المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 33,684
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
نجح الأميركيون خلال الأيام الماضية في وضع حدّ لتصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، وهم يحاولون الآن بجهد كبير منع الأمور من الدخول في مرحلة أزمة تبدأ، ولا يعرفون كيف تنتهي.
من المثير للانتباه أن مسؤولين في الإدارة الأميركية تحدّثوا إلى "العربية" و"الحدث" قالوا إن أكثر ما يقلقهم الآن هو أن يقع حادث يشكل صاعقاً للأزمة، ويقصدون هنا أن التهديدات الإيرانية وتهديدات حزب الله مفهومة ومحسوبة، "لكن أي حادث بسيط من الممكن أن يفجّر الوضع"
قلق من الإسرائيليين
أبدت مصادر "العربية" و"الحدث" في الحكومة الأميركية قلقاً خاصاً من ما يمكن أن تفعله إسرائيل، فالأميركيون يبدون تخوّفاً من أن تقوم إسرائيل بعمل جانبي يتسبب بإشعال الجبهات.تأكيداً لهذا القلق، يفهم الأميركيون أن التوتر الحالي ناتج عن اغتيال إسرائيل لمسؤول كبير في حزب الله هو فؤاد شكر، ثم اغتيال اسماعيل هنيّه في طهران، وقيام إسرائيل بأي شيء مماثل سيدفع الأطراف إلى مواجهة يخشاها الجميع.
لا ضربات استباقية
يخشى الأميركيون أيضاً من أن تقوم القوات الإسرائيلية بـ "عمليات استباقية" مثل أن تشاهد الاستطلاعات الإسرائيلية قواعد صواريخ، أو مجموعات من المسلحين، خصوصاً في لبنان، وتقوم بقصفهم بحجّة الدفاع عن النفس في غارة استباقية، ويقع عدد كبير من القتلى، أو أن يتمّ اغتيال شخصية كبيرة أخرى مثل شكر، وتندلع اشتباكات عنيفة، وتبدأ مواجهة مفتوحة مثل العام 2006.أكد الأميركيون أنهم لن يقوموا بأي عمليات استباقية، وكانوا ينتظرون أن تقوم إسرائيل بذلك، والآن هم يقولون للإسرائيليين إن "الضربات الاستباقية" ستكون فكرة سيئة ولا يجب اللجوء إليها.
وقف النار في غزة
يعبّر الأميركيون عن كثير من الإحباط لأنهم فشلوا في إقناع الحكومة الإسرائيلية بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار، أو أقلّه خفض العمليات العسكرية في القطاع والضفة الغربية، ويعتبر الأميركيون، كما عبّر متحدثون باسم الإدارة خلال الأيام الماضية، أن الفجوة ليست كبيرة، ومن الممكن أن يصل الأطراف إلى اتفاق نهائي سيدفع إلى خفض التوتر، ويساعد إيران وحزب الله على التراجع عن تهديداتهم بشنّ هجوم انتقامي لمقتل هنيّة في طهران وشكر في بيروت.وستكون عودة المفاوضين للاجتماع يوم الخميس المقبل باباً مهماً لجعل الأطراف يقرّون تفاصيل الاتفاق.
وضعية الردع
أحد مصادر "العربية" و"الحدث" في العاصمة الأميركية وصف طرفي التوتر في الشرق الأوسط بالقول إن الاسرائيليين لديهم شهية للنزاع، وإن إيران تفهم الرسائل التي بعثت بها الولايات المتحدة وباقي دول العالم.قام الأميركيون خلال الأسبوع الماضي بكثير من التحركات العسكرية والدبلوماسية تجاه إيران للوصول إلى "وضعية الردع"، فمن جهة، تحدّثوا إلى الايرانيين مباشرة وعبر الوسطاء والحلفاء والشركاء ليقولوا لهم إن تنفيذ التهديدات الايرانية بالانتقام لن تكون مفيدة، وأوضح مسؤول أميركي تحدّث إلى "العربية" و"الحدث" أن القوات الأميركية كانت جاهزة منذ أسبوع لمواجهة أي هجوم إيراني، مع نهاية هذا الأسبوع استكملت الاستعدادات العسكرية.
خريطة الحشد الأميركي
كان المسؤول الأميركي يشير إلى انضمام سرب من طائرات "إف 18" إلى القواعد البرّية في منطقة القيادة المركزية، ووصول سرب من طائرات "إف 22" الى المنطقة، بالإضافة إلى نشر الأميركيين منصات مضادة للصواريخ وقوات بحرية ضخمة.تظهر بعض الخرائط أن الأميركيين نشروا لأول مرة منذ وقت طويل وفي وقت واحد سفناً حربية في الخليج العربي، فيما ترابط حاملة الطائرات "ايزنهاور" في منطقة بحر العرب وخليج عُـمان، كما نشر الأميركيون مدمرات في البحر الأحمر، وأضافوا إلى شرق المتوسط مدمرات أميركية، وهي جميعا تحمل منظومات مضادة للصواريخ.
لا فائدة في المواجهة
مع هذه الخريطة من القوات الأميركية، بالإضافة إلى قدرات أخرى من الفرنسيين والبريطانيين والإسرائيليين، يأمل الأميركيون بشكل خاص أن يرى الإيرانيون وحزب الله وباقي الميليشيات التابعة لإيران، أن أي هجوم سيتمّ إحباطه، ولن تكون أي عملية انتقامية من قبل إيران نافعة في إلحاق أي ضرر بإسرائيل، في المقابل لو حصل ضرر، فإن التصعيد قادم حتماً، وهو ليس بمصلحة حزب الله وإيران وباقي الميليشيات التابعة لإيران.ما زالت حالة التوتر على أشدّها والمخاوف في أقصى درجاتها لكن الأميركيين يبدون تفاؤلاً "فأي يوم يمرّ بدون انفجار هو أمر جيّد"، بحسب مسؤول أميركي.
المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...ة-لا-تريد-مفاجات-اسرائيلية-ولا-هجمات-ايرانية-