المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 33,870
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
عقب توقيع معاهدة لندن يوم 26 أبريل 1915، اتجهت إيطاليا بحلول مايو من العام نفسه لدخول الحرب العالمية الأولى لجانب دول الوفاق الثلاثي في مواجهة دول الإمبراطوريات الوسطى التي ضمت كلا من النمسا – المجر وألمانيا والدولة العثمانية. ومقارنة ببقية الدول المتحاربة، مثلت إيطاليا دولة ذات إمكانيات عسكرية محدودة حيث لم يتجاوز عدد جنودها مع دخولها النزاع 875 ألف جندي، وامتلكت 180 قطعة مدفعية فقط. وخلال سنوات الحرب التالية، ارتفع عدد جنود الجيش الإيطالي ليبلغ بضعة ملايين بفضل التجنيد الإجباري.
جنود إيطاليون خلال معركة إيسونزو الثانية
وإضافة لإمكانياته المحدودة، عانى الجيش الإيطالي من ويلات قيادة عسكرية سيئة تمثلت في شخصية رئيس الأركان الجنرال لويجي كادورنا (Luigi Cadorna) الذي أرسل أعدادا كبيرة من القوات نحو الموت بالمناطق الحدودية مع النمسا.
جنود إيطاليون أثناء تقدمهم صوب الرشاشات النمساوية
كادورنا قبل الحرب العالمية
تمكن لويجي كادورنا من بلوغ أعلى المناصب بإيطاليا بفضل علاقاته وقربه من عدد من المحيطين بالملك الإيطالي فيكتور إيمانويل الثالث (Victor Emmanuel III). فبإيطاليا، مثل لويجي شخصية محترمة كونه ابن الجنرال الإيطالي السابق رافائيل كادورنا (Raffaele Cadorna) الذي لعب دورا هاما في تحقيق الوحدة الإيطالية والسيطرة على روما عام 1870.صورة للجنرال لويجي كادورنا
وسيرا على خطى والده، التحق لويجي كادورنا، المولود عام 1850، بالمدرسة العسكرية بميلانو قبل أن ينتقل فيما بعد نحو أكاديمية تورينو العسكرية التي تخرج منها عام 1868 برتبة ملازم بقوات المدفعية. وسنة 1870، كان لويجي حاضرا رفقة والده خلال عملية السيطرة على روما. وبشكل سريع، تسلق لويجي كادورنا هرم الرتب العسكرية وكسب شعبية كبيرة بفضل خططه في قيادة فرق المشاة.
صورة للملك الإيطالي فكتور إيمانويل الثالث
ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى، عيّن لويجي كادورنا بمنصب رئيس أركان الجيش الملكي الإيطالي ليتجه إبان ذلك لإجراء عدد من الإصلاحات صلب الجيش وتشكيلاته العسكرية. ومع دخول إيطاليا الحرب العالمية الأولى بشكل رسمي عام 1915، اتجه لويجي للتخطيط لعدد من العمليات العسكرية ضد الجيش النمساوي الذي واجه صعوبات عديدة بسبب ويلات الحرب ضد روسيا.
صورة لأعداد هائلة من الجنود الإيطاليين الأسرى
كوارث عسكرية
إلى ذلك، اتجه لويجي كادورنا لاعتماد تقنيات عسكرية قديمة لمواجهة النمساويين. وبكل مرة، حاول الأخير البدء بالهجوم عن طريق إرسال جنوده للالتحام مباشرة مع النمساويين. وما بين شهري مايو 1915 وأكتوبر 1917، شاركت قوات لويجي كادورنا بنحو 11 معركة هامة ضد النمساويين عند المناطق المتاخمة لنهر إيسونزو (Isonzo). وبكل مرة، لم يتردد هذا الجنرال الإيطالي في إرسال قواته للواجهة على الرغم من علمه مسبقا بصعوبة التفوق على الجيش النمساوي. ومن خلال هذه الهجمات، حاول لويجي كادورنا بلوغ مدينة ترياستي (Trieste) التي وضعت بها البحرية النمساوية سفنها. وفي الأثناء، اختار الأخير الطريق الخطأ حيث استوجب على قواته عبور مناطق جبلية وعرة، تابعة لجبال الألب، وتخطي عقبة النهر لبلوغ ترياستي.لوحة زيتية تجسد الجنرال لويجي كادورنا
خلال 11 عملية عسكرية عند نهر إيسونزو لم يتمكن الجيش الإيطالي من الانتصار سوى بمناسبتين فقط حقق خلالهما تقدما بسيطا بمواقع العدو مقابل خسائر هائلة حيث فقد الإيطاليون بهذه الهجمات ما لا يقل عن 650 ألف جندي بين قتيل وجريح وأسير.
إلى ذلك، قاد كادورنا آخر عملية عسكرية له ما بين أكتوبر ونوفمبر 1917 ضمن معركة كابوريتو (Caporetto) المعروفة أيضا بهجوم إيسونزو الثاني عشر. وبهذه العملية العسكرية، تلقى الإيطاليون هزيمة قاسية حيث قتل وأصيب 40 ألفا من جنودهم، بينما وقع 275 ألفا بالأسر بقبضة القوات النمساوية والألمانية بأقل من شهر. وعلى إثر ذلك، جرّد لويجي كادورنا من منصبه كرئيس أركان الجيش الإيطالي يوم 9 نوفمبر 1917 ليحل بدلا منه الجنرال أرماندو دياز (Armando Diaz).
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2024/12/23/بهذه-الحرب-جنرال-ايطالي-تسبب-في-فقدان-مليون-جندي