المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 37,571
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
بعد خمس سنوات من انتشار وباء كوفيد-19 الذي أودى بحياة الملايين ودمر الاقتصاد العالمي، يرى خبراء ومنظمة الصحة العالمية أن العالم لا يزال غير جاهز لمواجهة جائحة أخرى رغم كونه أفضل تحضيرا.
وقال تيدروس دهانوم غيبرييسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية التي كانت في قلب المعركة لمكافحة كوفيد-19 " إن العالم غير مستعد، وأردف"إذا حدثت جائحة جديدة اليوم سيواجه العالم نقاط الضعف نفسها".
إلا أنه أضاف "لكن العالم استخلص أيضا دروسا مؤلمة من الجائحة واتخذ خطوات مهمة لتعزيز دفاعاته".
ومن جهتها، رأت ماريا فان كيرخوف عالمة الأوبئة الأميركية التي ترأس قسم الوقاية والاستعداد لمواجهة الأوبئة والجوائح في منظمة الصحة العالمية "تحسنت أمور كثيرة بفضل وباء الإنفلونزا عام 2009 (H1N1) وأيضا بفضل كوفيد". وأضافت "لكنني أعتقد أن العالم ليس مستعدا لمواجهة جائحة أخرى أو وباء جماعي".
العالم غير مستعد
في السياق، قال فريق الخبراء المستقلين المعني بالتأهب والاستجابة للأوبئة الذي أنشأته منظمة الصحة العالمية بصراحة "في عام 2025، لن يكون العالم مستعدا لمكافحة تهديد وبائي جديد" بسبب انعدام المساواة الذي لا يزال قائما في الوصول إلى التمويل والأدوات اللازمة لمكافحة الأوبئة مثل اللقاحات.فيما أوضحت عالمة الفيروسات الهولندية ماريون كوبمانز أن نجاح وسرعة إنتاج اللقاحات التي تستند إلى تقنية الحمض النووي الريبي المرسال قد "يغير قواعد اللعبة" خلال الأزمة الصحية العالمية المقبلة. لكنها تشعر بالقلق من أن استخدامها في التصدي لتهديد مستقبلي سيواجه "مشاكل كبيرة" خصوصا بسبب المستوى "الضخم" من المعلومات المضللة.
بدوره، رأى توم بيكوك عالم الفيروسات في إمبريال كوليدج في لندن، أن احتمال انتشار جائحة إنفلونزا الطيور H5N1 يجب أن يؤخذ "على محمل الجد". في الوقت الحالي، لا ينتقل الفيروس بين البشر لكنه ينتشر على نطاق واسع في الكثير من الأنواع الحيوانية.
وذكرت ميغ شيفر عالمة الأوبئة في معهد ساس الأميركي لفرانس برس "لا أعتقد أننا أكثر استعدادا مما كنا عليه مع وباء كوفيد". وقالت "سنحتاج بين أربع إلى خمس سنوات أخرى حتى تتمكن سلطات الصحة العامة من رصد وتقاسم المعلومات بسرعة أكبر.
لكنها أعربت عن ثقتها في الدروس التي تعلمها العالم خلال تفشي جائحة كوفيد-19 للحماية كالتباعد الاجتماعي ووضع الكمامة.
وباء جائحة تعبيرية آيستوك
خطوات ملموسة ومستوى إنذار
وتم افتتاح مركز منظمة الصحة العالمية الجديد للوقاية من الأوبئة عام 2021 في برلين، وهو مخصص لجمع المعلومات لكشف التهديدات وتخفيفها بشكل أفضل. ووافق صندوق مكافحة الأوبئة التابع للبنك الدولي الذي تأسس عام 2022، حتى الآن على تمويل بقيمة 885 مليون دولار، مخصص لنحو 50 مشروعا تغطي 75 دولة.كما تم افتتاح مركز نقل التكنولوجيا لتطوير لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال في جنوب إفريقيا عام 2023 بدعم خاص من منظمة الصحة العالمية، وكذلك عام 2022 مركز تدريب عالمي للتصنيع الحيوي في كوريا الجنوبية لتحفيز إنتاج شركة الأدوية المحلية.
وفي 30 كانون الثاني/يناير 2020، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا يشكل حالة طوارئ صحية عامة ذات أبعاد عالمية، وهو أعلى مستوى تأهب لكن بترتيبات بيروقراطية للغاية.
ولم تتحرك معظم البلدان والشعوب إلا عندما استخدم رئيس منظمة الصحة العالمية مصطلح "جائحة" لأول مرة في 11 آذار/مارس 2020.
ولتحفيز تعاون دولي أكثر فعالية، اتفقت البلدان الأعضاء في منظمة الصحة العالمية على مفهوم "حالة الطوارئ الوبائية" الذي هو الآن أعلى مستوى إنذار عالمي.
معاهدة
وفي كانون الأول/ديسمبر 2021، قررت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية وضع اتفاقية بشأن الوقاية من الأوبئة والاستعداد لمواجهتها لتجنب الأخطاء الجسيمة خلال جائحة كوفيد.لكن الأسئلة الرئيسية تظل بلا جواب منها مسألة تبادل البيانات حول مسببات الأمراض الناشئة والفوائد الناتجة عنها، أي اللقاحات والفحوص والعلاجات وكذلك مراقبة الأوبئة. وحدد المفاوضون أيار/مايو 2025 موعدا نهائيا لإيجاد توافق.
كذلك، قام أكثر من 200 عالم من أكثر من 50 دولة بتقييم البيانات المتعلقة بـ1652 مسببا للأمراض - معظمها فيروسات - مما سمح لمنظمة الصحة العالمية بوضع قائمة هذا العام تضم حوالى 30 مسببا للأمراض قد تتسبب بأوبئة في المستقبل، مثل كوفيد-19 وحمى لاسا وفيروسات ايبولا وزيكا وماربورغ.
المصدر: https://www.alarabiya.net/medicine-...-بعد-كوفيد-19-هل-العالم-مستعد-للجائحة-المقبلة