المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 33,870
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
بعد مضي نحو عامين عن نهاية الحرب العالمية الأولى، التي قتل خلالها حوالي 116 ألف جندي أميركي، اتجه الأميركيون يوم 2 تشرين الثاني/نوفمبر 1920 لصناديق الاقتراع لاختيار الرئيس التاسع والعشرين بتاريخ بلادهم. وبهذه الانتخابات، اتجه الجمهوريون لاختيار العضو بمجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو وارين هاردينغ (Warren G. Harding) بينما فضّل الديمقراطيون ترشيح حاكم ولاية أوهايو جيمس كوكس (James Cox). وكغيرها من الانتخابات السابقة، شهدت الحملات الانتخابية للحزبين ظهورا للعديد من الإشاعات. وقد جاءت إحدى أغرب هذه الإشاعات على لسان عدد من الديمقراطيون الذين سعوا للإطاحة بهاردينغ.
صورة لجيمس كوكس
مرشحان من أوهايو
خلال هذه الانتخابات التي مثلت أول انتخابات عقب التعديل التاسع عشر للدستور الأميركي الذي منح حق التصويت للنساء، وقع اختيار الجمهوريين على المرشح وارين هاردينغ لمنصب الرئيس، وكالفين كوليدج (Calvin Coolidge) لمنصب نائب الرئيس. وفي البداية، حاول الجمهوريون ترشيح ثيودور روزفلت إلا أن الأخير توفي عام 1919 لتؤول بذلك بطاقة الحزب الجمهوري لهاردينغ. وفي الأثناء، كان اختيار الديمقراطيين لمرشحهم أصعب بكثير. فبتلك الفترة، حاول الرئيس الديمقراطي وودرو ولسن الترشح لولاية ثالثة. وبسبب مرضه وفوزه بولايتين بالسابق، لم يلق وودرو ولسن دعما كبيرا.وعقب العديد من المشاورات، اتفق الديمقراطيون على ترشيح كالفين كوليدج.
من جهة ثانية، حبّذ الحزبان اختيار مرشحين من ولاية أوهايو بسبب تصنيف الأخيرة كولاية متأرجحة وامتلاكها لعدد كبير من الأصوات بالمجمع الانتخابي.
من 2
صورة لوودرو ولسن
صورة للمؤرخ العنصري تشانسلور
إشاعة حول هاردينغ
إلى ذلك، حاول معارضو هاردينغ النيل منه بطريقة غريبة. فبفترة تميزت بانتشار سياسة الميز العنصري وتهميش ذوي الأصول الإفريقية وتوسع القوانين المعادية للمهاجرين، روّج الديمقراطيون لإشاعات غريبة تحدثوا من خلالها عن انحدار وارين هاردينغ من أصول إفريقية. وقد جاءت أبرز هذه الادعاءات على لسان المؤرخ العنصري، والمعارض الشرس لهاردينغ، ويليام إستابروك تشانسلور (William Estabrook Chancellor). فبتصريحاته، تحدث الأخير قائلا إن جدة هاردينغ الكبرى من السود. كما برر تشانسلور تصريحاته بدراسة مزعومة، وغير صحيحة، لشجرة عائلة هاردينغ.من جهتهم، اعتمد الديمقراطيون على تصريحات تشانسلور وتوجهوا لترويج شائعات حول وجود أجداد سود من جزر الهند الغربية لدى هاردينغ. وبفترة حرم خلالها ذوو الأصول الإفريقية من التصويت بولايات الجنوب الأميركي، جاءت هذه الشائعات، الخاطئة، حول أصول هاردينغ لتصعب عملية بلوغه البيت الأبيض.
وخلال انتخابات العام 1920، انتصر هاردينغ على كوكس وحصل على 404 أصوات بالمجمع الانتخابي مقابل 127 لمنافسه كوكس. وفي الأثناء، خسر هاردينغ التصويت بجميع الولايات الجنوبية التي اتجهت للتصويت لصالح المرشح الديمقراطي كوكس.
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2024/10/20/بأوج-العنصرية-هكذا-حاول-الديمقراطيون-الاطاحة-بمرشح-