المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 61,649
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


يصادف يوم الثلاثاء 15 أبريل 2025 مرور عامين على اندلاع الحرب الأهلية في السودان بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، ومع نزوح أكثر من 12.7 مليون شخص من منازلهم، فإن ريال مدريد وبرشلونة كانا نقطة الضوء الوحيدة في الحرب الدائرة، فيما انتشر خبر انتقال كيليان مبابي من باريس سان جيرمان إلى العاصمة الإسبانية بعد أشهر – حسب صحيفة "ماركا".
وتعتبر الحدود الغربية واحدة من أكثر الحدود التي يستخدمها السودانيون للهروب، يتركون الحرب والموت خلفهم ليستقروا في إحدى أفقر دول العالم، تشاد.
وبحسب "ماركا"، وصل أكثر من 700 ألف شخص من دارفور، خلال العامين الماضيين، وانضموا إلى ما يقرب من نصف مليون سوداني كانوا لاجئين بالفعل قبل الحرب، والآن يعيشون في ظروف قاسية من الفقر وسوء الصرف الصحي وسوء التغذية والمرض والعنف.
بالنسبة لآلاف الأشخاص والعائلات، كل يوم هو بمثابة تحد جديد، ويكون الشيء الوحيد المهم هو الوصول إلى اليوم التالي على قيد الحياة، وتعد المخيمات مسرحا لأعمال بطولية ومآسي وقصص البقاء على قيد الحياة والأمل.
مازن ومعاذ، اثنان من آلاف الأطفال الذين يقضون طفولتهم بعيدا عن المنزل، في بلدة أدري الحدودية.
مازن ومعاذ شقيقان، ولدا ونشأ في مكان يمكن أن تصل فيه درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية.

مازن محجوب أحمد ويبلغ من العمر 12 عما، عرف نفسه، قائلا: أنا من الجنينة، الأكبر بين ستة أشقاء، أختان وثلاثة إخوة، أعيش هنا منذ ما يقارب العامين، وأتشارك الملجأ مع اثنين من أبناء خالتي، عادت خالتي، أخت والدتي، إلى السودان في محاولة العثور على زوجها المفقود منذ أشهر.
وأضاف: الحياة هنا جميلة، أيامي مليئة بلعب كرة القدم، ومساعدة والدتي، ثم العودة للعبها، عندما ألعب، أشارك دائما في نفس المركز، ظهير، فريقي المفضل هو ريال مدريد، انظروا! شعارهم على بنطالي الرياضي، ولا يزال كريستيانو رونالدو مفضلا لدي، مع أنه لم يعد يلعب في ريال مدريد.
وزاد مازن: ما زلنا قادرين على اللعب، حالفنا الحظ لأن بعض أطفال الحي المجاور لديهم كرة – تماما كالكرة الحقيقية، مصنوعة من الجلد وما شابه ذلك، جمعوا القليل من المال لشرائها، إنها مفرغة من الهواء، لكننا نلعب بها، عادة ما تكون مبارياتنا من الساعة 3 إلى 4 ونصف عصرا، ثم يأتي الكبار للعب، فنترك لهم الملعب، عندما كنت لا أزال في السودان، كنت أشاهد ريال مدريد طوال الوقت، لكن هنا لا يوجد تلفزيون، ولم أعد أستطيع متابعتهم، في المخيم توجد بعض الملاجئ الكبيرة إذ يمكن للناس توصيل أجهزة التلفزيون والهوائيات لمشاهدة المباريات، لكن عليك أن تدفع للدخول، وليس لدي أي مال.
وكشفت "ماركا" أن قصة مازن وصلت إلى مسامع أحد المقربين من ريال مدريد، من خلال منظمة أطباء بلا حدود، حصل مازن على 60 قميصا أبيض للفرق وكرات وصور موقعة، كان الأمر جنونيا بالنسبة للأطفال الذين لم يصدقوا ما حصلوا عليه.
في بلدة أدري يمر الوقت ببطء، إن التواصل مع ما يحدث في العالم يكاد يكون معدوما، كل هذا يعود إلى ما يحدث هناك، إلى النضال اليومي.
ما كان بمثابة خبر عالمي في العالم، وهو توقيع مبابي لريال مدريد، لم يكن موجودا في أدري، إذ كشف مازن: لم أكن أعلم بانضمام مبابي إلى ريال مدريد بعد أشهر، بعدما أخبرني أحد الأطباء، كانت آخر مباراة شاهدتها على التلفاز قبل عامين قبل فرارنا من الجنينة كانت مواجهة الكلاسيكو، فاز فيها ريال مدريد 4-0 على برشلونة في "كامب نو".
الكلاسيكو الذي يتحدث عنه مازن هي مباراة الإياب في كأس الملك التي أقيمت قبل موسمين في 6 أبريل 2023، أي قبل أسبوع واحد من حرب السودان.
ينظر معاذ "8 أعوام" إلى أخيه الأكبر مازن باعتباره قدوته، على الرغم من وجود مشكلة، لأن مازن من مشجعي ريال مدريد، ومعاذ مع برشلونة، بالنسبة له ميسي أسطورة على الرغم من أنه نادرا ما شاهده يلعب.
ولكن لدى معاذ مشكلة أخرى، فهو يرتدي قميص النصر السعودي الذي يحمل اسم كريستيانو رونالدو، اشترته أمه من السوق لأنها قالت أنه يحتاج إلى قميص جديد، لأن قميص برشلونة كان باليا جدا، وأبان معاذ بنبرة غاضبة: كنت أكره قميص رونالدو، حتى أيام قليلة مضت، كنت أرفض ارتدائه.

تجلس بجانبهما والدتهما وهي تبتسم، وفي خضم الدراما التي يعيشونها، يظل أطفالهم مصدرا للأمل والفرح والرغبة في المضي قدما.
تقول والدتهما: إنهم أفضل الأطفال، وأفضل الأشقاء، ينسجمون بشكل رائع، لكن عندما يكونون في الملعب، يبدو الأمر كما لو أنهم لا يعرفون بعضهم البعض، أتمنى فقط لو كانت هناك شبكات للكرة الطائرة في المخيم، حتى أتمكن أنا والنساء الأخريات من اللعب معا.

ربما يتمكن مازن ومعاذ من مشاهدة نهائي كأس الملك يوم 26 أبريل بين ريال مدريد وبرشلونة.
يقول مازن: أخي من مشجعي برشلونة، يرتدي قميصهم طوال الوقت، هكذا نلعب دائما، مدريد ضد برشلونة، في البداية كانت لدينا كرة، لكنها تآكلت مع مرور الوقت، لذلك ملأنا جوربا بالبلاستيك ولعبنا به، هناك ملعب لكرة القدم بالقرب من المخيم، المكان الذي نلعب فيه دائما، نفس الأطفال البالغ عددهم 24 طفلا، وهو ما يكفي لتشكيل فريقين، لقد التقيت ببعضهم في المعسكر، ولكنني كنت أعرف آخرين بالفعل من الجنينة.
ريال مدريد وبرشلونة يضيئان الحياة اليومية لمازن ومعاذ وأصدقائهما، في مكان يكثر فيه الخطر وسوء الحظ والمعاناة، تشكل الكرة راحة للكل.

إن التبرعات، مثل إرسال قمصان أو كرات قدم لفريقي ريال مدريد وبرشلونة هي بمثابة ذهب في الصحراء.
المصدر: https://www.alarabiya.net/sport/2025/04/16/عامان-من-بداية-حرب-السودان-أين-مبابي-