفرنسيين من غزو ألماني محتمل.

من 2

• 
• 

(2 صور)
أحد المواقع بخط ماجينو
مدفع غوستاف الثقيلة

فشل خط ماجينو​

عبر خط ماجينو، اتجه الفرنسيون للتركيز على تقنية دفاعية شبيهة بتقنية الخنادق خلال الحرب العالمية الأولى. وعند صياغة خططهم، تجاهلوا بشكل واضح التقدم التكنولوجي الكبير الذي شهدته الدبابات والطائرات الحربية مقارنة بما كانت عليه ما بين 1914 و1918.
من جهة ثانية، مثلت منطقة الأردين (Ardennes) النقطة الأضعف بخط ماجينو حيث لم يعرها الفرنسيون اهتماماً كبيراً وتحدثوا عن صعوبة عبورها بسبب تضاريسها الوعرة وصنفوها بخط دفاعي طبيعي.

من 2

• 
• 

(2 صور)
بقايا أحد مدافع الهاون بخط ماجينو
جانب من بقايا دفاعات خط ماجينو
ومع وصول النازيين للسلطة في ألمانيا، اتجه الرايخ الثالث، أي ألمانيا بفترة النازيين، لتطوير مدفع غوستاف الثقيل (Schwerer Gustav)، الذي بلغ عياره 800 ملم، لتدمير خط ماجينو في حال اندلاع حرب مع فرنسا.
وخلال غزو فرنسا عام 1940، خدع الألمان الفرنسيين، حيث جمعوا قوات كبيرة قبالة خط ماجينو وشنوا هجمات محدودة عليه لتمويه الفرنسيين قبل أن يتمكنوا من عبور الأردين بشكل سريع لدخول الأراضي الفرنسية.

المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2024/12/01/بخط-دفاعي-طوله-750-كلم-حاولت-فرنسا-صد-هجوم-ألمانيا-