المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 33,745
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
في تعاون مشترك بين أطباء من كل من مصر وإيران ولبنان وإسرائيل، تناولت دراسة بحثية طبية مقارنة بين الأنظمة الصحية في دول منطقة الشرق الأوسط.
وتوصلت الدراسة إلى أنه على الرغم من اختلاف الأنظمة الصحية في الدول الأربع إلا أن هناك تشابها بينها في أسباب التفاوت الصحي.
وتحت عنوان "الفوارق الصحية في الشرق الأوسط" نشر البروفيسور الإسرائيلي ألون هيرشكو، الطبيب في مستشفى "هداسا"، الدراسة.
وتم نشر الدراسة في مجلة الحساسية والمناعة السريرية العالمية، حيث استعرضت الاختلافات في الخدمات الصحية والمؤشرات الصحية، متأثرة بالسياسة الحكومية والظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في الدول الأربع محل الدراسة وهي (مصر وإسرائيل وإيران ولبنان).
وقال موقع "bhol" الإخباري الإسرائيلي، إن هذه الدراسة تعد تعاونا غير عادي بين البروفيسور ألون هيرشكو من هداسا، خبير في الحساسية والمناعة والطب الباطني، والرئيس السابق للجمعية الإسرائيلية للحساسية والمناعة السريرية ومدير قسم الطب الباطني في مستشفى هداسا عين كارم، مع زملاء من الشرق الأوسط، والتي بدأت في مؤتمر دولي في مجال الحساسية، مما أدى إلى ظهور هذه الدراسة القيمة، التي تناقش الفوارق في مجال الصحة بين دول المنطقة.
وقال البروفيسور ألون هيرشكو: "في ورشة عمل عقدت بداية عام 2024 في واشنطن ضمن مؤتمر الأكاديمية الأميركية للحساسية، والتي شارك فيها خبراء الحساسية من جميع أنحاء العالم، قدمنا نحن أطباء من دول الشرق الأوسط التحديات الصحية في بلداننا، وتناولنا مجال الحساسية والمناعة السريرية، بهدف التعاون على المستوى الدولي، وجلسنا على المنصة طبيب من لبنان، يعيش في بيروت، وأطباء من مصر وإيران، الذين يعيشون الآن في الولايات المتحدة الأميركية، وأنا أعيش في القدس".
وأوضح الموقع العبري أن الدراسة تقارن الأنظمة الصحية في إيران ولبنان ومصر وإسرائيل، معتمدة على التفاوت في مجال الصحة، الناتج عن التباين الديموغرافي، والبيانات الاقتصادية والسياسية، ومستوى التعليم، والمؤثرات الثقافية، والوصول إلى المعلومات، وتوافر الخدمات الطبية، ومعدلات الوفيات في أمراض مختارة، مثل: الربو، وتأثير الصراعات الإقليمية وغيرها.
وكان الاستنتاج الرئيسي للدراسة الطبية المشتركة بين الدول الأربع هو أنه على الرغم من اختلاف الأنظمة الصحية في الدول الأربع، إلا أن هناك تشابها بينها في أسباب التفاوت الصحي، والتي ترتبط بالعوامل الاجتماعية، ومع حقيقة أن الصراعات في البحر الأبيض المتوسط تضيف للمنطقة العديد من التعقيدات.
مصر
وفيما يتعلق بمصر في الدراسة الطبية، جاء أن التحدي الصحي الكبير في مصر، والذي يرتبط بالعبء الثقيل على الموارد الطبية العامة، يلاحظ أن ما يقرب من 95٪ من سكان مصر البالغ عددهم 113 مليون نسمة يعيشون بكثافة شديدة في شريط ضيق حول نهر النيل ودلتاه، بمتوسط 1540 نسمة لكل كيلومتر مربع، ويبلغ معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة 42 حالة وفاة لكل ألف ولادة في ريف صعيد مصر، مقارنة بمتوسط 20 حالة وفاة لكل ألف ولادة في المنطقة الحضرية.إسرائيل
وحول إسرائيل، جاء في الدراسة، إن عدد سكان إسرائيل يبلغ حوالي 10 ملايين نسمة (74% يهود، 21% عرب و5% غيرهم)، وأن النظام الصحي في إسرائيل عمومي ومتقدم في الغالب، مع مؤشرات صحية عالية، ويستند النظام إلى "قانون التأمين الصحي الحكومي" لعام 1994، والذي يوفر التغطية الصحية العامة لجميع مواطني الدولة، على أساس مبادئ العدالة والمساواة والتعاون المتبادل، دون تمييز عنصري أو ديني، وأن مركز البلاد يثع في منطقة "غوش دان" بتل أبيب ومنطقة القدس، والتي تعد أكثر كثافة سكانية من الشمال والجنوب، وهذا له تأثير على تخصيص الموارد الطبية.وفي مجال الحساسية والمناعة السريرية، تشمل السلة الصحية في إسرائيل مجموعة متنوعة من الفحوصات التشخيصية، الأدوية، العلاجات البيولوجية، خدمات العلاج المناعي والمزيد، ومع ذلك، فإن برامج الحد من الحساسية الغذائية (إزالة التحسس)، ليست مدرجة في السلة ويتم فرض رسوم عليها مقابل التغطية الخاصة.
