المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 33,870
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
تزامنا مع تقهقر اليابان على ساحة المحيط الهادئ، وضع الأميركيون بداية من العام 1944 خطة ماترهورن (Matterhorn) التي اتجهوا من خلالها لاستخدام قاذفات قنابل من نوع بي 29 سوبرفورتريس (B-29 Superfortress) لقصف القواعد الحيوية للجيش الياباني ومواقع المصانع التي اعتمدت عليها البحرية اليابانية لصناعة قطع طائراتها وسفنها الحربية إضافة لمنشآت تكرير النفط.
ومع إقرار عملية ماترهورن، تعرضت المدن اليابانية ما بين عامي 1944 و1945 لعمليات قصف مكثف شنتها أسراب من قاذفات القنابل الأميركية وأسفرت عن سقوط مئات آلاف الضحايا.
أول قصف على أوساكا
صنفت أوساكا (Osaka) سنة 1940 كثاني أكبر مدن اليابان من حيث التعداد السكاني حيث تجاوز عدد ساكنيها 3.2 ملايين نسمة. من جهة ثانية، تعتبر هذه المدينة أهم قطب صناعي بالشرق الأقصى حيث تحتوي الأخيرة على مراكز عديدة للصناعات الثقيلة. وحسب تقارير تلك الفترة، اشتهرت أوساكا ببناء السفن والتعدين والصلب وانتشرت بها مشاريع عديدة أخرى التي اختصت بمعادن أخرى كالألومينيوم والنحاس. وإضافة لكل ذلك، عرفت أوساكا بإنتاج مراوح الطائرات والذخائر والأسلحة والفولاذ والمواد الكهربائية والكيميائية كما تميزت بانتشار مناطق تكرير النفط بها تزامنا مع امتلاكها شبكة مواصلات متطورة بفضل مينائها وسككها الحديدية.من 3
قسم مخرب من أوساكا بسبب القصف الأميركي
قاذفة قنابل أميركية بي 29
صورة تظهر الحفر التي تسببت بها القنابل الأميركية عند وقوعها على أوساكا
يوم 13 آذار/مارس 1945، تحولت أوساكا لهدف لقنابل الطائرات الأميركية. ففي حدود منتصف الليل من ذلك اليوم، هاجمت 274 قاذفة قنابل بي 29، انطلقت من جزيرة غوام والأراضي الصينية، هذه المدينة اليابانية وأسقطت عليها ما يقدر بحوالي 1733 طنا من القنابل، قنابل حارقة بالأساس، متسببة بذلك في اندلاع ألسنة اللهب بعدد من أحيائها السكنية. وحسب مصادر تلك الفترة، دمّر القصف الأميركي حينها ما مساحته 21 كلم مربع وأدى لمقتل 3987 شخصا وفقدان حوالي 600 آخرين من سكان أوساكا.
استهداف المنشآت الحيوية للجيش
ما بين شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو 1945، عادت الطائرات الأميركية لتشن مزيدا من عمليات القصف على أوساكا. وبتلك الفترة، استهدفت عمليات القصف بشكل مكثف مصفاة النفط ماروزان (Maruzen) ومنطقة التكرير المعروفة بمصفاة أوتسوبي (Utsube).وقبل يوم واحد من استسلام اليابان، استهدفت يوم 14 آب/أغسطس 1945 حوالي 150 قاذفة قنابل أميركية بي 29 أوساكا مرة أخرى. وبهذه الغارة، التي عرفت بالغارة الثامنة، ألقت الطائرات الأميركية 700 طن من القنابل على مصانع الجيش بشرق أوساكا ومحطة السكك الحديدية كيوباشي (Kyobashi). وبسبب هذا القصف، فقد الجيش الياباني قسما هاما من قدرات الإنتاج الحربي كما أصبح عاجزا عن نقل المعدات العسكرية لخارج أوساكا بسبب تضرر شبكة السكك الحديدية.
من جهة ثانية، استخدم الأميركيون بعملية القصف الأخيرة القنابل الحارقة. وقد أسفر ذلك عن مقتل 710 يابانيين. ومن ضمن هؤلاء، تم التعرف على هويات 210 جثث فقط.
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2024/10/09/بالقرن-الماضي-فقد-الجيش-الياباني-امكانياته-بهذا-القصف