المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 52,007
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


أعلنت السلطات الأمنية في سوريا، الخميس، عن نجاحها باعتقال اللواء إبراهيم حويجة، قائد جهاز الاستخبارات الجوية الأسبق، في سوريا، وذلك من خلال عملية عسكرية في إحدى مناطق الساحل السوري قرب مدينة "جبلة" اللاذقانية.
وبحسب مراقبين، فإن اللواء حويجة يعتبر صيداً ثميناً للعدالة في سوريا، فالرجل تسلّم إدارة الاستخبارات العسكرية الجوية منذ عام 1987، خلفا للواء محمد الخولي، حتى عام 2002. وكان من أقرب الضباط منخفضي الرتبة، إلى نظام الأسد، حيث عبر عن ولائه للنظام، باتهامه بالوقوف وراء أخطر الاغتيالات خارج سوريا. كما يقول معارضون للنظام السابق.

مكتب رئيس المخابرات الجوية في قصر الأسد
وعمل الرئيس الأسبق، حافظ الأسد والد الرئيس المخلوع بشار، على جعل إدارة الاستخبارات الجوية تعمل من داخل قصره، فخصص مكتبا للواء محمد الخولي، لضمان التنسيق الفوري دونما إبطاء، حيث بقي الخولي رئيسا للجهاز نحواً من ثلاثين عاماً، تورط فيها بتنفيذ أعمال إرهابية دولية خارج البلاد، كمحاولة تفجير الطائرات في أوروبا.يشار إلى أن خلفه، اللواء إبراهيم حويجة، لم يكن معداً لتسلم رئاسة جهاز الاستخبارات العسكرية الجوية، بشكل علني، لأن النظام كان يعتبره جهة تنفيذية ومخططة، أثبتت ولاءها بعمليات اغتيال خارج البلاد، ويجب أن يظل قائدا لعمليات الإشراف أو التنفيذ على المهام التي وصفت بـ"القذرة" إلا أن ترنّح نظام الأسد، في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، تحت ضغط الخلافات بين حافظ وشقيقه رفعت، والعقوبات الدولية التي بدأت تتزايد عليه، إثر الكشف عن تورط رئيس المخابرات الجوية الخولي، بمحاولة تفجير مقار وطائرات مدنية في أوروبا، دفعت حافظ الأسد لـ"تصعيد" إبراهيم حويجة، رئيسا للجهاز، في العام 1987.
اغتيال كمال جنبلاط وبنان الطنطاوي
وبحسب مصادر مختلفة، فإن حويجة قد تلقى مكافأة من النظام على نجاحه بالتخلص من خصوم حافظ الأسد، حيث اتهم بالوقوف وراء عمليتي اغتيال بمنتهى الخطورة، ولم يترك أثراً مباشراً يدين النظام، إحداها في لبنان في العام 1977، عندما كان برتبة نقيب رفع على إثرها إلى رتبة رائد، والثانية في ألمانيا في العام 1981، رفع على إثرها إلى رتبة مقدم.وإبراهيم حويجة، هو المتهم الرئيس في اغتيال الزعيم الدرزي اللبناني كمال جنبلاط، في السادس عشر من شهر آذار/ مارس عام 1977.
وكمال جنبلاط، والد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، اغتيل إثر خلافات سياسية كبيرة مع حافظ الأسد، الرئيس السوري الأسبق، حيث كان جنبلاط قائداً لما يعرف بالحركة الوطنية في لبنان، بإطلاق النار عليه، بأوامر مباشرة من نظام الأسد، حافظ، كما يؤكد وليد جنبلاط.
وسبق للزعيم اللبناني وليد جنبلاط، أن تقدم بإفادة رسمية للمحكمة الدولية الخاصة بكشف ومحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في بيروت عام 2005، وتعرف باسم (المحكمة الدولية الخاصة بلبنان) قال فيها، إن التحقيق اللبناني بمقتل والده كمال، قد انتهى إلى مكتب الاستخبارات السورية في لبنان.
ووفق محضر رسمي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان بتاريخ 7 أيار مايو 2015 فقد قال جنبلاط: "التحقيق وصل إلى أن مكتب المخابرات [السورية] في بيروت هو الذي قام بعملية الاغتيال، الذي كان يترأسه العميد أو العقيد إبراهيم حويجة".
ضربوها وقتلوها بالرصاص وداسوها بأقدامهم
وبحسب الاتهامات الموجهة لجهاز الاستخبارات الجوية، فهو متهم بالتورط بتنفيذ عملية اغتيال المعارضة السورية بنان الطنطاوي في ألمانيا، في العام 1981، وتراوحت التهم بين إشراف حويجة على فريق التنفيذ، أو التورط بتنفيذ الاغتيال مباشرة، أو أنه كان ضمن فريق الاغتيال الذي نفذ الجريمة.وتعود قصة اغتيال بنان الطنطاوي إلى العام 1981 حيث كانت تقيم وزوجها المعارض لنظام حافظ الأسد، وقتذاك، في ألمانيا، وتتخذ وزوجها كل إجراءات الأمن والحماية مخافة أن تصل إليهما عناصر استخبارات الأسد لتنفيذ عملية الاغتيال بحقّهما.
وجاء في كتاب "ذكريات" لوالدها الداعية الإسلامي المشهور، علي الطنطاوي، أنه أجرى اتصالاً هاتفياً بابنته بنان، ليحذرها من أنباء عن توجّه عناصر لاغتيال زوجها عصام. وقال إنها أخبرته أن زوجها ليس موجوداً في البيت، وأنها لا تفتح الباب إلا لأشخاص تعرفهم من قبل وبشرط سماعها صوت الطارق أيضاً، مطمئنة والدها بأن الباب لا يفتح إلا إذا فعل أحد ذلك، من الداخل.
ويسرد والدها، أنه لم تمر ساعة واحدة على هذا الاتصال، حتى حصلت حادثة اغتيال ابنته التي يسردها بأقصى درجات التألم والحسرة، حيث تم خداع ابنته بنان، عندما قام فريق تنفيذ اغتيالها باختطاف جارتها وتهديدها بمسدّس كي تطرق بابها وتسمعها صوتها فتضطر لفتح الباب، وحصلت الجريمة.
ويقول والد بنان، إن المنفذين قاموا بضرب بنان أولا، حتى أسقطوها أرضاً، ثم بعد سقوطها، أطلقوا عليها خمس رصاصات أودت بحياتها على الفور.
صيد ثمين للعدالة في سوريا
وأكد الطنطاوي في كتابه، أن المنفذين قاموا بالدعس بأقدامهم على جثمان ابنته بعد ضربها وقتلها بالرصاص، وذلك "للتأكد من موتها" كما قال مؤكداً أن القاتل فعل ذلك "كما أوصاه من بعث به لاغتيالها" أي رؤساء فريق الاغتيال في دمشق.ويرى مراقبون أن إلقاء القبض على اللواء إبراهيم حويجة سيكون فرصة ثمينة لفتح دفاتر عمليات التصفية والاغتيالات التي قام بها نظام الأسد، خاصة في الخارج، وبالأخص أن فترة الثمانينيات التي شهدت صعود حويجة، ارتكبت فيها عدة جرائم اغتيال خارج سوريا، كاغتيال الزعيم "البعثي" صلاح البيطار في فرنسا في العام 1980، وجرائم أخرى عديدة اتهم نظام حافظ الأسد بارتكابها، عبر جهاز استخباراته الجوية بصفة خاصة.
المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...-هكذا-قتلت-مخابرات-الأسد-امرأة-سورية-بألمانيا