عدم مساواة
ووفق الدراسة فإنه على الرغم من المزايا الواضحة مقارنة بدول المنطقة، فإن النظام الإسرائيلي يواجه فجوات عدم المساواة بسبب التوزيع غير المتكافئ للموارد بين المركز والأطراف، وبين السكان المختلفين (على سبيل المثال: متوسط العمر المتوقع للسكان العرب أقل من متوسط العمر المتوقع للسكان اليهود)، وتواجه إسرائيل أيضًا سلسلة من التحديات، بما في ذلك: صعوبة توفير الرعاية الطبية الكافية والملائمة للسكان المسنين الذين يعانون من أمراض كامنة خطيرة، وانتقال الخدمات الطبية من التغطية العامة إلى التغطية الخاصة، والنقص المتزايد في العاملين الطبيين، على سبيل المثال، الأمراض الحادة ونقص في استشارات الأطباء في أمراض الحساسية والمناعة.لبنان
وحول لبنان، جاء في الدراسة أن هذا بلد صغير، أكثر من نصف سكانه فقراء، ولديه نظام رعاية صحية خاص وغير منظم، ويضطر العديد من سكانه إلى الدفع من جيوبهم مقابل العلاج الطبي، أو من خلال شركات التأمين الخاصة، وأدت الأزمة الاقتصادية الحادة، خاصة منذ عام 2019، إلى تفاقم الفقر الذي يصل إلى 44% من السكان.%80 من الأدوية في لبنان مستوردة وغالية الثمن
كما أشارت الدراسة المشتركة إلى أن 80% من الأدوية في لبنان مستوردة، والعديد منها غالي الثمن ولا يمكن الحصول عليه، بالإضافة إلى أن تدريب أخصائيي وأطباء الحساسية والمناعة السريرية في لبنان يتم في الولايات المتحدة أو في أوروبا، بسبب عدم وجود برنامج إقامة في البلاد.وأوضحت الدراسة أن تلوث الهواء في البلاد مرتفع للغاية ويؤدي إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي والحساسية، كما يتميز لبنان بارتفاع معدلات الإصابة في مجالات الحساسية، على سبيل المثال، يعاني ما يقرب من 4% من أطفال المدارس من حساسية الطعام، و8.3% من سكانه يعانون من الربو، و45.2% من التهاب الأنف التحسسي، و12.8% من الأكزيما.
إيران.. فجوات كبيرة في الخدمات الصحية
وفيما يتعلق بإيران، فقالت الدراسة إن عدد سكان البلاد يبلغ حوالي 89 مليون نسمة، حوالي 24% منهم تحت سن 14 عامًا، أما التضاريس الجغرافية فهي متنوعة وتشمل الصحاري الجافة والمناطق الجبلية والمناطق المتاخمة لشواطئ بحر قزوين والخليج العربي، كما أن المناخ متنوع من الصحاري جنوبا إلى المناخات الباردة في الشمال.وأوضحت الدراسة أن إيران تتميز بوجود فجوات كبيرة في الخدمات الصحية ومعدلات الإصابة بالمرض بين المناطق الريفية والحضرية، كما أن هناك الكثير من الاستثمار في دراسات عدم المساواة الصحية، نتيجة للتعاون بين الحكومة الإيرانية ومنظمة الصحة العالمية.
وتحدد الدراسات المختلفة التوزيع غير المتكافئ للموارد الصحية في البلاد، وخاصة التفاوتات بين المناطق المحرومة والمناطق البعيدة جغرافياً، وللوضع الاقتصادي تأثير مباشر على متوسط العمر المتوقع وجودة الحياة وانتشار الأمراض غير المعدية مثل: مرض السكري والربو.
وقالت الدراسة إن نسبة الإصابة بالربو ترتفع بين البالغين في إيران، حيث تصل إلى 9-8%، خاصة بين كبار السن ذوي التعليم المنخفض، الذين تعرضوا للتدخين في حياتهم، كما تظهر الاختلافات الجغرافية في انتشار الربو، حيث يكون معدل الانتشار أعلى في المناطق الفقيرة، كما أن انتشار التهاب الأنف التحسسي في إيران مرتفع جدًا ويصل إلى 23.51٪.
وبحسب البروفيسور ألون هيرشكو: "تثبت هذه الدراسة الفريدة من نوعها أنه على الرغم من التوتر السياسي والعسكري في الشرق الأوسط، من الممكن التوصل إلى مفاوضات، على أساس طبي ومراعاة الجمهور المريض، ولا نعرف ما إذا كنا قد فعلنا ذلك أم لا، وسنكون قادرين على تعزيز التعاون، لكنه بالتأكيد يستحق القتال من أجله".
المصدر: https://www.alarabiya.net/medicine-...طبية-يشترك-فيها-أطباء-من-مصر-واسرائيل-وايران-