المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 51,996
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


تدخلّت الشرطة التونسية، وقامت بتفكيك مخيمات عشوائية لمهاجرين في بلدة جبنيانة من محافظة صفاقس الواقعة جنوب البلاد، في خطوة أثارت جدلا واسعا بشأن طريقة التعامل مع هذا الملف الذي يؤرق السلطة والسكّان، بين من اعترض على انتهاج أسلوب العنف ضد المهاجرين ومن دعم ذلك.
وقال سكان محليون، إن قوات من الشرطة نفذت عملية أمنية مساء الاثنين، في بلدة جبنيانة قامت خلالها بتفكيك عشرات المخيّمات التي أقامها المهاجرون للسكن فيها، في وقت تتزايد فيه الدعوات لإيجاد حل لآلاف الهاجرين، بعد انخراطهم في أعمال عنف وجرائم سرقة واعتداءات أدت إلى توترات وحالة احتقان مع الأهالي.
لكن التعامل الأمني مع هذا الملف، أثار سجالا واسعا وانقساما في المواقف بين التونسيين، بين من اعتبر أن التدابير القمعية لا تعالج هذه الظاهرة وتفتح الباب أمام الانتهاكات، ومن دعا إلى مزيد من تشديد القبضة الأمنية لدفع المهاجرين إلى العودة إلى بلدانهم وحماية الأمن القومي.

من 2
من عملية إزالة مخيمات مهاجرين
من عملية إزالة مخيمات مهاجرين
وفي هذا السياق، انتقد الناشط في منظمات المجتمع المدني عماد السلطاني، التدخل الأمني الأخير ضد المهاجرين، معتبرا أن تحطيم وتدمير مخيمات المهاجرين وتركهم في العراء في طقس بارد ودون أي مبرر، "تعامل لا إنساني وليس بالحل الجذري"، لأن هذه المخيّمات سيعاد بناؤها وستستمر معاناة المهاجرين والأهالي، في غياب أي حلول أخرى لمعالجة هذه الظاهرة تحترم الوطن وكرامة المهاجر، داعيا إلى عدم اللجوء إلى الحلول الأمنية من أجل "عيون الاتحاد الأوروبي".
من جهته، دعا الناشط حسين المستوري، الدولة إلى تحمّل مسؤوليتها وحل الأزمة بشكل قانوني وإنساني واحترافي، بعيدا عن ممارسة الظلم الذي يمكن أن يفاقم الأزمة ويخلق مخاطر أمنية كبيرة، فضلا عن تشويه سمعة البلاد.
أما غسان بن خليفة، فقد اعتبر أن ما حصل "جريمة ووصمة عار"، وأن الحل الجذري هو مطالبة الدولة بفتح الحدود البحرية للمهاجرين والتوقف عن العمل كحارس لأوروبا.
لكن في المقابل، يرى الناشط هشام الزغواني، أن الحل الأمني هو "المخرج الوحيد" لأزمة المهاجرين حتى يعودوا إلى بلدانهم، مشيرا إلى أنّه لا يمكن تجاهل معاناة الأهالي الذين افتكت منهم أراضيهم وتعرضوا لاعتداءات وعمليات سرقة في منازلهم.
أما سارة مصمودي، فتعتقد أن كل الحلول مشروعة للدفاع عن أمن البلاد، التي لا تتحمل كل هذه الأعباء، وعن السكان الذين استبيحت أراضيهم وبيوتهم وحرموا من استغلال ممتلكاتهم.
وتنتشر مخيّمات المهاجرين في الحقول ومزارع الزيتون ببلدتي العامرة وجبنيانة من محافظة صفاقس، على أمل الهجرة نحو السواحل الإيطالية، الأمر الذي أثار قلق واستياء السكان المحليين الذين خرجوا في احتجاجات غاضبة للتنديد بـ"تجاوزات المهاجرين وتهديدهم لأمنهم وسلامتهم وباعتداءاتهم على أملاكهم العامة"، مطالبين السلطات بالتدخل لترحيلهم.
المصدر: https://www.alarabiya.net/north-afr...ّة-تعامل-الشرطة-مع-المهاجرين-يشعل-جدلا-بتونس-